"عيد الثورة" يقسم الجزائريين حول انتخابات الرئاسة
"عيد الثورة" يقسم الجزائريين حول انتخابات الرئاسة"عيد الثورة" يقسم الجزائريين حول انتخابات الرئاسة

"عيد الثورة" يقسم الجزائريين حول انتخابات الرئاسة

استمرت الاحتفالات الرسمية والشعبية بذكرى عيد الثورة الجزائرية، من ليل يوم الخميس إلى اليوم الجمعة، لتتزامن بذلك مع مظاهرات مناهضة لإجراء الانتخابات الرئاسية، وسط تحذيرات من "خطورة الوضع" تبادلتها قوى الموالاة والمعارضة بشأن قضايا الراهن السياسي.

وبدا لافتًا أن أوامر رئاسية قد صدرت لولاة وقادة الأجهزة المدنية والأمنية، تأمرهم بجعل الاحتفالات الرسمية والشعبية بعيد الثورة في الجزائر  ضد المستعمر الفرنسي مناسبةً للتحسيس بأهمية الانتخابات ودورها في "دحر المؤامرات".

وجندت الحكومة إمكانيات ضخمة لتنظيم مهرجانات احتفالية في كل المدن والولايات، بإشراك فعاليات من المجتمع المدني ومنظمات جماهيرية كبرى، بينها منظمات المجاهدين وأبناء قدماء المحاربين والكشافة الإسلامية ونوادي كرة القدم والرياضات الجماعية.

ولم يتردد معارضون لإجراء الانتخابات في التظاهر ليلًا بشوارع العاصمة الجزائرية، كما كرروا التظاهر بشعارات مناوئة في الجمعة الجديدة من الحراك الشعبي المستمر منذ 8 أشهر.

يأتي ذلك في وقت بدأت الجزائر فعليًّا بالاستعدادات الميدانية لإجراء انتخابات رئاسية تسدّ شاغر منصب الرئيس المستقيل عبدالعزيز بوتفليقة، وسط انقسام واضح حول مدى جدية وقدرة السلطات على تنظيم الموعد الرئاسي بـ"شفافية ونزاهة"، مثلما عبر عنه المسؤولون الحاليون.

ومع بدء العد التنازلي للانتخابات، يُطلق متظاهرون بشكل دوري تحذيرات من مغبة "التلاعب بالصندوق الانتخابي"؛ في حين يطالب آخرون بإرجاء الاستحقاق الرئاسي إلى موعد آخر، لتهيئة المناخ السياسي اللازم.

وتتمسك السلطات الجزائرية بإجراء انتخابات رئاسية عاجلة قبل نهاية العام، بوصفها "الحل الأوحد للأزمة السياسية القائمة"، وترفض نداءات التأجيل، بل تعتبرها "مخططًا لتعميق الأزمة وتعطيل مبادرات الحل".

وفي غضون ذلك، طالبت "قوى البديل الديمقراطي"، وهي تحالف سياسي ومدني معارض في الجزائر، اليوم الجمعة، الحكومة المؤقتة "بالتعجيل بالإفراج عن جميع السجناء السياسيين ومعتقلي الرأي ووقف القمع"، بحسب بيان شديد اللهجة في الذكرى الـ65 لعيد الثورة.

وأوضح البيان أن الجزائريين في عيد ثورتهم ضد الاستعمار الفرنسي يطالبون بـ"إزالة جميع العقبات التي تحول دون الممارسة الفعالة للحريات الديمقراطية"، وينشدون "التغيير الجذري للنظام من خلال الانتقال الديمقراطي ومسار تأسيسي سيّد".

وجاء تحليل تكتل قوى البديل الديمقراطي للوضع الحالي متقاربًا مع مطالب الجمعة الـ37 من الحراك الشعبي، إذ قال البيان إنه يستوجب إفشال ما وصفه "المهزلة الانتخابية ليوم 12 ديسمبر/كانون الأول".

وذكرت تنسيقية قوى البديل الديمقراطي أنه "إذا كان جيل نوفمبر (الثورة) قد اختار طريق الكفاح المسلح لانتزاع استقلال البلاد، فإن جيل فبراير (الحراك) الذي تعلّم من نضال هذه العقود الماضية، كانت لديه عبقرية لتبنّي شكل جديد من النضال: (السلمية) لتحقيق القطيعة مع النظام"، بشعارات راديكالية مثل "يتنحاو قاع " و "رحيل النظام".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com