استهداف الصحفي الفلسطيني سامي شحادة
استهداف الصحفي الفلسطيني سامي شحادةرويترز

محنة الصحفيين في غزة.. 150 قتيلًا والجريمة مستمرة

منذ بداية الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة كانت الطواقم الصحفية في دائرة الاستهداف المباشر من قِبل الجيش الإسرائيلي، سواء بالقتل أو التحريض الممنهج.

وبحسب أرقام غير رسمية، فقد قُتِل قرابة 150 صحفيًّا وأصيب العشرات بجروح مختلفة، بعضهم جرى اغتياله برفقة عائلته في بيته والبعض الآخر جرى استهدافه أثناء قيامه بتأدية مهامه الصحفية وهو يرتدي اللباس الرسمي للمهنة، إلا أن ذلك لم يمنع إطلاق النار عليه وقتله.

أخبار ذات صلة
ضحايا الكلمة.. صحفيو غزة وصداقة مع الموت

وإضافة إلى الجرائم المباشرة التي ارتكبها الجيش الإسرائيلي بحق صحفيين وعائلاتهم أسفرت عن قتلى وجرحى، تمارس إسرائيل ومنظمات مؤيدة تحريضًا غير مسبوق في حدّته وخطورته اعتبرته نقابة الصحفيين الفلسطينيين "دعوة لاستهدافهم وقتلهم".

وقال نائب نقيب الصحفيين في قطاع غزة تحسين الأسطل، إن التحريض الإسرائيلي المتصاعد ينذر بجرائم جديدة ضد الصحفيين، واصفًا ما يتعرضون له بأنه "تحريض مبرمج" تقوده مستويات رسمية في الحكومة الإسرائيلية، وتعززه بالاستناد إلى تقارير منظمات منحازة لها، ومناوئة للحقوق الفلسطينية.

وأضاف الأسطل لـ"إرم نيوز" أن حجم الجرائم التي ارتكبها وما زال يرتكبها الجيش الإسرائيلي فاق الوصف، فقد رصدنا مئات الانتهاكات المباشرة التي تمثلت في عمليات قصف منازل الصحفيين بشكل مباشر؛ ما أدى إلى مقتلهم برفقة عائلاتهم، كما وثّقنا عمليات اغتيال مباشرة لعدد من الصحفيين أثناء تأديتهم مهامهم الصحفية مع التزامهم الكامل بكل عوامل السلامة.

مخاطبة كل المؤسسات الدولية والحقوقية

وأشار إلى أن ما يقوم به الجيش الإسرائيلي من جرائم خلَق حالة من الخوف والقلق في أوساط الصحفيين وذويهم كونه لا يوجد هناك جهة دولية قادرة على حمايتهم وصون أرواحهم وتحييدهم عن دائرة الاستهداف الإسرائيلي.

وتابع، "قمنا في النقابة بمخاطبة كل المؤسسات الدولية والحقوقية ذات العلاقة وأرسلنا إليهم أدلة على حجم الجرائم والانتهاكات المرتكبة بحق الطواقم الصحفية العاملة في الميدان، وسنشارك في التحضير لرفع قضايا موثقة بالأدلة الكاملة".

وأوضح، أنه لا يمكن الاكتفاء فقط بإدانة هذه الانتهاكات والجرائم بل يجب اتخاذ خطوات عملية لحماية الصحفيين تمكنهم من ممارسة عملهم بحرية وتغطية الأحداث والجرائم المرتكبة بحق المدنيين من قتل وسحل واعتقال.

من جهته قال رئيس المرصد "الأورومتوسطي لحقوق الإنسان" رامي عبدو، إن اسرائيل تعمل على "تغطية" جرائمها بحق الصحفيين في غزة، بالقتل واستهداف عائلاتهم داخل المنازل، عبر حملة مضادة تقودها ما سماها "ماكينة تعمل على مدار الساعة وتنتهج سياسة اكذب ثم اكذب حتى تصدق نفسك.

وأضاف عبدو لـ"إرم نيوز"، أن استهداف الصحفيين يندرج ضمن جرائم الحرب وينتهك القانون الدولي وقراري مجلس الأمن الدولي 2015/2222 و2006/1738 اللذين يدينان الهجمات الدولية على الصحفيين والعاملين في مجال الإعلام في حالات النزاع المسلح.

سجل حافل لإسرائيل في استهداف الصحفيين

كما إن المادة الـ79 من الملحق (البروتوكول) الأول الإضافي إلى اتفاقيات جنيف 1977، قد شددت على وجوب إيلاء حماية خاصة للصحفيين الذي يباشرون أعمالهم في مناطق النزاع المسلحة.

ودعا إلى فتح تحقيق دولي مستقل في جرائم إسرائيل بحق الصحفيين لا سيما بالنظر إلى سجلها الحافل في استهدافهم سواء في الضفة الغربية أو خلال العمليات العسكرية المتكررة على قطاع غزة، وإنهاء واقع الإفلات من العقاب الذي أدى على مدار سنوات إلى زيادة وتيرة استهداف الصحفيين.

وكرر رئيس المرصد الأورومتوسطي إدانته الشديدة للاستهداف الإسرائيلي والقتل العشوائي للصحفيين في مناطق الصراع لمنعهم من القيام بعملهم فقط ونقل الأخبار من مواقعهم.

وطالب عبدو باتخاذ إجراءات دولية سريعة بما يُفضي إلى محاسبة المتورطين فيها، ووضع حد للاستهداف الإسرائيلي الممنهج للعمل الصحافي في الأراضي الفلسطينية

يشار إلى أن السفير الإسرائيلي السابق لدى الأمم المتحدة داني دانون دعا بشكل علني إلى قتل جميع المشاركين في هجوم السابع من أكتوبر بمن فيهم الصحفيون والمصورون.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com