بعد مشاركة حفتر.. هل يسهّل مؤتمر باليرمو حلّ الأزمة الليبية؟
بعد مشاركة حفتر.. هل يسهّل مؤتمر باليرمو حلّ الأزمة الليبية؟بعد مشاركة حفتر.. هل يسهّل مؤتمر باليرمو حلّ الأزمة الليبية؟

بعد مشاركة حفتر.. هل يسهّل مؤتمر باليرمو حلّ الأزمة الليبية؟

يبرز سؤال جوهري مع بقاء أقل من 14 يومًا على افتتاح مؤتمر باليرمو، الذي سيناقش الأزمة الليبية، على الأراضي الإيطالية، وهو ما الذي يتوقعه الليبيون منه؟

وشهدت الأيام القليلة الماضية تسارعًا في الجهود الإيطالية لعقد المؤتمر، الذي تقرر عقده في جزيرة صقلية ليكون قريبًا من ليبيا، وفق الدعاية الرسمية الإيطالية، خصوصًا بعد إعلان قائد الجيش الوطني المشير خليفة حفتر، الذي زار روما، هذا الأسبوع، مشاركته بالمؤتمر، وسبقه إلى ذلك رئيس حكومة الوفاق فايز السراج.

وخلال سنوات من الصراع الذي أعقب "ثورة 17 فبراير" التي أطاحت بالزعيم معمر القذافي، تدهورت الأوضاع المعيشية والأمنية وانقسمت البلاد سياسيًا، ولم تفلح جهود إعادة الاستقرار، وأبرزها لقاءان جمعا المشير حفتر بالسراج في أبوظبي وباريس؛ بسبب حالة التشظي والانقسام الداخلي والصراعات الدولية.

واتخذت روما، الدولة المستعمرة القديمة لليبيا، موقفًا مساندًا للسراج وميليشيات طرابلس، ورافضًا لإجراء الانتخابات في الموعد الذي حددته المبادرة الفرنسية والأمم المتحدة، في شهر كانون الأول /ديسمبر من العام الحالي، فيما أدان الجيش الوطني التدخلات الإيطالية في الشأن الليبي، ما أحدث أزمة وتصادمًا بين الطرفين.

 وترددت أنباء عن عزم حفتر عدم حضور مؤتمر باليرمو؛ بسبب الموقف الإيطالي، ما دعا الصحف الإيطالية إلى وصفه في وقت سابق "بالغائب الأكبر والأهم عن المؤتمر، مع توقع فشل المؤتمر في حال عدم حضور حفتر"، بيد أن الدبلوماسية الإيطالية بذلت جهودًا كبيرة لكسب ود "رجل ليبيا القوي"، فقد زاره في بنغازي وزير الخارجية إينزو موافيرو ميلانيزي ومسؤولون آخرون، ووجهت له دعوة رسمية لزيارة روما التقى خلالها رئيس الوزراء جوزيبي كونتي؛ لبحث ترتيبات مؤتمر باليرمو.

 ويعتقد المحلل السياسي الليبي، رضوان الفيتوري، أن التودد الإيطالي للمشير ليقبل بالمشاركة في المؤتمر يعكس تغيرًا في الموقف الإيطالي من ليبيا، وأن روما اقتنعت أخيرًا بأن حفتر هو الرجل القوي، وأبدت استعدادها للتخلي عن دعمها للميليشيات، وهي تحاول الآن أن تصحح مسارها، معتبرًا أن كلمة الفصل في المؤتمر هي حضور المشير.

وأضاف الفيتوري، لـ "إرم نيوز"، أنّ "المشير الآن في وضع قوة وليس وضع ضعف، بعد الانتصارات التي حققها الجيش الوطني، وهو صاحب الأمر الواقع والسلطة الفعلية على أكثر من 80 % من الأرض الليبية، وكل الدول الغربية وليس إيطاليا وحدها بحاجة إلى حليف قوي وشرعي في ليبيا".

 وأكد أنّ "قبول المشير حفتر حضور المؤتمر جاء بعد إملائه شروطه، كما علمت من مصادر موثوقة جدًا، وهي شروط المنتصر، وأبرزها حضوره بصفته كقائد عام للجيش الليبي (الشرعي)، وأن الجيش واحد وموحد، وأن لا تدخل عسكريًا غربيًا في المسرح الليبي".

وحول ما الذي على الليبيين انتظاره من المؤتمر، قال: "السيناريو المقبل والمتوقع بعد المؤتمر هو أولًا تسوية وضع الميليشيات في طرابلس، ودخول الجيش العاصمة دون إراقة دماء، ومن ثم إجراء الانتخابات".

بدوره، يرى ‏رئيس المركز الليبي للأبحاث ودراسة السياسات Lcrps‏ د.إبراهيم قويدر، أنّ "أوراق اللعبة الليبية ليست في يد مجموعة محددة بل عدد كبير من اللاعبين".

وتوقع قويدر أنّ  "المؤتمر سيحدد معالم لإنهاء المشكل الليبي، "ولكن الفرق بين هذا المؤتمر وغيره من اللقاءات السابقة، أنه سيصاحب ذلك خطوات عملية لتنفيذها على الأرض".

في الجهة المقابلة، قال سياسي من أنصار النظام السابق تحدث إلى "إرم نيوز"، إنّه "لا يعتقد بإمكانية حدوث أي انفراج في الأزمة الليبية ينتج عن المؤتمر، كونه أهمل شريحة مهمة من الليبيين، وهم أنصار النظام السابق".

وأضاف السياسي، الذي فضّل عدم الإشارة إلى اسمه، أنّ "الأجندات الخارجية المتعارضة والمتعاكسة لن تتوقف، ولذلك سيستمر الصراع، فروما تعمل بأجندتها الخاصة لتحقيق مصالحها لا أكثر".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com