"يقدم العربة على الحصان".. قلق في ليبيا من دعوة الدبيبة إلى "دستور دائم"
أثارت دعوة رئيس حكومة الوحدة الوطنية المؤقتة، في ليبيا، عبد الحميد الدبيبة، إلى إصدار دستور دائم للبلاد، قبل الذهاب في انتخابات عامة، مخاوف من إمكانية أن تشكل هذه الخطوة عقبة جديدة أمام الاستحقاق الانتخابي المرتقب في ليبيا.
وتشهد ليبيا جدلا متصاعدا حول القدرة على صياغة دستور وتنظيم استفتاء ثان لإقراره في ظل الانقسام الذي تعيشه المؤسسات السياسية والسيادية شرقا وغربا.
ومؤخرا، تم تأسيس هيئة تحت مسمى "الهيئة التأسيسية لصياغة مشروع الدستور في ليبيا"، وهي هيئة قامت بالفعل بصياغة مسودة لدستور ودعت إلى عرضه على الاستفتاء الشعبي، لكن هناك مخاوف من أن يؤدي عدم التصويت عليه بالموافقة إلى مزيد من تأزم الوضع لاسيما في غياب قانون متوافق عليه لتنظيم الاستفتاء.
وعلق النائب في البرلمان الليبي عبد المنعم العرفي قائلا إن "دعوة الدبيبة لإصدار دستور دائم محاولة لإطالة أمد الأزمة لأنه من الصعب التفاهم على دستور موحد، ولو كنا سنتفاهم حول ذلك لنجحت لجنة الـ 60 في إقرار دستور توافق عليه كل مدن ومناطق ليبيا".
وأضاف العرفي لـ "إرم نيوز" أنه "في ظل الصراع بين الأقاليم التاريخية، من الصعب التفاهم على دستور، لأن هذه الأقاليم تبحث عن توزيع عادل للثروات وتمثيل في الحكومات، وبالتالي فإن الاتفاق على دستور دائم صعب جدا خاصة في ظل غياب الاستقرار واستمرار الانفلات الأمني وغياب المؤسسات".
واعتبر البرلماني الليبي أن الدبيبة "يقدم العربة على الحصان" بهذه الدعوة، في إشارة إلى خلل في الأولويات، ورأى أنه "من باب أولى توحيد المؤسسات السيادية والسلطة التنفيذية والمؤسسات سواء الجيش أو الشرطة لتكون الأرضية مناسبة للحديث عن انتخابات، لكن الدبيبة بهذه الدعوة يريد تعطيل أي تفاهمات لأنه لا يرغب في تسليم السلطة وهو يملك الأدوات للقيام بذلك مثل المال والاعتراف الدولي والسلاح وغيره".
ومن جانبه قال المحلل السياسي المتخصص في الشأن الليبي غازي معلى إن "تصريحات عبد الحميد الدبيبة في ما يخص الدستور هي نوع من أنواع المراوغة لأنه يعرف أن صياغة الدستور في ظل الانقسام الحالي والتشظي وغياب المؤسسات غير ممكنة ولا يمكن أن يكون هناك استفتاء بشكل منظم وشفاف على الدستور".
وأضاف معلى لـ "إرم نيوز": "أعتقد أن ما يقوله الدبيبة محاولة لربح الوقت لتعطيل الانتخابات وتأجيلها لأن هذه الاستحقاقات لو حصلت فسيكون هو أكبر الخاسرين فيها".
وأضاف أن "الأطراف السياسية اتفقت فيما بينها على تشكيل حكومة جديدة لقيادة المرحلة القادمة وتنظيم الانتخابات، وهو أمر يخشاه الدبيبة".
وختم معلى بالقول إن "الدبيبة يريد كسب الوقت للبقاء أكثر ما يمكن في السلطة، في ظل وضع تعيش فيه ليبيا حالة تشتت وتشرذم كبير حتى داخل المنطقة الغربية حيث الصراع يحتدم هناك بين مراكز النفوذ والقرار".
