رغم مقاطعة المحتجين.. كيف بدت حملة انتخابات الرئاسة في الجزائر؟(صور)
رغم مقاطعة المحتجين.. كيف بدت حملة انتخابات الرئاسة في الجزائر؟(صور)رغم مقاطعة المحتجين.. كيف بدت حملة انتخابات الرئاسة في الجزائر؟(صور)

رغم مقاطعة المحتجين.. كيف بدت حملة انتخابات الرئاسة في الجزائر؟(صور)

رغم برودة أجواء الحملة الانتخابية في الجزائر، بحيث غابت ملصقات المرشحين الخمسة عن لوحات خصصتها السلطات لغرض الدعاية لبرامج المتنافسين على كرسي الرئاسة، إلا أن هؤلاء حرصوا على الانتشار في الولايات لملاقاة الأنصار والترويج لالتزامات قطعوها للشعب في حال فوز أحدهم بالانتخابات.

وقادت جولة ميدانية مراسل "إرم نيوز" في الجزائر العاصمة، لمعاينة لوحات الانتخابات التي خصصت لها السلطات العمومية مساحات وأموالًا، لكنها ظلت كما هي تنتظر ملصقات المرشحين.

وفيما نجا بعضها من التكسير، لم يتردد غاضبون من تنظيم الانتخابات بوجهها الحالي في تخريب كلي أو جزئي لعدد من اللوحات الدعائية، دون أن يثير ذلك ردود فعل رسمية من مديريات الحملة الانتخابية للمرشحين الخمسة.

وظهر أن هؤلاء يتجنبون الخوض في المسألة، خشية تأجيج الوضع وتأليب بقية الشارع على المتسابقين نحو قصر "المرادية" الرئاسي، لذلك امتنعوا عن التعليق على تخريب طال مواقع نصب الملصقات الدعائية في العاصمة والولايات الأخرى.

وأوقفت مصالح الأمن الجزائري عددًا من الشبان المتهمين بتخريب أماكن عمومية، وعرقلة العملية الانتخابية، لكنها سرعان ما أطلقت سراحهم بعدما حررت ضدهم مخالفات، دون الإعلان عن العدد الحقيقي للموقوفين.

وفي عدد من المحافظات، عمد رافضون للانتخابات الرئاسية، إلى ملء لوحات إعلانات المرشحين بصور معتقلين خلال مظاهرات الحراك الشعبي المستمر منذ 22 فبراير/شباط الماضي، وأبرزهم الثوري البارز لخضر بورقعة، والناشطان المعارضان كريم طابو وسمير بلعربي، وآخرون.

دعوات إلى التهدئة

وأمام هذا الوضع الاستثنائي لحملة انتخابية رئاسية تُجرى في ظروف غير عادية، طالب المرشحون باحترام رأي المقاطعين للانتخابات والداعين إليها، ضمن ما يعتبرونه "الممارسة الديمقراطية".

وطالب المرشحون لرئاسيات 12 ديسمبر/كانون الأول،  بضرورة "احترام الرأي الآخر، سواء بالنسبة لمؤيدي إجراء هذه الانتخابات أو المعارضين لها، على أن يبقى موقف الأغلبية هو الفيصل في آخر المطاف".

وشدد المرشح عبد المجيد تبون على ضرورة "احترام قناعة الجزائري الذي يرفض الانتخابات المقبلة"، لكونه "مواطنًا جزائريًا حرًا، له كل الحقوق"، على أن يظلّ القرار في الأخير في يد الأغلبية.

ودعا تبون إلى "تضافر كافة الجهود ورص الصفوف لإنقاذ الوطن من الهلاك"، معتبرًا أن "أغلبية الجزائريين يطالبون بإجراء انتخابات رئاسية، لأنهم مدركون أن الدولة التي تبقى لمدة 9 أشهر دون رئيس هي دولة في خطر".

وحذّر رئيس الوزراء الجزائري الأسبق من "مغبة السقوط بالفراغ الدستوري، مثل ما آلت إليه الفترة الانتقالية العام 1992، والتي أدخلت البلاد في أزمة سياسية ودستورية عميقة ومعها أزمة أمنية عويصة".

وبدوره، طالب المرشح عبد القادر بن قرينة بـ"احترام الطرف المناهض لإجراء الانتخابات، مع السهر على فتح كافة وسائل الإعلام أمامه للتعبير عن رأيه و مواقفه".

وقال وزير السياحة الأسبق:"ينبغي على المعارضين لتنظيم الاستحقاقات الرئاسية، احترام من هم مقتنعون بضرورة إجراء الانتخابات، بحيث يبقى الفيصل في الأخير رأي أغلبية الشعب".

ويعتقد بن قرينة أن"ضمان انتخابات رئاسية نزيهة، لتجنب سقوط الدولة ومؤسساتها في فخ التدخل الأجنبي، على غرار ما حصل في دول أخرى".

ودعا المرشح عبد العزيز بلعيد، الشعب الجزائري إلى"التمسك والاتحاد فيما بينه، والابتعاد عن العنف بكل أشكاله، والاحترام المتبادل بغية المشي نحو الأمام لبناء البلاد"، مؤكدًا أنه تقدم لهذه الرئاسيات بـ"إيمانٍ قاطعٍ، خدمةً للجزائر، في ظل تضافر جهود الجميع".

وعبّر  بلعيد عن أسفه لـ"فقدان الشعب ثقته في مؤسسات الدولة، وتراجع إحساسه بأنه مواطن، وعليه واجبات مثلما له حقوق"، متعهدًا بإرجاع السلطة للشعب وإعادة الثقة إليه، حالَ فوزه.

طريق حلحلة الأزمة

وأكد المرشح علي بن فليس، الذي يخوض السباق الرئاسي لثالث مرة، على أن رفض  الرئاسيات ليس حلًا، وأن الذهاب لهذه الانتخابات هو"أسلم طريق لحماية البلاد وضمان استقرارها"، داعيًا إلى "احترام آراء الذين يؤيدون تنظيم الاستحقاقات المقبلة".

وبحسب رئيس الحكومة الأسبق، فإن الرئيس القادم الذي سينتخبه الجزائريون ينبغي أن يكون"جامعًا لكل الجزائريين دون إقصاء أو تهميش وأن يستمع لكل الأطراف المؤيدة والمعارضة".

وحث المحلل السياسي محمد صالح زيتوني  على تجنب الصدام بين دعاة الانتخابات وخصومها"لأن البلاد ليست في حالة حرب، وإنما في أزمة سياسية عويصة، ومن الممكن جدًا أن تُحلّ بطريق الانتخابات".

وقال زيتوني لـ"إرم نيوز"إن الوضع الأسلم للبلاد هو الذهاب نحو انتخابات رئاسية في التاريخ المقرر لها، وإن الاقتراع السري يبقى دومًا أسلم طريق للوصول إلى السلطة والانتقال الديمقراطي.

وأضاف زيتوني أن"الوضع الحالي استثنائي، ولذلك وجب على المرشحين الاجتهاد بتقديم رؤى واقعية تعيد بصيص الأمل للجزائريين، وأن يتجنبوا خطابات التفرقة والتهديد الرافضة للموعد الرئاسي".

ويعتقد المحلل السياسي ذاته أن "الفائز برئاسيات 12 ديسمبر، يجب أن يكون رئيسًا لكل الجزائريين، وأن يتعهد أمامهم بخدمة بلادهم والشروع فورًا في إصلاحات جذرية تمس الجبهة الاجتماعية، والحياة السياسية، والاقتصادية، لإتمام شرعية رئيس منتخب".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com