هل طوت حركة النهضة صفحة الغنوشي نهائيا؟

أثار تعيين مجلس شورى حركة النهضة للقيادي العجمي الوريمي أميناً عاماً علامات استفهام حول دلالات القرار، خاصة أنه قرار جاء في وقت يستمر فيه سجن رئيس الحركة راشد الغنوشي، وهو ما جعل محللين يرجحون أن هذا التعيين يعني طي صفحة الزعيم السابق نهائيًا.

وقبل سجنه واجه الغنوشي موجة من الانتقادات واتهامات من قبل عدد واسع من قياديي النهضة؛ بسبب محاولته الترشح مجدداً لرئاسة الحركة في المؤتمر 11 الذي تم تأجيله لعدة مرات، في محاولة لترحيل الخلافات داخل الحزب الذي أزيح من السلطة في 25 تموز /يوليو 2021.

وقال المحلل السياسي نبيل الرابحي إن ''هذا المستجد يؤكد أن حركة النهضة طوت صفحة الغنوشي الذي انتهى في عيون قياداتها ولم يعد له أي حضور إلا لدى عدد قليل".

واعتبر الرابحي في حديث لـ"إرم نيوز" أن هذا القرار يشير إلى أن "النهضة تسعى لفتح قنوات التواصل مع الرئيس قيس سعيّد، رغم أنها فشلت في ذلك سابقًا عندما دفعت بالقيادي محمد القوماني الذي يعد أكثر ليونة من الوريمي".

ولفت إلى أن "النهضة أيضًا انتهت سياسيًا. والصراع حول المناصب وخلافة الغنوشي ما هو إلا صراع على ما تبقى منها، أو بالأحرى على أشلاء الحركة".

ويؤيد المحلل السياسي محمد ذويب أن ''الغنوشي انتهى سياسيًا.. وقيادات النهضة أنفسهم لن يقبلوا ترؤس الغنوشي للحزب وهو ما تعكسه تزكيتهم للوريمي".

وأكد ذويب لـ "إرم نيوز" أن "مجيء الوريمي له أسباب عدة، أهمها أنه كان مكلفاً بالشباب، ولمحاولة مغازلة هذه الفئة التي غادر عدد كبير منها الحركة بعد 25 يوليو/تموز".

ولفت إلى أن قائد الحركة الجديد "كانت له علاقات جيدة بأطياف سياسية أخرى تتناقض مع النهضة من اليسار والقوميين كاليسار والقوميين والدساترة، وهو ما قد يساهم في فك عزلة الإخوان لتشكيل جبهة سياسية أوسع من جبهة الخلاص التي انتهت على أرض الواقع".

كما أن السبب الآخر في اختيار الوريمي، بحسب ذويب، هو أنه "ينحدر من جهة الساحل وفي هذا مغازلة من الحركة لقطب سياسي ومالي ظل طوال تاريخ البلاد فاعلًا في رسم السياسات والساسة".

ومنصب أمين عام النهضة، ظل شاغرًا منذ 2019، بعد استقالة زياد العذاري إثر خلافات حول من سيترأس الحكومة بعد فوز الحركة بالانتخابات البرلمانية.