ما سرّ امتناع حزب الإصلاح عن إعلان موقفه من أحداث صنعاء؟
ما سرّ امتناع حزب الإصلاح عن إعلان موقفه من أحداث صنعاء؟ما سرّ امتناع حزب الإصلاح عن إعلان موقفه من أحداث صنعاء؟

ما سرّ امتناع حزب الإصلاح عن إعلان موقفه من أحداث صنعاء؟

يبدو حزب التجمع اليمني للإصلاح، في اليمن، ثاني أكبر أحزاب البلاد، مترددًا في إعلان موقفه الواضح والرسمي، تجاه الأحداث والتطورات المفاجئة التي تشهدها العاصمة صنعاء، بين شريكَي الانقلاب.

وأعلنت الرئاسة اليمنية، ترحيبها "بالوقفة الجادة التي انطلقت اليوم، في وجه مليشيات الحوثي" بصنعاء، ودعت إلى فتح صفحة جديدة مع كل الأطراف السياسية، على أساس المرجعيات الثلاث، تأسيسًا لمرحلة جديدة، توحّد الجميع في مواجهة مليشيات الحوثي الانقلابية.

وعقب البيان الرئاسي الذي يحدد موقف الحكومة الشرعية، أصدر جناح حزب المؤتمر الشعبي العام، المؤيد للشرعية، بيانًا يؤيد في دعوة الجناح الآخر من الحزب، الذي يقوده الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح في صنعاء، إلى فتح صفحة جديدة، وأعلنت تأييدها لعملية الكفاح ضد مليشيات الحوثي، والعودة لاستكمال العملية السياسية التي تم الانقلاب عليها، وفق المرجعيات الثلاث.

وعلى الرغم من وضوح موقف أكبر الأحزاب اليمنية، بشقيه المؤيد للشرعية والمناهض لها، إلا أن موقف حزب الإصلاح، لا يزال مجهولًا حتى اللحظة، وهو ما يعزز مخاوف، يقول مراقبون محليون إنها ناجمة عن تشكّل خريطة تحالفات جديدة، مناهضة للحوثيين، يمكن لها أن تطيح بالحزب "الإسلامي"، بعد أن ظل على مدى ثلاث سنوات ماضية، هي فترة الحرب، أبرز حلفاء الحكومة الشرعية، ويمثّل أحد أدواتها العسكرية في مواجهة الحوثيين في عدد من المناطق الشمالية في اليمن.

وأعاد موقع الحزب الرسمي، نشر تصريح لنائب رئيس الدائرة الإعلامية في حزب الإصلاح، عدنان العديني، قال فيه إن الحزب ليس شريكًا في التطورات العسكرية التي تشهدها صنعاء، وإن موقف الحزب من الطرفين المتصارعين مرهون بموقف كليهما من الشرعية الممثلة بالرئيس اليمني هادي.

وكان بيان الرئيس اليمني، عبدربه منصور هادي، الذي يؤيده حزب الإصلاح (إخوان اليمن)، قد دعا الشعب اليمني بكافة أطيافه السياسية والمختلفة، وقواعد الأحزاب السياسية، الشرائح المجتمعية ومنظمات المجتمع المدني، إلى رصّ الصفوف وتوحيد الجهود لإنهاء كابوس الانقلاب الحوثي المدعوم إيرانيًّا.

وشارك مستشار الرئيس اليمني، والأمين العام لحزب التجمع اليمني للإصلاح، عبدالوهاب الآنسي، في الاجتماع الذي عقده هادي بمستشاريه مساء السبت، وعلى إثره صدر موقف الرئاسة اليمنية مع تطورات صنعاء، غير أن ضبابية موقف الحزب، وتأنيه في إعلان بيان واضح، دفعت قواعده وأعضاءه إلى حالة من التخبط، في تبني الرؤى والمواقف الشخصية، التي عادة ما تلتزم بما يصدره الحزب، بشأن الانفجار العسكري الذي تشهده صنعاء وانهيار تحالف الانقلابيين، خاصة بعد تبني الحكومة الشرعية وقوات التحالف مواقف مؤيدة للانتفاضة التي تشهدها العاصمة، وحالة المواجهات التي يخوضها صالح ضد الحوثيين.

وتشير تحليلات المراقبين، إلى أن الإصلاح يخشى أن يكون هو الضحية القادمة بعد المشهد الجديد الذي بات يتكشف في صنعاء، ودعوة صالح إلى فتح صفحة مع دول الجوار، في إشارة إلى السعودية والتحالف الداعم للشرعية في اليمن.

ويقول المراقبون، إن ثمة معلومات تؤكد على عقد صفقة بين صالح والتحالف العربي، برعاية أمريكية بريطانية، تقضي بإطاحة الأول بحلفائه الحوثيين، مقابل إبقاء صنعاء المليئة بالمدنيين، بعيدة عن المواجهات المباشرة بين الانقلابيين والقوات الشرعية، عقب اقتراب القوات الحكومية بشكل كبير من المدخل الشرقي للعاصمة.

وتتعزز مخاوف الإصلاح من بقائه خارج المشهد السياسي في المرحلة المقبلة، مع انسداد أفق تحالفاته مع خصومه اللدودين في الصف المناهض للحكومة الشرعية، وهو ما يفسر تردده في توضيح موقفه مؤخرًا، وفق المراقبين.

وبدأ نشطاء (إخوان اليمن)، مع انفجار الأوضاع الأمنية في صنعاء، ووصول الحوثيين وصالح إلى مرحلة المواجهة المعلنة والمباشرة، في نشر تغريدات تهاجم صالح، بشكل أساسي، وتشكك في مستجدات المشهد السياسي بصنعاء.

وقالت الحائزة على جائزة نوبل، الناشطة في الحزب، توكل كرمان، إن ثورة 11 فبراير، في إشارة الى الثورة الشبابية التي أطاحت بصالح قبل سنوات، "ضد أدوات المخلوع ومخلفاته، ومنهم مليشيا الحوثي الفاشية"، معلنة عدم تعاطفها مع صالح فضلًا عن الوقوف أو التحالف معه.

وأشارت في صفحتها على فيس بوك، إلى أن المتعاطفين مع المخلوع، مجرد تعاطف "لا ينتمون إلى فبراير وروحها العظيمة". مضيفة أن صالح على أصل الشرور في اليمن، وصانع كل كوارثها.

واتهم الناشط الآخر في حزب الإصلاح، خالد الآنسي، جميعَ من يقفون مع صالح بعد كل ما حدث بأنهم " مُخبرون".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com