الحاج حامد.. أكبر سائق تاكسي في تونس ما زال يجلس خلف المقود (صور)
الحاج حامد.. أكبر سائق تاكسي في تونس ما زال يجلس خلف المقود (صور)الحاج حامد.. أكبر سائق تاكسي في تونس ما زال يجلس خلف المقود (صور)

الحاج حامد.. أكبر سائق تاكسي في تونس ما زال يجلس خلف المقود (صور)

يقال إن التاكسي هو منبر لحكايات الناس ونبض الشارع حيث الحركة والزحام، من خلاله يبدأ فهم المجتمع وهمومه، كما حدث في لقائنا هذا صدفة بأكبر معمر تونسي ما زال يمارس مهنة "قيادة السيارة"، ويراها شغفه الحقيقي.

الحاج حامد بن عامر حسين من مواليد "المنستير" جنوب تونس العاصمة، عام 1946، يجوب بسيارته المدينة، التي يراها تغيرت كثيرًا، منذ العام 1968، وقد مرت عليه الكثير من التحولات وسطها. يقول ذلك وهو يشير إلى ضواحٍ جديدة تسوّر المدينة وكانت قد بنيت في حقب لاحقة.

المسن الذي يقترب اليوم من عامه الرابع والسبعين، أب لأربعة أبناء وجد لتسعة أحفاد، يقول إنهم يتصلون به كثيرًا، وهم يحسون بالقلق لممارسته هذه المهنة وهو في هذه السن، بينما يجد هو في عمل السياقة راحته، وفضاءه الرحب، رغم ما تحمله من مشاق لم يتبرم منها يومًا.

الرجل الذي بدأ حياته ميكانيكيًا، قبل أن تستهويه مهنة سائق التاكسي، جرب أنواعًا عديدة من سيارات الأجرة، فسيارته الأولى من نوع "رينو 4 سي في"، المشهورة بـ"4 شيفو" كأول جيل من سيارات الأجرة وقتها في تونس، وكانت سيارته الثانية من نوع "دولفين"، وبعدها سيارة من نوع "بيجو 304" فـ"بيجو 405" ومن ثم "بيجو 406" ويرى أفضل كل هذه الأنواع سيارة "4 شيفو" أو ذات الأحصنة الأربعة من حيث الأداء والميكانيكا والسلاسة.

الحاج حامد، وهو لقب يفتخر به بعد أدائه فريضة الحج سنة 2005 رفقة زوجته المتوفاة،  لم يعد يحب الجلوس في البيت كثيرًا، خاصة بعد وفاة رفيقة حياته التي لازمته طيلة حياته وتزوجها قبل 50 سنة، ويجد في مهنة السياقة مؤنسًا يبعده عن حياة المقاهي، التي لم يعد يحب ارتيادها أيضًا بعد أدائه مناسك الحج، حتى لا يسمع لغوًا لا يحبه.

وحول نظامه الصحي والغذائي، يرى الحاج حامد أن الاعتدال في الحياة هو كل شيء، وينصح الشباب من أجل حياة صحية، بالابتعاد عن السهر والتدخين والكحول، وكل الأشياء "الخائبة" مثل القمار وغير ذلك من الآفات التي تنهك الروح والبدن.

هو يعتمد مثل هذا الأسلوب في حياته منذ بواكير شبابه، لا يأكل إلا إذا جاع، وينام إن أحس بالتعب، وعادة ما يكون ذلك باكرًا وقبل الساعة العاشرة مساء، بينما يصحو في الساعة السادسة صباحًا.

ويتذكر أنه كان يوقف سيارته، في السبعينيات، لممارسة رياضة المشي على رجليه لمسافة 3 كيلومترات، وسط العاصمة تونس، وقد كانت يومها أقل اكتظاظًا وزحمة، وقد تغيرت كثيرًا ملامحها بين الأمس واليوم.

يدير الحاج حامد مقود سيارته التاكسي، وهو يحركها بحنكة ومهارة، ومن دون نظارات طبية، ينظر أمامه برزانة، يساعده الشغف بهذه المهنة التي يراها مورد رزق، فتح عليه محبة الناس، وستر منه بيته وبنى عائلته، وزوج أبناءه، وهو لا يريد، وهو في هذه السن، إلا "ستر الله" كما يقول.

يودعنا وفِي عينيه أمل وذكريات بعيدة تشع من حياة ماضية يحن لها، حيث يقول إن تونس القديمة كانت أجمل بكثير، كما كان ناسها أحلى بحشمتهم وقيمهم الأصيلة، على حد قوله.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com