كيف يخطط تنظيم "داعش" للسيطرة على جنوب ليبيا؟
كيف يخطط تنظيم "داعش" للسيطرة على جنوب ليبيا؟كيف يخطط تنظيم "داعش" للسيطرة على جنوب ليبيا؟

كيف يخطط تنظيم "داعش" للسيطرة على جنوب ليبيا؟

قال مراقبون إنّ تنظيم "داعش" المتشدد، يخطط لمزيد توسيع نشاطه في الجنوب الليبي، مستغلًا الفراغ الأمني والصحارى الشاسعة، للتحرك بسهولة والقيام بعملياته، وذلك على خلفية الهجوم الانتحاري الذي استهدف، أمس الثلاثاء، بلدة "غدوة" .

وحذّر محللون، في تصريحات منفصلة لموقع "إرم نيوز"، من أنّ تنظيم "داعش" يحاول ترتيب أوراقه واستعادة قوّته في الجنوب الليبي، ويستعدّ لتنفيذ هجمات "مباغتة" لإرباك المشهد العام بالبلاد، حسب قولهم.

واعتبر المحلل السياسي المصري المختص بالشأن الليبي، كامل عبدالله، أنّ "وجود مساحات صحراوية وجبلية واسعة في جنوب ليبيا يسكنها عدد ضئيل من المواطنين، فضلًا عن وجود ضعف في الانتشار الأمني والعسكري، يسهّل بصفة كبيرة تحرك المسلّحين في الجنوب الليبي".

وأضاف كامل عبد الله، في تصريح لموقع "إرم نيوز"، أنّ الطبيعة الجغرافية والثغرات الأمنية في جنوب ليبيا،  تعتبر ملاذات آمنة لتنظيم "داعش" ولباقي الجماعات المتطرفة، لأنها تمكنها من القيام بالتدريبات اللازمة والتنقل بحرية دون أي عوائق.

وتابع عبد الله أنّ "استمرار النزاعات بين القبائل وعدم السيطرة على الحدود الجنوبية لليبيا، يوفّر كذلك فضاء ملائمًا لتحفيز تنظيم داعش على اختبار استراتيجياته العملياتية والميدانية".

حوادث غامضة

واعتبر المحلل السياسي المصري أن "التفجير الانتحاري الذي وقع أمس الثلاثاء، يعدّ واحدًا من سلسلة الحوادث الغامضة في الجنوب التي بدأت تحدث مؤخرًا".

وأضاف: "هناك نزاعات واستقطاب كبير بين المكونات القبلية والاجتماعية في الجنوب الليبي، وتبادل للاتهامات بين الفاعلين في المنطقة، وهو ما يجعل من الصعب التحقق من مصداقية المعلومات الواردة من هناك".

وبين كامل عبد الله: "قبل أيام ادعى أحد القادة المحليين في بلدية الجفرة أن تنظيم داعش أعدم 6 مخطوفين من بلدة الفقهاء، لكن تبيّن فيما بعد أن هذه الادعاءات غير صحيحة".

ترتيب أوراق

وشدد عبد الله على أنّ "تكرار الهجمات في جنوب ليبيا يبيّن أنّ داعش يعيد ترتيب أوراقه ، وأنّ خطر الجماعات المسلّحة لا يزال قائمًا، ويهدد بشكل مباشر الجهود الأمنية والعسكرية لفرض الاستقرار في ربوع البلاد".

ومن جانبه قال المحلل السياسي أشرف الرياحي، إنّ المعطيات الأمنية المتوفرة تفيد بأن تنظيم "داعش" أصبح يركز أنشطته في الجنوب الليبي مستغلًا عدة عوامل ساعدته على تعزيز نفوذه".

وأضاف أشرف الرياحي، في تصريح لـ"إرم نيوز"، أنّ قوات الجيش الوطني الليبي كثّفت من عملياتها خلال الفترة الأخيرة في الجنوب الليبي للقضاء على كل التنظيمات الإرهابية هناك".

وأشار الرياحي إلى أنّ "العملية التي قام بها داعش الثلاثاء جاءت مباشرة بعد تحرير الجيش الليبي عددًا من الرهائن الذين كان يحتجزهم الإرهابيون في منطقة المشروع التابعة لغدوة ."

واعتبر الرياحي أنّ "الأوضاع الأمنية في الجنوب الليبي غير مستقرة وقد تشهد حربًا جديدة بين الجيش الوطني الليبي ومقاتلي تنظيم داعش".

معسكرات تدريب

وذكرت مصادر ليبية، في وقت سابق، أنّ تنظيم "داعش يقيم معسكرات تدريب بجبال "الهروج" البعيدة عن سلطة حكومات البلاد المنقسمة، مستفيدًا من حدود البلاد المفتوحة والقريبة من منطقته الجديدة لتسهيل وصول مقاتليه الأجانب".

وتعيش ليبيا فوضى أمنية وسياسية منذ سقوط نظام الرئيس السابق معمر القذافي عام 2011، ما أدى إلى وجود حكومتين، الأولى في العاصمة طرابلس والمتمثلة في حكومة الوفاق الوطني المدعومة دوليًا، والثانية في طبرق شرق ليبيا.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com