قوات أمريكية في العراق
قوات أمريكية في العراقرويترز

خبراء يُحذّرون العراق من تصعيد الفصائل المسلحة ضد أمريكا

شهدت الساحة العراقية، خلال الأيام الماضية، تصعيدًا أمنيًا خطيرًا من خلال توجيه الولايات المتحدة الأمريكية 3 ضربات جوية ضد الفصائل العراقية المسلحة، في كل من بغداد، والأنبار، وبابل.

وأسفرت تلك الضربات عن سقوط عدد من القتلى والجرحى، إضافة الى تدمير مخازن أسلحة، فيما ردت الفصائل على تلك الهجمات بقصف القواعد التي توجد فيها القوات الأمريكية بصواريخ ومسيّرات مفخخة.

وبحسب مصادر أمنية عراقية، فإن "الطيران المسير الأمريكي نفذ ضربة جوية، فجر الثلاثاء الماضي، على عجلة فيها عناصر مسلحة وأسلحة في الثرثار ضمن محافظة الأنبار، تابعة لحركة عصائب أهل الحق، ما أسفر عن مقتل شخص وإصابة 3 آخرين".

وأضافت المصادر أن القوات الأمريكية نفذت بذات الوقت ضربة جوية ضد عجلة تابعة لكتائب ميليشيات حزب الله ضمن قضاء أبو غريب في بغداد، أسفرت عن مقتل شخص، وتدمير أسلحة مختلفة كانت في العجلة".

وتابعت: "كما نفذ طيران أمريكي مسيّر ضربات جوية استهدفت مواقع لعناصر الحشد الشعبي في ناحية جرف الصخر ضمن محافظة بابل، جنوب العاصمة العراقية بغداد، أسفرت عن مقتل 8 من عناصر الحشد وجرح 5 آخرين".

مقاتلون من الحشد الشعبي في العراق
مقاتلون من الحشد الشعبي في العراقأ ف ب

وفي هذا الصدد، يقول عضو لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان العراقي، عامر الفايز، إن "هناك تخوفًا حقيقيًا وخشية من تطور الصراع العسكري ما بين الأمريكان والفصائل، خاصة أن القصف الأمريكي الأخير ضد قطعات الحشد، دفع الفصائل إلى استمرار عملياتها في قصف الأهداف والمصالح الأمريكية في العراق سوريا".

وبين الفايز في حديث لـ"إرم نيوز" أن "الحكومة العراقية تعمل على إيقاف هذا التصعيد، كونها تعرف تداعيات تطور هذا الصراع العسكري، فقد تكون له نتائج سلبية على أوضاع العراق الأمنية والاقتصادية، وحتى السياسية، خاصة مع قرب انتخابات مجالس المحافظات، التي يحتاج إجراؤها لوضع مستقر على مختلف الأصعدة".

وأضاف أن "عدم إيقاف التصعيد من قبل الأمريكان والفصائل، قد يحول الصراع إلى المواجهة المباشرة، لهذا هناك حراك سياسي وحكومي من أجل تهدئة الأوضاع وعدم تصعيدها، خاصة مع وجود هدنة إنسانية حاليًا ما بين حركة حماس وإسرائيل".

من جهته، قال السياسي العراقي البارز مثال الألوسي، إننا "نتوقع أن تشهد الفترة المقبلة تصعيدًا عسكريًا من قبل الأمريكان ضد الفصائل المدعومة من طهران، ولهذا نتوقع ضربات أمريكية جديدة ضد الفصائل، وربما يصل الأمر إلى مرحلة اغتيال قادة تلك الفصائل، كما حدث مع قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس".

وحذَّر الألوسي، في حديث لـ"إرم نيوز"، من أن "العراق مقبل على أوضاع أمنية خطيرة في ظل تصعيد ميليشيات إيران في العراق لعملياتها ضد الأهداف والمصالح الأمريكية"، مؤكدًا أن "هذا الأمر سيدفع واشنطن إلى التصعيد المقابل".

وأشار إلى أن "الجانب الأمريكي أبلغ الحكومة العراقية بشكل واضح، بأن ردها العسكري ضد ميليشيات إيران في العراق لن يتوقف في ظل عدم قدرة بغداد على السيطرة على عمل وتحركات تلك الميليشيات".

أخبار ذات صلة
هجمات جديدة على القوات الأمريكية في العراق وسوريا

بالمقابل، استبعد المحلل السياسي والأمني، سرمد البياتي، أن يصل الأمر ما بين الفصائل والأمريكان إلى المواجهة المباشرة، خاصة أن الولايات المتحدة الأمريكية، تعتمد بالرد على الفصائل من خلال قصف الأهداف الثابتة والمتحركة.

واستطرد البياتي بالقول: "لكن التصعيد ما بين الطرفين أمر متوقع جدًا".

وأوضح البياتي، في حديث لـ"إرم نيوز" أنه "قد يكون للفصائل بعد القصف الأمريكي، رد فعل عسكري يختلف عن السابق، ما قد يوقع خسائر بشرية لدى الأمريكان، وهنا الرد الأمريكي سيكون موازيًا، وسيكون التصعيد ما بين الطرفين خطير، وله تداعيات على مجمل الأوضاع في العراق".

وحذّر من أن "العراق مقبل على تداعيات كبيرة وخطيرة، إذا لم يكن هناك حوار وتهدئة ما بين الفصائل والأمريكان"، لافتًا إلى أن الحكومة العراقية تعمل على ذلك، لكن لا نتائج من كل سعيها، خاصة أن الحكومة لا تستطيع السيطرة على كل الفصائل.

من آثار قصف لقاعدة عين الأسد عام 2019
من آثار قصف لقاعدة عين الأسد عام 2019AP

ولوحت ما تُسمى "المقاومة الإسلامية في العراق" بالبدء بمرحلة جديدة في مواجهة الأمريكان، نصرة لفلسطين، مؤكدة أن المرحلة المقبلة ستكون الأوسع على قواعدهم في المنطقة.

وتتعرض القوات الأمريكية الموجود في القواعد العسكرية في عين الأسد بمحافظة الأنبار، وقاعدة فيكتوريا في مطار بغداد الدولي، وقاعدة حرير في أربيل، لهجمات بالصواريخ والطائرات المسيرة، منذ أيام، أسفرت عن تسجيل إصابات طفيفة بين القوات الأمريكية، بحسب بيانات رسمية للبنتاغون.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com