تونس.. التقارب مع حركة النهضة يزعزع صفوف حزب نبيل القروي
تونس.. التقارب مع حركة النهضة يزعزع صفوف حزب نبيل القرويتونس.. التقارب مع حركة النهضة يزعزع صفوف حزب نبيل القروي

تونس.. التقارب مع حركة النهضة يزعزع صفوف حزب نبيل القروي

أبدى أعضاء من حزب "قلب تونس" الذي يرأسه رجل الأعمال نبيل القروي استهجانًا لتوجه حزبهم نحو التقارب مع حركة "النهضة" الإسلامية، معتبرين أن الحزب خذل ناخبيه وانحرف عن الأهداف التي أعلنها إبّان حملته الانتخابية وقبلها.

ويشهد الحزب الفائز بثاني أكبر كتلة برلمانية بـ 38 مقعدًا، خلافات داخلية متصاعدة بسبب قرار التوافق مع "النهضة" والدخول في تحالف يضم ائتلاف الكرامة، المناهض بشدة لحزب "قلب تونس"، وكان أول رد فعل بعد تصويت نواب "قلب تونس" لصالح رئيس حركة "النهضة" راشد الغنوشي رئيسًا للبرلمان استقالة القيادي في الحزب عبد العزيز بلخوجة.

وقال بلخوجة في تصريح إعلامي إنه "يعتذر لكل من تأثر بقراره الانضمام للحزب وصوت له في إحالة خيانة مبادئ قلب تونس القائمة على معاداة الإسلام السياسي"، بحسب تعبيره.

وكانت قيادات بارزة في حزب "قلب تونس"، ومن بينهم الناطق الرسمي باسمه حاتم المليكي ومدير الحملة الانتخابية لمرشح الحزب للرئاسية أسامة الخليي، أكدت مرارًا رفضها القطعي التقارب مع حركة "النهضة" ونفت بشكل حاسم على امتداد الأسابيع الأخيرة، قبل الانتخابات التشريعية وبعدها، أن تكون هناك نية للتحالف مع الحركة الإسلامية ومشاركتها في الحكومة الجديدة.

وتوقّع محللون سياسيون أن تؤدي هذه الخلافات إلى مزيد تأزيم الوضع داخل حزب "قلب تونس"، لاسيما مع تقدّم المشاورات الخاصة بتشكيل الحكومة.

وقال المحلل السياسي خالد الغربي لموقع "إرم نيوز" إنه "لا يستبعد أن تحتدّ الخلافات مع انطلاق المشاورات حول تشكيل الحكومة في صفوف حزب "قلب تونس".

وأحدث التقارب المفاجئ بين حركة النهضة و حزب "قلب تونس"، تململاً في صفوف الحزب، واستهجانًا لدى الرأي العام وتبرّما من الناخبين الذين صوتوا له على أساس خطابه المعلن بعدم التحالف مع النهضة".

وأضاف أنّ هناك غضبًا من قبل قواعد الحزب الذين انتخبوه على أساس أنّه مناهض لمشروع "النهضة" ويسعى للحد من استئثارها بالمشهد السياسي مشيرًا إلى أن هذا الغضب امتدّ "عند سماعهم للردود على الانتقادات وعلى الخطاب المزدوج الّذي بلغ إلى حد تصريح الناطق الرسمي باسم الحزب حاتم المليكي بأنه سيكفّر على نقض قسمه بعدم التحالف مع "النهضة" بستين صحنًا من المعكرونة، في إشارة إلى إطعام ستين مسكينًا، وهي كفارة اليمين."

من جانبه، أشار المحلل السياسي نور الدين الخلفاوي إلى أنّ هناك مخاوف حقيقية لدى قواعد حزب "قلب تونس" من أن يلقى الحزب مصيرًا مشابها لحزب "نداء تونس" الذي سبق أن تحالف مع حركة "النهضة" عقب انتخابات 2014، مشيرًا إلى أنّ هناك رفضًا واسعًا من ناخبي الحزب لهذا التوجه.

وأضاف الخلفاوي في حديث لـ "إرم نيوز" أنّ أثر هذا الغضب لم يظهر فعليًا بالنظر إلى حداثة تكوين حزب "قلب تونس" الذي لم يبلغ من العمر سوى بضعة أشهر، معتبرًا أن جل ناخبي الحزب لا يعرفون قياداته بشكل جيد وإنما منحوا أصواتهم له بناء على أنّه "حزب نبيل القروي" مشيرًا إلى التقارب في عدد الأصوات التي تحصل عليها الحزب في التشريعية وفي الرئاسية، ما يعني أنّ الحزب لم يبن قواعد خاصة به وإنما هناك ناخبون صوّتوا في سياق معين، ومرجحًا أن تتراجع شعبية الحزب بقوة نتيجة التقارب مع حركة "النهضة" وعدم الوفاء بالالتزامات التي قطعها على نفسه في حملاته الانتخابية، وفق تعبيره.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com