مشهد سياسي جديد ينذر بتنافس انتخابي غير مسبوق‎ في تونس
مشهد سياسي جديد ينذر بتنافس انتخابي غير مسبوق‎ في تونسمشهد سياسي جديد ينذر بتنافس انتخابي غير مسبوق‎ في تونس

مشهد سياسي جديد ينذر بتنافس انتخابي غير مسبوق‎ في تونس

يعرف المشهد السياسي في تونس، هذه الأيام حراكًا غير مسبوق قبل أشهر قليلة من الانتخابات التشريعية، في وقت بدأت فيه جلّ الأحزاب بعقد تحالفاتها والتخطّيط للمرحلة المقبلة، وسط تحولات سياسية متسارعة تنذر بتنافس انتخابي حاد.

وشكل حزب "نداء تونس" قلب الرحى في هذه التحوّلات، خصوصًا بعد اتضاح الرؤية داخله وحسم مسألة التمثيلية القانونية لفائدة اللجنة المركزية للحزب، التي يرأسها نجل الرئيس المؤسس للحزب، حافظ قائد السبسي، والانطلاق في عملية ترميم واسعة داخل الحزب.

واعتبر متابعون للشأن السياسي في تونس أنّ مرحلة ما قبل الانتخابات تقتضي من الأحزاب السياسية مراجعة أدائها على امتداد السنوات الخمس الأخيرة، وقراءة التوجهات العامة للناخبين وتطلعاتهم، ومن ثم تبني تحالفاتها مع الأطراف التي ترى أنها الأكثر قدرة على الاستجابة لانتظارات الناخبين.

وأوضح المحلل السياسي، مصطفى البارودي، لـ "إرم نيوز" أنّ الأحزاب الأكثر توجهًا نحو البحث عن تحالفات جديدة هي الأحزاب المصنّفة ضمن "العائلة الوسطيّة" التي تجمع أحزابًا من وسط اليسار ومن الأحزاب الدستورية (نسبة إلى الحزب الدستوري الذي أسسه الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة)، مشيرًا في هذا السياق إلى مساعي حزب "نداء تونس" إلى الانبعاث من جديد بعد أزمة حادة عاشها على امتداد سنوات، رغم نجاحه في الفوز بنسبة مهمة من المقاعد في البرلمان في انتخابات 2014.

وأضاف البارودي أنّ "نداء تونس" صار اليوم الحزب الأكثر حركية وتفاعلًا مع محيطه، في مسعى لترميم صورته لدى الناخبين، موضحًا أنّ تجربة الحكم وخصوصًا تجربة التحالف مع "النهضة" أضرّت بالحزب كثيرًا وتسببت في انشقاقه وانبثاق أحزاب أخرى خرجت من رحمه مثل "مشروع تونس" و"تحيا تونس" ومن ثم يعمل الحزب اليوم على إعادة قراءة هذه التجربة والاستفادة من أخطاء الماضي وإعادة التجميع واستقطاب الشخصيات السياسية التي تلتقي مع مشروعه العام وبرنامجه الاقتصادي والاجتماعي.

وتشهد أحزاب وسطية أخرى تحركات من أجل تجميع قواها والترشح ضمن قوائم موحّدة، وهوما كان أشار إليه القيادي في الحزب الجمهوري عصام الشابي قبل نحو أسبوعين، حين تحدث عن ميلاد ائتلاف انتخابي وسطي، وقد بلغت النقاشات والحوارات بشأن تشكيل هذا الائتلاف مراحلها الأخيرة، في انتظار الإعلان الرسمي عنه.

بدوره ، قال المحلل السياسي منير السالمي لـ "إرم نيوز" إنّ هناك مشهدًا سياسيًّا جديدًا بصدد التشكّل في تونس، من خلال تقارب عدد من الأحزاب بالائتلاف، كما هو شأن "نداء تونس" و"مشروع تونس" أو بالانصهار، كما هي الحال بين "تحيا تونس" وحزب "المبادرة" وهي جميعها أحزاب تشترك في المرجعية الفكرية وتتوجّه إلى الفئة ذاتها من الناخبين، وهو ما يوحي بأنّ أصوات الناخبين ستتشتّت بين هذه الأحزاب إن هي لم تتقدّم بقائمات موحدة للانتخابات التشريعية.

وأضاف السالمي أنّ "الجبهة الشعبية"، وهي أكبر ائتلاف حزبي يساري تعيش أيضًا حالة مخاض عسيرة لإعادة التشكّل، إمّا بالتوافق بين مكوناتها التي دبّت بينها الخلافات على امتداد الأسابيع الأخيرة أو بالانقسام إلى ائتلافين، معتبرًا أنّ هذا الخيار الثاني لا يخدم اليسار، بل يزيد من حالة التشتت التي يعيشها منذ 2011 ومرجّحًا أن تنقسم الجبهة إلى جبهتين.

ورأى السالمي أنّ المشهد السياسي في تونس لا يزال متحرّكا ولم يستقرّ وأنّ مثل هذا الحراك يكشف عن قراءة للواقع السياسي ولأداء كلّ حزب، مؤكّدا أنّ المراجعة ضرورية قبل خوض الاستحقاق الانتخابي المقبل.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com