غزيون أمام ركام منازلهم التي دمرها القصف الإسرائيلي
غزيون أمام ركام منازلهم التي دمرها القصف الإسرائيليرويترز

لأول مرة.. الآلاف من طلبة الثانوية العامة في غزة يتخلفون عن الامتحانات

لأول مرة في التاريخ تتخلّف المحافظات الجنوبية بقطاع غزة عن عقد امتحانات الثانوية العامة بالتزامن مع عقدها في الضفة الغربية والقدس، بسبب الحرب الإسرائيلية المستمرة على القطاع، حيث بلغ عدد الطلبة المتقدمين للحصول على شهادة الثانوية العامة (التوجيهي) من القطاع قرابة 39 ألف طالب وفقاً لمسؤول فلسطيني.

وتعتبر مرحلة الثانوية العامة أو ما يعرف بـ"التوجيهي" مرحلة مفصلية في حياة أي طالب وبناء عليها يتم تحديد مستقبله الجامعي ومن ثم الوظيفة ولذلك يهتم بها الأهالي والطلاب بشكل كبير جدًا ويتجهزون لها.

وقال الناطق باسم وزارة التربية والتعليم صادق خضوري إنه "من المؤسف أن يتغيّب عشرات الآلاف من أبنائنا الطلبة في قطاع غزة من تقديم امتحانات الثانوية العامة المزمع عقدها مطلع يونيو/حزيران المقبل بسبب العدوان الإسرائيلي المستمر على الأهالي".

وأضاف خضوري في حديث لـ"إرم نيوز"، أن "هذه تعتبر سابقة في تاريخ وزارة التربية والتعليم الفلسطينية أن نتعرض إلى هذا الصلف الإسرائيلي من خلال حرمان مئات الآلاف من الطلبة من حقهم بالتعليم والدراسة، حيث لا يقتصر الأمر على طلبة الثانوية العامة فقط، بل يمتد إلى كافة مراحل الدراسة بدءًا من الروضة حتى الجامعة".

أخبار ذات صلة
نتنياهو يعتبر المجاعة في غزة "ادعاءات"

استهداف إسرائيلي لمئات المدارس

وبين خضوري "بلغ عدد الطلبة المتقدمين للحصول على شهادة الثانوية العامة (التوجيهي) هذا العام من قطاع غزة قرابة 39 ألف طالب وطالبة من إجمالي قرابة 88 ألف طالب وطالبة مجموع تعداد المتقدمين من عموم محافظات فلسطين".

ولفت إلى أن الجيش الإسرائيلي استهدف بالطائرات الحربية والمدافع مئات المدارس والمنشآت التعليمية وارتكب بحق النازحين بداخلها عشرات المجازر وعمليات الإبادة والقتل الجماعي، كما استهدف الجامعات الفلسطينية بشكل لا يمكن وصفه وحول هذه الصروح العلمية والتعليمية إلى كومة من الحجارة والرماد.

وبيّن الناطق باسم التربية والتعليم أن "الحكومة الفلسطينية تضع على رأس أولوياتها بعد وقف الحرب هو إيجاد طريقة لإلحاق جميع الطلبة بأقرانهم في جميع مراحل الدراسة، ولكننا لا نستطيع أن نفعل أي شيء الآن سوى الضغط من أجل وقف الحرب ووقف إطلاق النار على الفور".

وأكد في حديثه، "لقد أوعزنا لجميع الجامعات الفلسطينية في الضفة الغربية بفتح باب الانتساب إلكترونيًا لطلبة قطاع غزة الجامعيين، كلٌ حسب تخصصه وتكون الدراسة وتقديم الاختبارات إلكترونيًا وليس وجاهيًا كما هو الحال إبان أزمة كورونا".

من جهته عبّر الطالب عمر نعيم عن حزنه الشديد واستيائه نظرًا لعدم مقدرته على التقدم لامتحانات الثانوية العامة هذا العام قائلًا: "لقد دمروا آمالي وقتلوا طموحي، لقد أعددت إلى هذا العام وكأنه سيكون عبارة عن عيد طويل، حيث كنت قد جهزت غرفة الدراسة وأحضرت جميع ما يتعلق بالمواد الأساسية في المدرسة وبدأت العام الدراسي بكل جد ونشاط".

أخبار ذات صلة
غزة.. الجيش الإسرائيلي يفتح النار على عشرات النازحين العائدين للشمال(فيديو)

"تبدد الأمل مع صوت أول صاروخ"

وفي حديثه لـ"إرم نيوز" أضاف نعيم "كنت أتجهز لأن أنهي دراسة التوجيهي ومن ثم الحصول على معدل يمكنني من دخول كلية الهندسة في جامعة فلسطين، ولكن تبدد الأمل مع صوت أول صاروخ في صباح السابع من أكتوبر، كما تبدد أيضًا مع تدمير جميع مباني جامعة فلسطين التي كنت أن أحلم بها".

وتابع "بكيت بشدة عندما جرى الإعلان عن جدول امتحانات الثانوية العامة في فلسطين للعام 2024 وأنا داخل خيمة النزوح لا أملك حتى كتابي الذي كنت أتجهز لدراسته صفحة صفحة، ومثلي عشرات الآلاف من الطلاب والطالبات التي حرمتهم الحرب الإسرائيلية من أبسط حقوقهم وهو حقهم في التعليم".

وأكمل الشاب نعيم "لقد ضاع عام دراسي كامل من عمري وكان يجب أن أكون بعد ثلاثة أشهر من الآن طالب سنة أولى في كلية الهندسة ولكنني للأسف سأكون طالب ثانوية عامة، هذا في حال انتهت هذه الحرب وتوقفت في أسرع وقت ممكن".

وختم قائلًا:" لم علينا أن ننتظر سنوات أخرى من أجل اللاشيء، أطالب العالم بوقف هذه الحرب على الفور وإنقاذ الأجيال من هذه الإبادة المستمرة بأي ثمن".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com