فضائح دبلوماسية لوفد الحوثي وصالح في جنيف
كشفت الأيام القليلة التي مضت من عمر مؤتمر المشاورات اليمنية في ضاحية بيال السويسرية، بين الحكومة الشرعية والانقلابيين (الحوثي وصالح)، عن ثقافة ضحلة وطريقة بدائية في التعامل الدبلوماسي بالنسبة لوفد الحوثيين.
ومنذ أن وصل وفد الحوثيين إلى مدينة جنيف السويسرية، وهم يرتكبون أخطاء فادحة في العرف السياسي والدبلوماسي، لدرجة أنهم يتعاملون مع المبعوث الأممي الذي يدير جلسات الحوار وكأنه طرف ندي، وأكثر من مرة تم إيقاف جلسات الحوار بسبب كلماتهم الجارحة على المبعوث الأممي إسماعيل ولد شيخ أحمد.
وروى مصدر مقرب من الشخصيات التي حضرت مؤتمر جنيف، عن حالات كثيرة اعتبرها سقطة من سقطات التعامل الحوثي مع المجتمع الدولي والعرف الدبلوماسي.
وقال المصدر الذي فضل عدم ذكر اسمه، إن مدير مكتب زعيم الانقلابيين الحوثيين، مهدي المشاط، هدد أكثر من مرة على طاولة الحوار المبعوث الأممي.
وأشار إلى أن المشاط قال في إحدى المرات "لديكم مقرات في صنعاء وسنعرف كيف نتعامل معها"، الأمر الذي أزعج المبعوث الأممي وأعلان بعدها إيقاف جلسة الحوار، ما دفع وزير الخارجية السابق أبو بكر القربي الذي يشارك ضمن وفد حزب المخلوع صالح، إلى الاعتذار للمبعوث الأممي والتوضيح أن قيادات الحوثي لديها جهل كبير في التعامل الدبلوماسي وضعف خبرة في السياسة.
كما كشف مؤتمر جنيف، عن أن وفد الحوثيين لا يملكون قراراهم بأيديهم، ولذلك طلبوا أكثر من مرة إيقاف المشاورات حتى يتم الرجوع إلى قياداتهم في الداخل، فضلا عن حضور قيادات من حزب الله والحرس الثوري الإيراني إلى مدينة جنيف لتقديم الاستشارات وتوجيه فريق الحوثيين.
أما وفد صالح، وعلى الرغم من خبرة الحزب الطويلة في إدارة الحكم في اليمن لمدة ثلاثة قرون، إلا أنهم وقعوا في الكثير من الأخطاء والتجاوزات خلال مشاورات جنيف، لدرجة أن دبلوماسي غربي أبلغ أحد الصحفيين من أن القيادي في حزب المؤتمر الشعبي العام ياسر العواضي كان يتلفظ بألفاظ بذيئة خلال جلسة الجمعة.
وفي الطرف الآخر ظهر وفد الحكومة الشرعية متماسكا صبورا، واضعا النقاط على الحروف ومتمسكا بقرارات مجلس الأمن الدولي الواضحة، مع احترام شديد للوسيط الأممي وفريقه العامل، الأمر الذي لاقى ارتياحا كبيرا من قبل المبعوث الأممي.
