الجيش العراقي برفقة الحشد الشعبي في منطقة  الحويجة
الجيش العراقي برفقة الحشد الشعبي في منطقة الحويجةأ ف ب

محللون لـ "إرم نيوز": انقسامات بين الفصائل العراقية المسلحة بسبب حرب غزة

أنتجت الحرب الإسرائيلية على غزة انقسامات بين الفصائل العراقية المسلحة، بعد تصدي بعض تلك الفصائل للعمل العسكري ضد الأمريكيين نصرة للمقاومة الفلسطينية، بينما اتخذت الفصائل الأخرى موقف المتفرج، دون أي تدخل عسكري لشن الهجمات ضد الأهداف والمصالح الأمريكية في العراق.

وفي التفاصيل، وجه أمين عام ميليشيا كتائب حزب الله أبو حسين المحمداوي في بيان له تحية إلى من أسماهم بـ"الإخوة المجاهدين الذين شاركوا في العمليات الجهادية العسكرية"، وحدّد منهم جماعات "أنصار الله الأوفياء"، "حركة النجباء"، "كتائب سيد الشهداء"، "كتائب حزب الله"، فيما استثنى بقية الفصائل المسلحة، ومنها "عصائب أهل الحق"، و"بدر"، وغيرها.

أخبار ذات صلة
خبراء يُحذّرون العراق من تصعيد الفصائل المسلحة ضد أمريكا

من جانبها، ردت حركة عصائب أهل الحق" بزعامة قيس الخزعلي في بيان لها بالقول"إن المقاومة لها مقوماتها وركائزها ومبادئها الثابتة الأصيلة، التي لا يحق لكائن من كان أن يتجاوز عليها، ومن المؤسف حقًا ما تم نشره في وسائل الإعلام، من بيان صادر باسم إخوة الجهاد في كتائب حزب الله، لما فيه من تجاوز على ركيزة مهمة في عمل المقاومة، والتي تكفل سرية العمل ومراعاة الظروف الأمنية".

وأضافت العصائب، "أنه ندرك تمامًا ضرورة عدم الكشف عن الحركات والفصائل التي تنفّذ عملياتها الجهادية البطولية ضد قواعد الاحتلال الأمريكي في العراق، لإجباره على الخروج والانسحاب من بلدنا، إلا أنه من الغريب، ورغم علم مَن كتب البيان بالحقائق على الأرض، أن يعمد إلى ذكر أسماء فصائل وتغييب أخرى، دون مبرّر أو شعور حقيقي بالمسؤولية، ونأمل ألّا تتكرر مثل هذه التصريحات من إخوة الجهاد".

حرب غزة والتصعيد ضد الأمريكيين

من جهته قال المحلل السياسي والأمني أحمد الشريفي، لـ"إرم نيوز"، إن "الصراع والخلاف بين الفصائل أصبح واضحا بعد أحداث غزة، فالفصائل التي لها مناصب في حكومة السوداني كانت لا تريد التصعيد ضد الأمريكان لمنع أي إحراج للسوداني وحكومته، لكن الفصائل التي كانت خارج الحكومة كانت مع التصعيد، وهذا عمق الخلافات ما بين الفصائل".

قوات الحشد الشعبي في منطقة الشرقاط
قوات الحشد الشعبي في منطقة الشرقاطأ ف ب

وبين الشريفي، "أن الخلاف والصراع ما بين الفصائل المسلحة، ليس بجديد، فهناك صراع غير معلن ما بين تلك الفصائل حتى داخل هيئة الحشد الشعبي، على المناصب العليا في الهيئة، وكل جهة مسلحة تريد فرض سيطرتها على الهيئة وتحركات قطعات الحشد الشعبي، وغيرها من السيطرة على مناطق النفوذ، والانتشار العسكري ببعض المدن المحررة".

وأضاف أن "بيان كتائب حزب الله والعصائب، يؤكد الانقسام الحاصل بشأن موقف الفصائل من أحداث غزة، فهناك من عمل على التصعيد العسكري، وهناك من اكتفى بالمواقف الإعلامية، وبيان كتائب حزب الله أحرج الكثير من الفصائل أمام جمهورها التي كانت دائما ما ترفع شعارات المقاومة، وهذا الأمر قد يؤثر عليها في الانتخابات المقبلة، ولهذا بيان الكتائب استفز العصائب كثيرًا".

عضو التيار الصدري عصام حسين في المقابل رد في تغريدة له بالقول"واضح الانزعاج من بعض الفصائل التي لم تشترك في معركة طوفان الاقصى والتي حاولت ركوب الموجة والايحاء غير المباشر بأنها في وسط المعركة، لكنها لم تقدم أي مساعدة لتحقيق أهداف أكثر تأثيرا ضد الاحتلال الأمريكي".

وأضاف حسين، "أنه بالفعل هناك متسع من الوقت للالتحاق بهذه الفصائل ونيل شرف المقاومة والتضحية بالمكتسبات الحكومية من أجل مبادئ وقيم المقاومة التي تأسست عليها، بدل لعب دور المجاهد ودور رجل الدولة الذي يدعم الحكومة المتأثرة بالقرار الأمريكي، وهذا الميدان يا حميدان".

السياسي العراقي المستقل نزار حيدر أكد، لـ"إرم نيوز"، "أن الصراع ما بين الفصائل لا يمكن له تعدي المناوشات الإعلامية، فهناك ضابط إيقاع عمل وتحركات تلك الفصائل، وهي إيران، التي تعتبر المحرك الفعلي للفصائل، والتي أكيد أنها ستمنع تطور هذا الخلاف بشكل أكبر داخل الساحة العراقية، فهذا الأمر يضرها كثيرا".

وبين حيدر، "أن إيران طيلة السنوات الماضية، عملت على منع اندلاع الكثير من النزاعات المسلحة ما بين عدد من الفصائل المدعومة من قبلها، التي تتنافس فيها بينها على النفوذ المالي والسياسي والمسلح في السيطرة على المناطق، ولهذا إيران ستعمل على تهدئة الأوضاع ما بين كتائب حزب الله وعصائب أهل الحق".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com