هل سمحت تونس لتركيا باستخدام قاعدة رمادة في معارك ليبيا؟
هل سمحت تونس لتركيا باستخدام قاعدة رمادة في معارك ليبيا؟هل سمحت تونس لتركيا باستخدام قاعدة رمادة في معارك ليبيا؟

هل سمحت تونس لتركيا باستخدام قاعدة رمادة في معارك ليبيا؟

عادت مجددا في الآونة الأخيرة إلى الواجهة أنباء عن سماح تونس سرا لتركيا باستخدام قاعدة "رمادة" الجوية العسكرية جنوبي تونس، كمنصّة للتدخل العسكري التركي المتنامي في ليبيا.

وإذا ما تأكدت هذه الأنباء فإنها تهدد بجر تونس إلى الصراع في ليبيا رغم ما لذلك من تداعيات على بلد يعاني أصلا من أزمات متفاقمة.

وتقع قاعدة "رمادة" في أقصى الجنوب التونسي وتوجد داخل منطقة عسكرية مغلقة تمتد على مئات الكيلومترات، كما تحتل مكانة إستراتيجية مهمّة، بحكم موقعها كآخر نقطة في عمق جنوب التراب التونسي، و لا يمكن دخولها إلا بترخيص من السلطات المحليّة.

و غذّى الموقع الإستراتيجي فيما يبدو الكثير من الأنباء التي تحدثت عن إقلاع الطائرات التركية من قاعدة "رمادة".



ورغم نفي المصادر الرسمية بشدة لهذه الأنباء إلا أن فتحي الورفلي، رئيس حزب "تونس بيتنا"، لا يستبعد وجود محاولات لجرّ تونس إلى المستنقع الليبي، حيث طالب المجتمع الدولي بالتدخل والتصدّي لحكومة "الوفاق"، معتبرا أنّها أصبحت تشكّل خطرا على الأمن القومي لشمال أفريقيا وتحديدا تونس من خلال استعمال قاعدة و مطار رمادة (بالجنوب التونسي) ومطار مطماطة الذي كان مغلقا.

و قال الورفلي، في تصريح لـ"إرم نيوز"، نحن نحمل المسؤولية كاملة للمجتمع الدولي وللرئيس قيس سعيد ووزير الخارجية نورالدين الري الذي عُين أخيرا، مضيفا بالقول، "لم نعد نعرف اليوم مسار الدبلوماسية التونسية في مثل هذه الصعوبات التي تواجهها تونس مع الجارة ليبيا"، وفق قوله.

وتابع قائلا :"نحن اليوم مع الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر ولا ندعم الميليشيات، وعلى المجتمع الدولي أن يضع حدا لإمداد الميليشيات بالسلاح وخاصة تركيا التي أصبحت تعربد في المنطقة وتبعث السفن محمّلة بالسلاح والمساعدات للميليشيات بهدف إغراق ليبيا بالإرهابيين"، حسب تعبيره.

واستطرد الورفلي قائلا : "بالأمس تم إحضار طائرتين من تركيا وإنزالهما بمطار النفيضة التونسي، فأين الرئيس التونسي، قيس سعيد وأين وزارة الداخلية وأين وزارة الخارجية مما يحدث في هذا المطار؟"، مضيفا "هذا الأمر لن نسكت عنه".

لكنّ مصدرا أمنيّا تونسيّا رفيع المستوى، شدّد على أنّ كلّ ما تمّ ترويجه ليس سوى شائعات على حد قوله.

من جهتها رفضت مصادر برلمانيّة تونسيّة، التعليق عن هذه الأنباء، مؤكّدة أنّها لا تملك إمكانية التعليق على موضوعات عسكريّة حسّاسة، لكنّها لم تنف في المقابل، مخاوفها من تسلّل جماعات "إرهابيّة"، إلى الأراضي التونسيّة عبر الحدود مع ليبيا.

تداعيات التدخل التركي

ووسط هذه الأنباء المتضاربة يحذر محللون وخبراء من تداعيات محتملة على تونس جراء التدخل التركي الذي يهدد بتغذية الجماعات المتشددة في المنطقة الحدودية على نحو يشكل خطرا على الأمن التونسي كما حدث خلال السنوات الماضية.

وتقول بدرة قعلول، مديرة المركز الدولي للدراسات الاستراتيجية في تونس، إنّ تسلّل العناصر المتطرّفة إلى تونس أصبح واردا في ظل وجود الكثير من المرتزقة في العاصمة طرابلس"، لكنّها أكّدت أنّ تونس تمسك بزمام الأمور على كامل حدودها.

وشدّدت قعلول، على أنّ "الجماعات المتطرّفة في طرابلس تشكل خطرا على تونس، ويمكن تسللها إلى الداخل التونسي يصعب منعه رغم حرص وزارة الدفاع والداخلية التونسيتين، مضيفة أنّ الوضع في تونس يختلف عن ليبيا، خاصة في ظل القبضة الأمنية، إضافة إلى إغلاق كافة الحدود البرية والبحرية والجوية إثر أزمة فيروس كورونا.

وكانت السلطات التونسيّة، قد حذّرت من تسلل عناصر متطرّفة إليها عبر الحدود الليبية لاسيما في ظل نقل تركيا مجموعات من المرتزقة للقتال ضد الجيش في طرابلس وسط أنباء عن استخدام مناطق متاخمة للحدود التونسية في هذه العملية.

وأكّد وزير الدفاع التونسي عماد الحزقي، في الآونة الأخيرة، ضرورة تطوير القدرات العملياتية للقوات المسلحة من خلال توفير التجهيزات المتلائمة مع التهديدات غير التقليدية وتكثيف التأهيل والتدريب، إلى جانب توخي الحذر واليقظة باعتبار أن العناصر المتطرّفة، تركز على عنصر المباغتة في الزمان والمكان، داعيا إلى ضمان الجهوزيّة القصوى للعسكريين.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com