الرئاسي الليبي يحارب "حفتر" بحجب ميزانيات مكافحة فيروس كورونا
في موقف صادم، دعا مكتب دعم السياسات العامة التابع لرئيس المجلس الرئاسي الليبي، فايز السراج، إلى "حجب مخصصات ميزانية محاربة فيروس كورونا عن بلديات المنطقة الشرقية بدعوى أنها داعمة لقائد الجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر".
وقالت توصية رفعها رئيس المكتب، محمد ابراهيم الضراط، من مصراته، إلى فايز السراج، أن "مجابهة وباء كورونا، من الأولويات التي ينبغي أن تسخر لها الإمكانيات لمكافحته والحد من انتشاره"، لكنه أشار إلى أن "بلديات المنطقة الشرقية والجنوبية وبعض من بلديات المنطقة الغربية مساندة لحفتر في حربه على العاصمة طرابلس".
وأضاف أن "الكثير من البلديات المزمع صرف ميزانيات لها خاصة في المنطقة الشرقية والجنوبية تعاني من عدم الشفافية والتكتم في إصدار البيانات والإحصاءات بخصوص وباء كورونا، الأمر الذي يزيد غموض الوضع ويجعل الشكوك تحوم حول الغرض من طلب الميزانيات والادعاء بأنها طلبت مواجهة وباء كورونا"، زاعمًا أن "هذه الأموال ستتحول إلى لقمة سائغة لحفتر، ولن تصرف كما خطط لها في مواجهة وباء كورونا".
وأشار الضراط في توصيته إلى أن "الجيش الوطني الليبي" يعاني من ضائقة مالية، ولو أنه تم صرف هذه الميزانيات إلى بلديات المنطقة الشرقية والجنوبية؛ فهذا يعني أنها ستكون دعمًا لاستمرار الحرب وإطالة أمدها وتقويض لأي فرص للتفاوض الحقيقي".
وختم بالقول: "وعليه ننصح بألا تصرف الميزانيات لبلديات المنطقة الشرقية والجنوبية وبعض بلديات المنطقة الغربية التي انحازت لحفتر".
يأتي ذلك في وقت سجلت فيه في ليبيا 10 إصابات بفيروس كورونا، فيما تعاني المرافق الصحية من ترد ونقص في المعدات والطواقم.
ويقول مراقبون إن هذا التوجه يكشف عن نية مبيتة بمحاربة مدن الشرق والجنوب الليبي والمدن والبلدات في شرق ليبيا التي انحازت إلى جانب قائد الجيش الوطني الليبي بالكورونا، عبر حجب الميزانيات عنها وتجويعها في هذا الظرف الاستثنائي الذي يمر به العالم.
