هل يقف الخوف من تسلل "إرهابيين" وراء تأخر إعادة المهاجرين المغاربة بليبيا؟‎
هل يقف الخوف من تسلل "إرهابيين" وراء تأخر إعادة المهاجرين المغاربة بليبيا؟‎هل يقف الخوف من تسلل "إرهابيين" وراء تأخر إعادة المهاجرين المغاربة بليبيا؟‎

هل يقف الخوف من تسلل "إرهابيين" وراء تأخر إعادة المهاجرين المغاربة بليبيا؟‎

لا يزال العشرات من المهاجرين المغاربة عالقين في ليبيا، في الوقت الذي يناشدون فيه سلطات بلادهم إعادتهم إلى موطنهم، بعد أن تبخرت أحلامهم في الوصول إلى الضفة الشمالية للبحر الأبيض المتوسط.

ويوجد المهاجرون المغاربة حاليًا في قبضة جهاز مكافحة الهجرة غير الشرعية بطرابلس، التابع لوزارة الداخلية في حكومة الوفاق، حيث نشر الجهاز مقطع فيديو عبر صفحته على "فيسبوك" يظهر عدة مواطنين مغاربة يناشدون ملك البلاد محمد السادس والحكومة المغربية، للتدخل والعمل على إرجاعهم للمغرب.

وأظهر الفيديو مهاجرين مغاربة من مختلف الأعمار، يقدر عددهم بنحو 28 مهاجرًا ضمنهم سيدتان، بحسب ما قاله متحدث في الفيديو، ويحيط بهم عناصر من جهاز مكافحة الهجرة غير الشرعية الليبي.

وتتخوف السلطات المغربية من تسلل عناصر إرهابية بين المغاربة الراغبين في العودة إلى البلاد، خاصة في ظل الظروف غير المستقرة التي تشهدها ليبيا، والانتشار الكثيف للجماعات الإرهابية التي تستغل المهاجرين في مختلف المناطق الليبية.

وقالت الوزيرة المنتدبة لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة لـ"إرم نيوز"، إنها "تعمل على الملف وتحضر لإطلاق عملية تهدف إلى إعادة هؤلاء المهاجرين في الأيام المقبلة"، مشيرة إلى أن "الترتيبات لهذه العملية جارية على قدم وساق، وسيتم الإعلان عن تفاصيلها لاحقًا".

ولم تكشف الوزيرة عن موعد استئناف عمليات الترحيل، وما إذا كان الأمر يتعلق بمخاوف أمنية من وجود عناصر متطرفة ضمن المهاجرين العالقين.

وكانت السلطات المغربية، قد نظمت عملية ترحيل المهاجرين غير الشرعيين العالقين في ليبيا منذ نهاية العام الماضي، حيث تم ترحيل 338 مهاجرًا، بعد تفجر فضيحة مراكز الاحتجاز وانتشار ظاهرة الرق في صفوف المهاجرين.

لكن العملية توقفت قبل أن تستأنف صيف العام الجاري، حيث تم ترحيل عشرات المهاجرين على دفعات بشكل يومي إلى المغرب، ثم توقفت العملية مرة أخرى دون أن يتمكن العالقون من العودة، وهو ما جعلهم يدخلون في اعتصامات وإضرابات عن الطعام بمراكز الاحتجاز.

ويرى مراقبون أن مخاوف المغرب من احتمال وجود عناصر متطرفة بين المهاجرين، كانت وراء إيقاف عمليات إعادة المهاجرين.

المهاجرون وقود الجماعات المتطرفة

في هذا الصدد، اعتبر رئيس المركز المغربي للدراسات الاستراتيجية محمد بنحمو، أن "الأوضاع السياسية والأمنية في ليبيا تثير مخاوف استغلال التنظيمات المتطرفة للمهاجرين العالقين هناك".

وقال بنحمو لـ"إرم نيوز" إن " تريث المغرب في استعادة المهاجرين العالقين في ليبيا، أملته الظروف الأمنية غير المستقرة بهذا البلد الذي يئن تحت وطأة الحرب منذ سنوات، وما قد يثيره تسلل عناصر متطرفة ضمن المهاجرين، خاصة أن كل المؤشرات تشير إلى استقطاب الجماعات الإرهابية للمهاجرين، وتجنيدهم للقيام بعمليات إرهابية في بلدانهم حال العودة إليها".

من جهة أخرى رأى الإعلامي المغربي والباحث في شؤون الجماعات الجهادية المحجوب داسع، أن "الانفلات الأمني الذي تعيشه ليبيا فتح الباب أمام نشاط الجماعات الإرهابية وضمنها داعش الذي يسعى إلى بسط سيطرته على البلاد"، مشيرًا إلى أن "المهاجرين غير الشرعيين المتواجدين بليبيا يشكلون وقودًا للجماعات المتطرفة".

وقال داسع لـ"إرم نيوز" إن "التقارير تشير إلى وجود معسكرات اعتقال تابعة لبعض الجماعات الإسلامية المسلحة في ليبيا، وهو ما يفسر التخوف المغربي من عدم الاستمرار في ترحيل المهاجرين".

وأشار داسع إلى أن "الأمر يتطلب تنسيقًا مكثفًا مع السلطات الليبية التي تعيش حالة من الانقسام، لضمان عدم تسرب عناصر مشتبه في حملها للفكر المتطرف ضمن المهاجرين".

وتعتبر ليبيا بوابة لآلاف المهاجرين غير الشرعيين القادمين من مختلف مناطق القارة الأفريقية، حيث أسهمت الظروف غير المستقرة في توافد الآلاف منهم إلى السواحل الشمالية للبلاد، مما جعل الكثير منهم يسقطون في يد شبكات التهريب والاتجار بالبشر والتنظيمات الإرهابية، فيما لقي آخرون حتفهم في عرض البحر.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com