لماذا استأثر الجنوب التونسي بالتمثيل الأكبر في حكومة الفخفاخ؟
لماذا استأثر الجنوب التونسي بالتمثيل الأكبر في حكومة الفخفاخ؟لماذا استأثر الجنوب التونسي بالتمثيل الأكبر في حكومة الفخفاخ؟

لماذا استأثر الجنوب التونسي بالتمثيل الأكبر في حكومة الفخفاخ؟

تواجه حكومة إلياس الفخفاخ المعلنة في تونس، انتقادات واسعة؛ بسبب غياب التوازن بين الجهات في تمثيل وزرائها، وميلان الكفة إلى جهة الجنوب، وخصوصا محافظة صفاقس، مسقط رأس الفخفاخ.

 وأثار توزير رئيس الحكومة المكلف، إلياس الفخفاخ، شخصيات تنتمي إلى محافظات الجنوب التونسي، تساؤلات حول ما إذا كان مقياسه في اختيار تشكيلة حكومته، الكفاءة والقدرة على تحمل المسؤولية في هذه المرحلة الصعبة التي تواجهها البلاد، أم الانتماء الجهوي والترضيات والمحسوبية، وفق متابعين للشأن السياسي.

 ومن بين 32 وزيرا وكاتب دولة في حكومة الفخفاخ، ينتمي 18 وزيرا إلى جهة الجنوب، بينهم 10 وزراء من محافظة صفاقس، ودفعت هذه الإحصائيات مراقبين وسياسيين إلى توجيه انتقادات واتهامات لرئيس الحكومة المكلف.

 ووصف المحلل السياسي، محسن بن مصباح، هذه الحكومة بأنها "حكومة جنوبية"، وقال لـ "إرم نيوز"، إنها "تعيد إلى الأذهان حكومة أخرى مماثلة تم تشكيلها في عهد الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي، وتحديدا خلال النصف الثاني من التسعينيات".

 وأوضح بن مصباح أن "تلك الحكومة كان يقودها من القصر الرئاسي رئيس الديوان الرئاسي محمد الجريء (وهو من محافظة مدنين)، بمساعدة الوزير المستشار عياض الودرني (وهو من محافظة صفاقس)"، مشيرا إلى أن هذين المسؤولين المؤثرين قررا آنذاك تعزيز "حكومة الجنوب" بحزام من كبار المسؤولين الجنوبيين على رأس المؤسسات الكبرى.

 وحذر بن مصباح من أن النزوع إلى المنطق الجهوي في توزيع الحقائب الوزارية لا يسهم في تنقية المناخ السياسي الذي يشهد توترا وصراعات وصدامات أحيانا، بالنظر إلى التنافر الشديد بين توجهات كل طرف سياسي، فضلا عن إعطاء انطباع حتى داخل الحكومة ذاتها، بأن هناك غيابا للعدالة والإنصاف، وفق قوله.

من جانبه، قال المحلل السياسي المنصف المالكي لـ "إرم نيوز"، إنه بالنظر إلى تركيبة حكومة الفخفاخ وإلى السير الذاتية لوزرائها وكتاب الدولة فيها، يبدو حضور أبناء الجنوب لافتا؛ ما قد يدعو إلى الريبة وإلى انتقاص حق جهات أخرى في أن تكون ممثلة في الحكومة.

 وأوضح المالكي أن هذا الحضور اللافت قد يفهم على مستويين، أولهما الرغبة في تطبيق مبدأ "التمييز الإيجابي" الذي نص عليه الدستور في المجال التنموي، بدءا بالتشكيلة الحكومية، ومن ثم تصبح الجهات الأقل حظا في الحكومة ممثلة بوزراء في الحكومة الجديدة، وثانيهما أن هناك نزعة ذاتية في الاختيار، خصوصا إذا علمنا أن الفخفاخ أصيل محافظة صفاقس، التي تسمى عاصمة الجنوب التونسي.

 ولم يستبعد المالكي أن تكون لحركة "النهضة" يد في هذا التوجه، بما أنها تملك ثقلا كبيرا في منطقة الجنوب، حيث مسقط رأس راشد الغنوشي (محافظة قابس) وقيادات كبيرة فيها، مثل علي العريض (محافظة مدنين)، والحبيب اللوز (محافظة صفاقس)، ومن ثم  تجد الحكومة حاضنة شعبية لها من هذا المنطلق، وفق قوله.

 وكانت تونس العاصمة وجهة الساحل تاريخيا، الأكثر تمثيلا في الحكومات التي تعاقبت على البلاد، غير أن الأمر تغير في سنوات ما بعد ثورة يناير 2011؛ ليضعف حضور شخصيات من الساحل التونسي في المشهد السياسي بشكل عام.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com