طلاب يتظاهرون خارج جامعة نيويورك
طلاب يتظاهرون خارج جامعة نيويوركGettyImages

هل تؤسس الاحتجاجات الطلابية لتغيير في الرأي العام العالمي؟

 إلى أين يمكن أن تصل الاحتجاجات التي تشهدها جامعات أمريكية؟ وكيف يمكن أن ينعكس التعامل الحكومي معها على حرية التعبير؟

في تعليقه على ما تشهده الجامعات الأمريكية من احتجاجات، يقول الباحث الفلسطيني ماجد كيالي لـ "إرم نيوز" إن تلك الاحتجاجات هي جزء من حراكات المجتمع المدني، ويمكن القول إنها تؤسس لنوع من التغيير في الرأي العام العالمي.

ويقول كيالي، إن تلك الحراكات في الدول الغربية، تُعد تأكيداً على أن المجتمع المدني، أو الليبرالية الديمقراطية استطاعت أن تثبت نفسها، في المجتمعات الغربية، إذ إننا نجد في المقابل أن دولاً أخرى، ومنها التي تعتبر صديقة للعرب تاريخياً، لم تشهد حراكات مجتمعية فيها بخصوص ما يحصل في فلسطين، وهذا يؤشر إلى أن هناك نوعاً من التميز بين مواقف الحكومات الغربية وبين مواقف المجتمعات في تلك البلدان.

ويشير كيالي إلى أن تلك الحراكات تميزت بوجود الصوت اليهودي المعارض للسسياسات الإسرائيلية والذي قال إن إسرائيل لا تمثل اليهود في العالم، وإنها لا تحتكر تمثيل ضحايا "الهولوكوست"، وإن هناك فرقاً بين اللاسامية، ومعاداة سياسات إسرائيل، فهذه غير تلك.

أخبار ذات صلة
بعد أسابيع عاصفة..تراجع حدة الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين في الجامعات الأمريكية

الناحية الثانية التي تميز الحركات هذه، حسب كيالي، أنها وجدت نوعاً من تآكل الحقوق المدنية أو الحق في الحرية في تلك البلدان، وهناك نوع من تآكل النزعة الليبرالية في البلدان الغربية بسبب مواقف الحكومات التي تتجه نحو مصادرة الرأي، تحت ذرائع معاداة السامية، رغم أن التعبير عن توصيف ما تقوم به إسرائيل في غزة بأنه أعمال إبادة، يندرج ضمن حرية التعبير، وقد صار هناك نوع من المماهاة بين الدفاع عن حرية الرأي كحق، والدفاع عن القضية الفلسطينية باعتبارها قضية عدالة وحرية في العالم، وهذا ما يميز الحراكات.

ويضيف كيالي، إن دور الطلاب برز في تلك الحراكات، وهو دور طليعي؛ إذ إن الحركة الطلابية تاريخياً كانت أكثر دينامية على المبادرة، وهذا أيضاً ما يميز الحراك في الدول الغربية.

وحسب كيالي فإنه يمكن القول، إن تلك الحراكات تمهد لنوع من التغيير في الرأي العام العالمي، وقد فقدت إسرائيل مكانها كضحية، بل إنها صارت تتماهى مع جلادي اليهود، الذين قاموا بجرائم ضدهم كالحزب النازي في ألمانيا قبل الحرب العالمية الثانية، وحرب الإبادة التي تعرض لها اليهود، تقوم إسرائيل بمثلها وهذا رأي يقوله حتى فلاسفة يهود، مثل جوديث بتلر.

إلى أين يمكن أن تصل تلك الحراكات، وكيف يمكن أن تؤتي ثمارها؟

يقول كيالي، إن تلك الحراكات مهمة جدا، ولكن حتى تصير فاعلة، تحتاج إلى مزيد من العمل وإلى وقت أطول، وهناك اليوم رأي عام في هذا الاتجاه، هناك حاجة لقوى سياسية وفعل سياسي، خاصة أن الحكومات طبعاً تقوم بإجراءات معادية لهذا التحول.

الحكومات تحاول تقييد الرأي، لكن ذلك يؤتي ثماراً بشكل معاكس، إذ إن تلك الإجراءات تشجع على مزيد من التحرر ورفض التقييدات، لحقوق المواطنة في تلك البلدان.

نحن بحاجة إلى فترة أطول وعمل أكثر عمقاً حتى يصير لتلك التحركات دور أكبر.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com