الضفة الغربية.. حرب إسرائيل الأخرى على الخرائط

تخوض إسرائيل حروباً على عدة جبهات، أبرزها في قطاع غزة جنوباً، وضد ميليشيا حزب الله شمالاً، والآن في الضفة الغربية، وفق ما ذكرت صحيفة "لوموند الفرنسية".

وقالت الصحيفة إنه منذ بداية العام، نفذت قوات الأمن الإسرائيلية عمليات مكثفة، ولا سيما في جنين، ونابلس، وطولكرم. 

وأضافت أن هذه الإجراءات، التي توصف غالبًا بأنها أعمال الشرطة، وتشمل اعتقالات وضربات بطائرات بدون طيار، وفرض قيود على الحركة، تؤدي إلى تفاقم الظروف المعيشية للفلسطينيين.

وأوضحت الصحيفة أنه رغم انخفاض حدتها عن تلك التي لوحظت في غزة، إلا أن الصراع في الضفة لا يزال مميتًا، حيث قُتل أكثر من 400 فلسطيني منذ تشرين الأول /أكتوبر 2023، وهي حصيلة قدمها اليمين الإسرائيلي المتطرف على أنها انتصار على "الإرهابيين" الذين سيهددون المستوطنات الإسرائيلية التي يعيش فيها أكثر من 600 ألف مستوطن.

وذكرت "لوموند" أنه خلال الفترة نفسها، قُتل 13 إسرائيليًّا، من بينهم أربعة من أفراد الأجهزة الأمنية، في الضفة الغربية أو القدس الشرقية أو في إسرائيل على يد فلسطينيين، وفقًا لأرقام الأمم المتحدة في 26 شباط / فبراير. 

وفي منتصف كانون الثاني، حذر وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت من أن حماس تعمل على "ربط غزة بالضفة الغربية، من أجل إشعال النار في المنطقة".

وأضاف غالانت: "علينا أن نمنع ذلك بكل الوسائل الممكنة"، لافتاً إلى الخوف الأساسي من احتمالية حدوث انتفاضة ثالثة في الضفة الغربية.

وبحسب الصحيفة، هناك نوع آخر من العنف يمارسه المستوطنون ضد الفلسطينيين، الذين ليس هدفهم الدفاع عن أنفسهم، بل استغلال الوضع للسيطرة على المزيد من الأراضي.

وتزايدت هذه الظاهرة منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، لدرجة أن المحامي الإسرائيلي المتخصص في الدفاع عن حقوق الإنسان مايكل سفارد، يقول إنه "مرعوب من هذا التسارع في عمليات الإخلاء الذي وصل إلى مستوى لم يسبق له مثيل".

وأكدت "لوموند" أن التوترات في الضفة الغربية، تتزايد وهناك مخاوف من اندلاع انتفاضة جديدة، ولا سيما مع اقتراب شهر رمضان في العاشر من آذار تقريبا.