سياسيون وبرلمانيون ليبيون يطالبون بتدخل الجيش الوطني لتحرير طرابلس من الميليشيات
دعا سياسيون و نواب ليبيون، الجيش الوطني الليبي إلى التحرّك باتجاه العاصمة الليبية، طرابلس، لتحريرها من الميليشيات المسلحة التي تواصل سطوتها، وسيطرتها على مفاصل الدولة في العاصمة الليبية، في ظل تغاضٍ أممي من الأمم المتحدة، وتجاهل دولي.
و أكد المستشار الإعلامي لرئيس مجلس النواب الليبي، فتحي المريمي، أن العاصمة الليبية طرابلس تقع رهينة لسيطرة عدد من الميليشيات المسلحة، داعيًا الجيش إلى التدخل لفك أسرها.
وقال المريمي، خلال تصريحات صحفية، إن رئيس مجلس النواب عقيلة صالح يتابع الاحتجاجات التي تشهدها طرابلس ببالغ القلق، مشيرًا إلى أن رئيس مجلس النواب الليبي يرى أن حل الأزمات التي تعيشها العاصمة هو دخول قوات الجيش إلى طرابلس، وتحريرها من الميليشيات التي تسيطر عليها، داعيًا الليبيين للالتحام معها.
و نفى المريمي وجود أي تواصل بين رئيس مجلس النواب وحكومة الوفاق الوطني في ليبيا، وذلك لعدم اعترافه بشرعيتها.
وأكد المريمي أن وقوع طرابلس رهينة للميليشيات المسلحة وراء خروج المتظاهرين، فضلًا عن الأزمات التي تشهدها نتيجة تدهور الأوضاع الاقتصادية في البلاد.
من جانبه، طالب النائب في البرلمان الليبي، طلال الميهوب بإخلاء العاصمة الليبية طرابلس، من الميليشيات المسلحة التي قال إنها "تسيطر على دوائر الحكم في البلاد".
و شدّد الميهوب خلال تصريحات صحفية على أن "الميليشيات تسيطر على دوائر صنع القرار في طرابلس، وهذا أمر مرفوض لدينا جملة وتفصيلًا".
وأكد الميهوب أنه "لن يكون هناك وفاق في ليبيا إلا بعد إخلاء طرابلس من عصابات الإرهاب، وميليشيات المال العام، وضمان عدم التطرق إلى وضع المؤسسة العسكرية الليبية"، على حد تعبيره.
وأضاف:"الكرة الآن في ملعب الأمم المتحدة الراعي لما يسمّى بالاتفاق السياسي"، مطالبًا المنظمة الأممية بأن "تضمن خروج الميليشيات من طرابلس".
واعتبر البرلماني الليبي أن "المبعوث الأممي لدى ليبيا، غسان سلامة، مخيّب للآمال، وعليه تحديد موقفه من سيطرة الميليشيات على العاصمة".
و كانت استقالة نائب رئيس ما يسمّى "المجلس الرئاسي الليبي" فتحي المجبري من منصبه قد كشفت هيمنة الميليشيات في العاصمة طرابلس.
وأعلن المجبري استقالته من المجلس الرئاسي بقيادة فايز السراج، بسبب تنامي سطوة الميليشيات في طرابلس على القرار السياسي، مشيرًا خلال تصريحات صحافية إلى أن الميليشيات في طرابلس تسيطر على المشهدين الأمني والعسكري، وقضت على أي أمل لحماية ما تسمّى "حكومة الوفاق"، التي استقال منها أيضًا.
و أفاد أن الميليشيات في طرابلس قضت على الحرس الرئاسي، وجرّدته من سلاحه، مؤكدًا أن قرارات "المجلس الرئاسي" والسراج متأثرة ومرتبطة بالميليشيات في طرابلس.
ووصف المجبري طرابلس العاصمة بأنها "لم تعد ساحة للعمل السياسي"، مطالبًا وزير المالية المفوض أسامة حماد بالانسحاب من "حكومة الوفاق الوطني".
ويسيطر على العاصمة طرابلس عدد من الميليشيات المسلحة التي تتبع اسميًا لحكومة الوفاق، أو حكومة الإنقاذ، إلا أنها واقعيًا تتمتع بقدرٍ كبيرٍ من الحكم الذاتي.
وخرجت في العاصمة الليبية مظاهرات حاشدة احتجاجًا على تردي الأوضاع المعيشية بشكل عام، وانقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة متواصلة بشكل خاص.
و تشهد طرابلس وجود عدد من الميليشيات المسلحة متعددة الأسماء، والصفات، والانتماءات، وتسببت طوال الأعوام السبعة الماضية في إرباك المشهد في العاصمة الليبية بحروبها، وتناحرها الذي لا يكاد ينتهي حتى يعود للاشتعال من جديد.
