"مفاجآت" داعش تعيق تقدم الجيش العراقي في الرمادي
"مفاجآت" داعش تعيق تقدم الجيش العراقي في الرمادي"مفاجآت" داعش تعيق تقدم الجيش العراقي في الرمادي

"مفاجآت" داعش تعيق تقدم الجيش العراقي في الرمادي

الرمادي- كثفت القوات العراقية، اليوم الخميس، هجماتها على مسلحي تنظيم داعش في مدينة الرمادي مركز محافظة الأنبار غرب البلاد، محققة تقدماً طفيفاً، في ظل الحديث عن "عوائق ومفاجآت" تجعل من الصعب جداً التحكم في تداعيات المعركة، والتنبؤ بالوقت الذي تحتاجه، حسب خبراء.

وتتركز الاشتباكات حول مجمع المباني الحكومي في وسط الرمادي، الذي تعتبر استعادة سيطرة القوات الأمنية عليه -وفقاً للخبراء- خطوة رئيسية على طريق تحرير كامل المدينة.

وقال ضابط برتبة مقدم في الجيش، في تصريح صحافي، إن "القوات العراقية وصلت عند محيط منطقة الحوز من الجهة الجنوبية لمدينة الرمادي، وباتت على بعد حوالي 500 متر عن المجمع الحكومي"، مشيراً إلى "مقتل جندي على الأقل وإصابة سبعة آخرين، خلال اشتباكات وقعت في الحوز"، فيما سجل مصدر طبي، الخميس، وصول 22 جندياً مصاباً إلى مستشفى أبو غريب.

وأفادت مصادر صحافية محلية، بأن "الجديد في هذه المعركة، اليوم، هو أن تعزيزات عسكرية وصلت إلى المناطق التي تشهد مواجهات عنيفة متواصلة في المناطق الجنوبية الشرقية من الرمادي التي حققت فيها القوات بعض التقدم قبل ثلاثة أيام".

وأضافت المصادر أن "الجديد أيضاً هو لغة المتحدثين الأمنيين والعسكريين، حيث قالوا قبل ثلاثة أيام إن استعادة الرمادي ليست إلا قضية وقت قد لا يزيد على 72 ساعة، لكن بدا اليوم أنها اختلفت تماماً، إذ أن هناك من يتحدث عن أنه من الصعب جداً التحكم في تداعيات هذه المعركة والتنبؤ بالوقت الذي تحتاجه".

ومرد هذا كله -حسب الخبراء- يعود إلى ما تحدث عنه الناطقون العسكريون العراقيون ومعهم قادة من التحالف الدولي، من "المفاجآت التي خبأها ويخبئها تنظيم داعش في هذه المعركة".

وأوضح الخبراء أن "التكتيك الذي يتبعه التنظيم، فاجأ القوات العراقية، إذ قال قائد قوات مكافحة الإرهاب العراقية، إن العبوات الناسفة التي يستخدمها داعش، من نوع جديد تحدث أضراراً شديدة بالمعدات حتى الثقيلة منها".

وقال رئيس مجلس محافظة الأنبار صباح كرحوت، في تصريح صحافي، إن "القوات العراقية تتقدم بحذر شديد في القسم الجنوبي من مدينة الرمادي".

وأشار إلى "وجود عدد كبير من العبوات الناسفة التي زرعها الإرهابيون في المدينة، واحتمال وجود مدنيين محاصرين يستخدمون كدروع البشرية، وهذه تمثل عوائق رئيسية".

من جانبه، قال المتحدث باسم التحالف الدولي، الكولونيل ستيف وارن، إن "مقاومة شرسة ومعارك ضارية تدور منذ 24 ساعة في القسم الجنوبي من مدينة الرمادي"، مشيراً إلى "قيام الإرهابيين بإقامة مواضع دفاعية قوية مستخدمين عبوات ناسفة بشكل حقول ألغام وكمائن وتفخيخ المنازل".

وأضاف وارن أن "الإرهابيين نشروا حوالي 100 مسلح على امتداد الطريق القريب من المجمع الحكومي"، لافتاً إلى أنه "بسبب طبيعة المنطقة، يسهل على عدد قليل إيقاف تقدم مجموعة كبيرة".

بدوره، أكد الخبير الأمني والاستراتيجي العراقي، هشام الهاشمي، في تصريح صحافي، إن "تحديد أي سقف زمني أمر غير منطقي في حرب شوارع ومدن كمعركة استعادة الرمادي"، مشيراً إلى أن "تنظيم داعش استعد لها، خاصة في الجهات التي كان يفترض أن القوات العراقية ستفاجئ التنظيم منها".

إسناد جوي

وأكد التحالف الدولي أنه يقدم إسناداً جوياً للقوات العراقية التي تخوض معركة في الرمادي، ضد عناصر تنظيم داعش.

وقال المتحدث باسم التحالف، إن الأخير "يقدم إسناداً جوياً للجنود العراقيين، ففي خلال الساعات الـ24 الماضية، نفذنا أكثر من 60 غارة جوية على معاقل التنظيم في الرمادي".

داعش يعلن عن عملية نوعية 

وأعلن تنظيم داعش في بيان نشره على مواقع تابعة له، عن تمكن خمسة من عناصره، الخميس، من قتل "عدد كبير" من عناصر الشرطة في مقر أمني في منطقة "110 كليو"، في محافظة الأنبار.

وأوضح البيان أن "ثلاثة منهم تمكنوا من التسلل إلى الباب الأمامي وقتل جميع الحراس بأسلحة كاتمة للصوت، فيما تمكن الإثنان الآخران من التسلل من الباب الخلفي وقتل العديد منهم وحرق مخزن الأسلحة وبعض الثكنات وقتل عدد آخر منهم بتفجير عبوة ناسفة لدى محاولتهم الهروب".

فيما قال ضابط برتبة عميد في شرطة الأنبار، إن "قوات الشرطة قتلت سبعة انتحاريين من تنظيم داعش خلال مواجهات تمكنت الشرطة خلالها من تفجير أحزمتهم وقتلهم".

فرار

وتمكنت عشرات العائلات التي كان يستخدمها تنظيم داعش دروعاً بشرية في مدينة الرمادي، من الفرار، أمس الأربعاء، وقام الجيش بإيوائها في منطقة الحبانية إلى الشرق من الرمادي.

وقال أحد الفارين ويدعى سعد الدليمي: "مسلحو داعش استخدمونا كدروع بشرية للهرب معهم لتجنب استهدافهم من الطائرات والقوات الأمنية قبل أن يطلقوا سراحنا".

وأضاف الدليمي أن "مدينة الرمادي تشهد معارك متواصلة بين قوات الأمن وعناصر داعش، عشرات الأسر متواجدة حالياً داخل منازلها، ولا يمكنها الخروج بسبب قصف الطائرات وأصوات الانفجارات والمواجهات".

وأشار إلى أن "وضع العائلات داخل الرمادي صعب جداً بسبب نفاد الغذاء من المحال التجارية.. كنا نعيش على التمر وما بقي لدينا من مواد غذائية".

وبدأت القوات العراقية عملية واسعة قبل ثلاثة أيام لتحرير مدينة الرمادي من قبضة تنظيم داعش، الذي احتلها في أيار/ مايو أيار الماضي.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com