تونس.. ما دلالات تزكية "النهضة" 5 مرشحين للرئاسة؟
تواجه حركة النهضة الإسلامية في تونس اتهامات بإرباك المشهد السياسي وتأزيم المناخ العام؛ وذلك بتزكية نوابها في البرلمان 5 مرشخين للانتخابات الرئاسية المرتقبة منتصف شهر أيلول/سبتمبر المقبل، رغم أن الحركة دفعت بنائب رئيسها عبد الفتاح مورو مرشحًا رسميًا لها.
وأظهرت بيانات نشرتها الهيئة العليا المستقلة للانتخابات أمس السبت أن نواب حركة النهضة قاموا بتزكية خمسة مرشحين هم: عبدالفتاح مورو، وحمادي الجبالي، وإلياس الفخفاخ، ومنصف المرزوقي، وحاتم بولبيار.
من جانبه قال المحلل السياسي ناجي العياشي إن إقدام "النهضة" على تزكية أكثر من مرشح للانتخابات الرئاسية يُعتبر "انحرافًا خطيرًا وممارسة لا أخلاقية تتنافى مع ضوابط العمل السياسي عامة"، وهو ما كان يفرض على نواب الحركة الالتزام بدعم مرشحها عبد الفتاح مورو فحسب، دون الدخول في مزايدات وممارسات من هذا النوع، بحسب تعبيره.
تكتيك تشتيت الأصوات
وأضاف العياشي لـ"إرم نيوز" أن الحركة "تحاول اللعب على أكثر من محور وتتقرب إلى أكثر من طرف عسى أن يكون خراج هذا التقرب من نصيبها في مطلق الأحوال، كما هو شأنها في عقد تحالفاتها الآنية"، وهي من جهة أخرى "تعمق بذلك تشتيت أصوات الناخبين، بما يخدم مصالحها".
اعتبر المحلل السياسي إسماعيل الغالي أن حركة "النهضة" تواجه حاليًا أصعب اختباراتها من حيث التقيد بمبدأ الانضباط الحزبي، وتماسك جبهتها الداخلية وقدرتها على النجاح في أول استحقاق انتخابي رئاسي معنية به بشكل مباشر، موضحًا أن كل هذه التحديات بدأت تنهار مع ظهور تداعيات الانقسامات والخلافات الداخلية بين قياداتها ونوابها، على أرض الواقع، ومنها مسألة التزكيات.
لعبة ابتزاز
وأضاف في تصريح لـ"إرم نيوز" أن تعدد المرشحين الذين منحتهم الحركة تزكيات نوابها يكشف عدم الالتزام بما أقره مجلس شورى الحركة والمكتب التنفيذي، الذي دعا إلى دعم مرشح الحركة عبد الفتاح مورو دون سواه، وهذا ما يزيد من قناعة البعض بأن تماسك الحركة بات في موضع شك وتساؤل، وفق قوله.
وأشار الغالي إلى أن ارتفاع عدد نواب الحركة داخل البرلمان أتاح لها هامشًا كبيرًا من المناورة والدخول في "لعبة الابتزاز والمقايضة" مع المرشحين للرئاسية، ما يُعتبر "ممارسة لا أخلاقية تهدد المسار الانتخابي"، وفق تعبيره.
