حملة انتخابات الرئاسة في الجزائر.. لافتات دعاية بيضاء ورفض شعبي واسع (صور)
حملة انتخابات الرئاسة في الجزائر.. لافتات دعاية بيضاء ورفض شعبي واسع (صور)حملة انتخابات الرئاسة في الجزائر.. لافتات دعاية بيضاء ورفض شعبي واسع (صور)

حملة انتخابات الرئاسة في الجزائر.. لافتات دعاية بيضاء ورفض شعبي واسع (صور)

أظهر استطلاع مصوّر لـ "إرم نيوز"، اليوم الأربعاء، حجم برودة الدعاية لانتخابات الرئاسة الجزائرية المقرّرة في 12 كانون الأول/ديسمبر القادم.

وفي جولة عبر عدة مناطق بمحافظات البويرة، بومرداس، البليدة، تيبازة والعاصمة الجزائر، لم يبرز أي مؤشر على أنّ البلاد مقبلة بعد 22 يومًا من الآن على أهم موعد انتخابي هذه السنة.

وبرزت المساحات المخصصة لملصقات المرشحين الخمسة بفراغها التام من أي لافتة، في المقابل حرص الرافضون لانتخابات الرئاسة على كتابة شعارات مناوئة على الطرقات والجدران مثل "لا للانتخابات".

وفي سلوك ساخر، عمد آخرون إلى كتابة أسماء المعارضين الموقوفين على اليافطات المخصصة لمترشحي الرئاسة، وحضر الأخضر بورقعة وكريم طابو وغيرهما بدلًا من عبدالمجيد تبون وعلي بن فليس وبقية المعنيين بالاقتراع.

وأفرز شغور مساحات الدعاية أسئلة بالجملة، خصوصًا مع تأكيد السكان المحليين أنّهم لم يروا أي محاولة لإلصاق صور المترشحين وشعاراتهم، مع أنّ المجال متاح لذلك عمليًا على مدار أيام الحملة الدعائية، ما جعل أحد الرافضين للانتخابات يعلّق في تهكمّ: "انتخابات الأشباح".

وفي حي فقير بضاحية بوسماعيل (65 كيلومترًا غربي العاصمة الجزائر)، شدّد علاء ونذير وعلي وآكلي على أنّ "الانتخابات لن تكون"، فيما أردف آخر بوعيد: "أتحدى المترشحين أن يراودوا الميادين دون ترسانة أمنية".

وليس بعيدًا عن مركز "الشراقة" التجاري، نفى مواطنون تحدثوا لمراسل "إرم نيوز" علمهم بوجود انتخابات من الأساس، فيما علّق أحدهم قائلًا: "الاقتراع قفز على حقائق الميدان وسرقة لمطالب الحراك الشعبي".

وأتى ضعف الدعاية في مختلف الساحات والميادين ليفجّر تساؤلات حول قادم الحملة الانتخابية التي انصرم منها أربعة أيام شهدت اصطدام المترشحين برفض شعبي واسع، ما ألقى بظلاله على سيرورة وحجم المهرجانات الدعائية التي تكاد تنحصر في غرب وجنوب البلاد.

وفي مهرجان نظمه المترشح عبدالقادر بن قرينة (إخوان) بوسط العاصمة الجزائر، حاولت فعاليات محلية منع الوزير السابق للسياحة من التقدّم، وجرى ترديد عدة هتافات مثل "أكلتم البلد أيها اللصوص"، و"لا انتخابات مع العصابات"، إضافة إلى "دولة مدنية لا عسكرية".

وعبثًا حاول بن قرينة تهدئة خواطر المحتجين، حيث رفض عدة ناشطين الإصغاء إلى الرجل، ونشبت ملاسنات بين مؤيدي المرشح الإسلامي ومعارضيه، ما كاد يدفع بالأمور إلى الأخطر لولا تدخل البعض وسط حضور مكثف لقوات الشرطة التي طوّقت ساحة البريد المركزي، واضطر بن قرينة لاختزال خرجته في عشر دقائق لا أكثر.

من جهته، عانى رئيس الوزراء الجزائري السابق علي بن فليس في تجمع نشّطه بمحافظة الشلف (220 كيلومترًا غربي العاصمة الجزائر)، واستقبل غاضبون بن فليس (75 سنة) بعبارات رافضة للانتخابات، ومصرّة على حتمية تجسيد مطالب الثورة الشعبية قبل الحديث عن أي اقتراع.

وعلم "إرم نيوز" من مراجع متطابقة، أنّ سعدي حانوتي مدير الدعاية للمترشح علي بن فليس بمحافظة تيزي وزو استقال من منصبه؛ بسبب ضغط الشارع في منطقة تخلو من أدنى مظاهر الانتخابات.

من جانبه، لم يكن وضع المترشحين عبدالعزيز بلعيد ورئيس الوزراء السابق عبدالمجيد تبون ووزير الثقافة السابق عز الدين ميهوبي أفضل في الميدان مساء اليوم، فيما يتوقع متابعون ألاّ يكون مصير الرجلين أفضل، في ظلّ تمسك أطياف شعبية واسعة برفض انتخابات الرئاسة، ووعيدهم بعرقلة حملة الدعاية الانتخابية التي تُجرى وسط ظروف استثنائية.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com