حذر الجنوبيين من الانفصال.. مقال عبدالرحمن الراشد عن أحداث عدن يثير ردودًا واسعة
حذر الجنوبيين من الانفصال.. مقال عبدالرحمن الراشد عن أحداث عدن يثير ردودًا واسعةحذر الجنوبيين من الانفصال.. مقال عبدالرحمن الراشد عن أحداث عدن يثير ردودًا واسعة

حذر الجنوبيين من الانفصال.. مقال عبدالرحمن الراشد عن أحداث عدن يثير ردودًا واسعة

أشعل الكاتب والإعلامي السعودي المخضرم عبدالرحمن الراشد اليوم الإثنين، جدلًا واسعًا ومحتدمًا بين مدونين سعوديين ويمنيين وخليجيين وعرب عمومًا، بحديثه عن مواجهات عدن الأخيرة، التي يُنظر لها على نطاق واسع بأنها محطة مفصلية في تاريخ اليمن الذي لا تغيب عنه الحروب والفوضى منذ سنوات.

وتحظى آراء الراشد باحترام كبير ومتابعة واسعة من النخب وصناع القرار في العالم العربي.

وتحت عنوان "معركة ليلة العيد في عدن" نشر الراشد المقال في زاويته اليومية بصحيفة "الشرق الأوسط" السعودية العريقة، في ختام أحداث مدينة عدن التي انتهت بسيطرة القوات التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي على المدينة بشكل شبه كامل من القوات التابعة للحكومة الشرعية.

وأشعل المقال سجالًا أو حربًا كلامية موازية لما شهدته شوارع عدن وأزقتها ليلة العيد، إذ انقسمت نخب عربية يتقدمها كتاب وسياسيون وإعلاميون ونشطاء من اليمن وباقي دول الخليج، بين مؤيد للوضع الجديد ومعارض له.

يقول الراشد في مقاله، إن ما قام به المجلس الانتقالي الجنوبي اليمني تصرف انفعالي، محذرًا قادته من أنهم ضربوا بأنفسهم، مشروعهم السياسي بالاستقلال عن صنعاء بدولة جنوبية، والذي "لن يتحقق بالتحدي وفي ظل الفوضى، وإذكاء العداوات".

ويضيف الراشد الذي يرأس مجلس تحرير قناتي "العربية" والحدث في مقاله أن "من حق الجنوبيين أن يتطلعوا لقيام دولتهم، إلا أن ما فعله الانتقالي ذلك اليوم، يعزز انقلاب الحوثي، والتغلغل الإيراني، ويديم الحرب الأهلية، ويهدد بفتح جبهات حرب يمنية جديدة بدعم من قطر وتركيا، وكانت تطورًا خطيرًا يهدد، أيضًا، أمن دول المنطقة وأولاها السعودية!"

ويروي الكاتب السعودي نماذج لما يقول إنها تجارب مماثلة لدولة "الجنوب"، وبينها إقليم كردستان العراق، و"صوماليلاند" أو "أرض الصومال"، وجميعها لن تنجح بالقوة، قبل أن يقول: "رأيي الشخصي أن بمستطاع الجنوبيين الاستقلال، لكن أسلوبهم خاطئ لغة وعملاً؛ إذ يحتاجون إلى إقناع أشقائهم في صنعاء بعد تحريرها وعودة الحياة السياسية دون موافقتهم، ولن يحصلوا على موافقة الأمم المتحدة ولا رضا دول مهمة لهم إقليميًا".

واختتم الراشد مقاله بالقول "ما فعله المجلس الانتقالي، أول من أمس، أنه أطلق النار على نفسه وأصاب مشروعه في القلب، فأثار الريبة، وجرح العلاقة الإقليمية ولم يصفق لفعلته سوى الحوثيين والإيرانيين والقطريين! وكل أعذاره لا تبرر الانقلاب، وإلا لقبل بانقلاب الحوثي وعقدت معه صفقة، ومع غيره من طلاب الحكم الآخرين في اليمن!".

الجنوبيون غاضبون من المقال

مئات الردود انهالت على مقال الراشد عبر حساباته في مواقع التواصل الاجتماعي، أو حسابات صحيفة "الشرق الأوسط"، بجانب قيام كثير من المعلقين على المقال، بإعادة نشره عبر حساباتهم الشخصية، ليستقطب مزيدًا من الردود، ويصبح أشبه بقاعة افتراضية تشهد ما يشبه الحرب الكلامية أو الخلاف السياسي بين فرقاء.

الكاتب هاني مسهور بدا غاضبًا في رده على مقال الراشد حيث قال: "الجنوبيون لم يطالبوا بعد بالانفصال فهذا استحقاق له توقيت آخر لم يحِن وقته، وتشبيه الجنوب بمرحلة الاستعمار البريطاني فيه جناية، حتى على الخليج الذي كان تحت الحماية البريطانية، فهذه سقطة فادحة، بقية المقال يؤكد حاجتك للقراءة أكثر في القضية اليمنية ومحددات الأمن القومي العربي ."

ويقول الكاتب والإعلامي اليمني المقيم في بريطانيا نصر العيسائي، في رده على مقال الراشد ومقارباته لأقاليم تطالب بالاستقلال "فقط للتصحيح، أخطأت في المقارنة بالأقاليم المطالبة بالانفصال، جنوب اليمن عضو في الأمم المتحدة ومعترف به من جميع دول العالم، دخل في اتفاقية وحدة مع الجمهورية العربية اليمنية وتم نقض الاتفاقية، ويجب العودة إلى الوضع الطبيعي، دولتان مستقلتان مثلما حدث بين مصر وسوريا ووفقًا للقانون الدولي".

وفي سياق مماثل، كتب الصحفي اليمني، أحمد علوي شيخ الشاطري، ردًا على الراشد، قال فيه "المجلس الانتقالي الجنوبي يمثل إرادة شعب، وعليكم الرجوع للخلف قليلًا، نحن نطالب بعودة دولتنا التي تم احتلالها بالقوة من صنعاء، وبيان أبها 94 أكد أن لا وحده بالقوة، وكذلك قرارات مجلس الأمن، وإن تحليلك غير جيد، اذ لا صنعاء لن تقبل باستقلال الجنوب، فما يهمهم هي الأرض لا الشعب في الجنوب".

الصحفي والمذيع في قناة "سكاي نيوز عربية"، يوسف الشريف، شارك في الرد على مقال الراشد أيضًا عبر حسابه الشخصي في "تويتر"، قائلاً "اسمح لي أستاذي، كلامك صحيح لكن أخشى أنه جاء أيضًا في غير وقته، فالجنوبيون قاموا بطرد الشرعية من عدن ثأرًا لقتلاهم الذين يعتقدون أن الشرعية هي من ساعد القاعدة والحوثيين على استهدافهم، ولم يعلنوا الانفصال، هو عمل أمني وليس سياسيًا، هدفهم كان طرد جواسيس إيران وقطر والإخوان وليس الانفصال.

وأضاف الشريف في تغريدة ثانية "الجنوبيون لا يخفون رغبتهم بالانفصال منذ سنوات، وتقديم هذا الموضوع اليوم قد يغطي على ما هو أولوية وأهم، ألا وهو الاختراق الإيراني القطري الإخواني للشرعية اليمنية إلى حد النخاع، فلو قال الجنوبيون إن الشرعية هي من أعطى القاعدة والحوثيين إحداثيات معسكراتهم، فهل يمكننا أن ننفي جازمين؟".

دعوة الجنوبيين للتأني والصبر

ولايبدو أن مؤيدي آراء الراشد حول أحداث عدن، معارضون في المجمل لأحلام الجنوبيين بالاستقلال مجددًا عن اليمن كما كانوا في الماضي، لكنهم يوافقون الكاتب السعودي في ضرورة التأني قبل السير في ذلك الاتجاه، والصبر على ما يرونه من تجاوز أو اجحاف أو تهميش لدورهم من قبل الحكومة الشرعية أو التحالف العربي.

الصحفي في مكتب الرئاسة اليمنية، ياسر الحسني، بدا مؤيدًا لكل فقرات مقال الراشد، وكتب معلقًا عليه " مقال منصف ورائع".

وفي توافق تام أيضًا مع مقال الراشد، علق الكاتب اليمني سام الغُباري على المقال بالقول: "هكذا يتحدث الأستاذ".

ومن السعودية، حيث وجد الراشد كثيرًا من المؤيدين لمقاله، كتبت الباحثة أماني العجلان في تعليقها "لليمنيين شمالًا وجنوبًا الحق الكامل بتقرير مصير بلادهم سواء بوحدة أو انفصال لكن عليهم اختيار الوقت والظرف المناسب، 5 سنوات من الحرب ضد المليشيات الحوثية الإرهابية عدا تواجد القاعدة وداعش، وستمتد هذه الحرب لعقود في حال انجرف الجنوب في معركتهم العبثية الآن، وكل هذا على حساب أمن المنطقة".

وفي السياق نفسه، كتب المدون السعودي تركي الشبـانـات، "كل نداءات الانفصال في هذا الوقت تقدح في كل التضحيات التي امتدت لخمس سنوات، ليس من السعودية والتحالف فحسب، بل حتى من الجنوبيين أنفسهم ..كل محاولة مهما كان نُبلها وألمها ليس هذا وقتها، لأنها بمثابة إعطاء الخصوم وقتًا لالتقاط الأنفاس. فتحييد خطر الحوثي والإيراني هو الهاجس الأول"

وعن الردود الغاضبة علة مقال الراشد كتب ماجد الحكمي: "برأيي هذه المقالة هادئة ومتزنة وبها رسالة لعقلاء الجنوب، وهم كثر يفهمون كيف تدار الأمور في الأمم المتحدة...ردود متشنجة وهجومية من الأخوة تحكمها العاطفة، علما بأن الأستاذ حلل ولم يهاجم أحدًا.. وللجنوب حقوق سيأخذها بلا شك، ولكن في وقتها وليس بهذه الطريقة.. عيد مبارك للجميع."

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com