الحوثيون يحيون ذكرى عاشوراء في العاصمة اليمنية صنعاء (صور)
في مشهد لم يكن مألوفًا داخل العاصمة اليمنية صنعاء، تقام فعاليات لإحياء يوم عاشوراء، ما يشير إلى أن الحوثيين خلعوا رداء التواري السياسي، وبدأوا بالترويج لخطاب ديني يستمد مضمونه من تعاليم مذهبية شيعية.
ويقول مراقبون للشأن اليمني: "إن إحياء يوم عاشوراء هذا العام يأتي في سياق إعلان رسمي بتحول المدن الواقعة تحت سيطرة الحوثيين، إلى المذهب الشيعي الإثني عشري، وذلك بعد سنوات من مساعي إضعاف حضور المذهب الزيدي المعتدل".
ودعت وزارة الأوقاف الواقعة تحت سيطرة الحوثيين عبر مساجد العاصمة، إلى "الاحتفال بيوم عاشوراء وإبراز مكانة آل البيت وحرمة الخروج عليهم ووجوب الاستماع لهم"، في إشارة على ما يبدو إلى زعيم الحوثيين وعائلته.
ويرى الباحث الاجتماعي عبد المجيد الطيري، أن "عاشوراء يوم استثنائي في تاريخ الحركة الحوثية، بعد أن تمكنت من تحويل مدينة صنعاء إلى مسرح للحسينيات الشيعية".
تحوّل مخيف
وقال الطيري لـ"إرم نيوز" إنه "منذ أن عرف اليمنيون الإسلام كانت مذاهبهم معتدلة ليس فيها غلو أو تطرف، واقتصر المذهب في اليمن بين المذهب الزيدي في شمال اليمن والشافعي في المناطق الوسطى وحضور لبعض الطرق الأخرى، منها الصوفية في مدن حضرموت، ولم يكن للتشيع الإثني عشري أي حضور في أي مناطق جغرافية باستثناء ولاءات للمذهب من بعض الأسر اليمنية".
واعتبر الطيري أن "إحياء عاشوراء من قبل الحوثيين، تحوّل كبير ومخيف في بنية اليمن الاجتماعية والعقائدية".
وحسب الناشط السياسي أنس السفياني، فإن "التحول إلى التشيع هو الوارد في ظل سيطرة الميليشيات الحوثية على أجزاء واسعة من البلاد".
وقال السفياني لـ"إرم نيوز": إن "السيطرة العقائدية للميليشيات الحوثية تمتد منذ ما قبل الحرب الأولى في محافظة صعدة، لكن وصلت قوتها من خلال سيطرة الميليشيات بزعامة عبد الملك الحوثي على مدينة صعدة في العام 2011".
وأشار السفياني إلى أن "تشييع اليمن لم يكن وليد اللحظة، بل جاء عبر خطوات مدروسة ومنظمة، ودعم هائل فكريًا وماليًا وعسكريًا ولوجستيًا من الحرس الثوري الإيراني، في إطار ما يسمى تصدير الثورة الإيرانية".
يذكر أنه خلال السنوات العشر الماضية، اقتصر إحياء "عاشوراء" في اليمن على فعاليات مغلقة بشكل مصغر.
