محللون إسرائيليون: "السهم الواقي" ردعت حماس وحزب الله

محللون إسرائيليون: "السهم الواقي" ردعت حماس وحزب الله

رأى محللون عسكريون إسرائيليون أن عملية "السهم الواقي" التي أطلقها الجيش الإسرائيلي قبل عدة أيام ضد حركة "الجهاد الإسلامي" في قطاع غزة وبدأت باغتيال قادة عسكريين بالحركة، شكلت رادعًا قويًا لحركة حماس وحزب الله.

وبحسب المحللين، فإن "العملية العسكرية الحالية أظهرت تراجع دعم إيران للجهاد الإسلامي"، فيما تباينت آراؤهم بشأن نتائجها، مؤكدين أن إسرائيل ليس لديها حتى اللحظة حل حقيقي للمخاطر الأمنية القادمة من غزة.

حركة الجهاد لا تزال تبحث عن عمل تكتيكي لإنهاء جولة القتال الحالية بضغط من الإيرانيين.
المحلل السياسي يوسي يهوشع

الضربة الافتتاحية

وقال المحلل العسكري لصحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، يوسي يهوشع، إن "الضربة الافتتاحية المفاجئة من الجيش الإسرائيلي ضد قادة الجهاد الإسلامي وما تبعها من اغتيالات، جعل صدى العملية العسكرية يتردد في عدة أماكن".

وأوضح يهوشع أن "عملية السهم الواقي شكلت رادعًا قويًا لحركة حماس وحزب الله، خاصة أن قادة الطرفين يخشون عمليات الاغتيال، وتمثل لهما عامل ردع كبير".

وبين يهوشع أن "العملية الحالية ما زالت تبرز كواحدة من أنجح العمليات الأمنية التي تسلط الضوء على التفوق الاستخباراتي والتكنولوجي في الساحة العملياتية"، متابعًا: "الجهاد أظهر قدرات ضعيفة جدًا في إطلاق الصواريخ".

حماس تفضل، من منطلق اعتبارات خاصة بها، إشعال المواجهة مع إسرائيل في ساحات أخرى غير خاضعة لسيطرتها.
المحلل السياسي عاموس هرئيل

وأضاف أن "20% من صواريخ الجهاد الإسلامي سقطت داخل القطاع، ما يعد دليلًا على أن الضربات التي تلقتها الحركة خلال السنوات الأخيرة حدّت من قدراتها الهجومية، وأنها لم تتمكن من استعادة تلك القدرات".

وأشار إلى أن "الجهاد لا تزال تبحث عن عمل تكتيكي لإنهاء جولة القتال الحالية، بضغط من الإيرانيين"، متابعًا: "هناك اعتقاد سائد في إسرائيل أن إيران تعمل على الحيلولة دون التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار في غزة".

وتابع: "بالنسبة للإيرانيين، فإن القبول بالتهدئة في الوقت الحالي سيكون استسلامًا كاملًا لإسرائيل، خاصة بعد تعرض الجهاد الإسلامي لضربة عسكرية شديدة، وعدم نجاح الحركة، حتى اللحظة، بتحقيق أي إنجاز عسكري".

وبحسب يهوشع، فإن "نتائج العملية العسكرية الحالية تُظهر تراجع الدعم الإيراني لحركة الجهاد الإسلامي التي تتلقى تمويلًا بعشرات الملايين من الدولارات سنويًا من إيران"، قائلًا: "حماس تكتفي بلعب دور المتابعة وترغب باتفاق لوقف إطلاق النار".

خطر حقيقي

ويرى المحلل العسكري لصحيفة "هآرتس" العبرية، عاموس هرئيل، أن "الخطر الحقيقي لإسرائيل في الوقت الحالي يتمثل بحركة الجهاد الإسلامي التي تحاول، كل بضعة أشهر، الدخول بمواجهة عسكرية جديدة".

وأوضح هرئيل أن "حركة حماس بالمقابل تفضل، من منطلق اعتبارات خاصة بها، إشعال المواجهة مع إسرائيل في ساحات أخرى غير خاضعة لسيطرتها، وتحديدًا في القدس والضفة الغربية"، متابعًا: "إسرائيل بدورها تفضل عدم الدخول في صراع مباشر مع حماس".

حماس بقيت خارج المواجهة العسكرية الحالية؛ لأنها تعتبر ما يجري نوعًا من تسوية الحسابات بين إسرائيل والجهاد الإسلامي.
المحلل السياسي تسفي باريل

وأشار إلى أن "عمليات الجيش الإسرائيلي التي وصل عددها 15 منذ الانسحاب من القطاع، لم تحقق النتائج المرجوة، رغم أنه لم يكن في بعضها هناك خيار سوى الحل العسكري"، مبيناً أن الجولة الحالية لن تحقق نتائج مختلفة.

وأكد المحلل العسكري، أن "إسرائيل ليس لديها حل حقيقي للمخاطر الأمنية التي يشكلها قطاع غزة، وأن جميع الخطوات الإسرائيلية، خلال الأعوام الماضية، تهدف لإدارة الصراع وتأجيل الانفجار التالي"، وفق تقديره.

وأضاف: "الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة، التي تدخل بجولات قتال في غزة، تأمل ألا تطول، وألا تتعقد الأمور، وتتوقع أن الضربة العسكرية التي تلقتها الفصائل الفلسطينية ستعيد توازن الردع، وستزيد من فرص إحلال الهدوء ولو لبضعة أشهر".

تسوية الحسابات

وفي السياق، يرى المحلل الإسرائيلي المختص بالشأن العربي، تسفي باريل، أن "حماس بقيت خارج المواجهة العسكرية الحالية؛ لأنها تعتبر ما يجري نوعًا من تسوية الحسابات بين إسرائيل والجهاد الإسلامي".

وأوضح باريل، في تقرير تحليلي في "هآرتس"، أن "عدم دخول حماس في المواجهة العسكرية الحالية لأن هناك انقسامًا داخل قيادة حماس حول التعامل مع إيران".

أخبار ذات صلة
لماذا لا تنضم حماس إلى جولة القتال بعملية "السهم الواقي"؟

وأضاف: "رئيس حماس بالخارج خالد مشعل يعارض الانضمام لدائرة النفوذ الإيراني، ويدفع بتعزيز العلاقات مع جهات أخرى، بما يسمح لحركته بقيادة فلسطين بعد مرحلة محمود عباس، في حين يرى رئيس المكتب السياسي إسماعيل هنية أن إيران وحزب الله عامل مهم لتقوية حماس وتمويلها".

وتابع: "خلافات هنية ومشعل وصلت مستويات عالية لأسباب داخلية، والانتخابات المقبلة لرئاسة المكتب السياسي ستشهد منافسة قوية بين قيادات الحركة، وتحديدًا صالح العاروري، ويحيى السنوار"، وفق تقديره.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com