أمريكا تقترح تحالفًا بحريًا لحماية السفن في البحر الأحمر
قالت شركة الشحن الدنماركية "إيه.بي مولر-ميرسك" إن سفينة الحاويات التابعة لها "ميرسك جبل طارق" استُهدفت بصاروخ أثناء مرورها قبالة سواحل اليمن، اليوم الخميس.
ويأتي ذلك وسط سلسلة من هجمات تشنها ميليشيات الحوثيين على السفن دفعت الولايات المتحدة إلى الضغط من أجل توسيع تحالف بحري في البحر الأحمر.
ولم يتضح بعد ما إذا كانت واقعة سفينة "ميرسك" هي نفسها التي أبلغت عنها وكالتان للأمن البحري في المنطقة نفسها، وقالتا إنه جرى خلالها إطلاق النار على سفينة بعدما تلقت أوامر بتغيير مسارها والإبحار إلى اليمن.
على نحو منفصل، قالت شركة أمبري للأمن البحري إنه وردت تقارير عن اعتلاء أشخاص ناقلة بضائع مملوكة لبلغاريا ترفع علم مالطا بالقرب من جزيرة سقطرى اليمنية.
ويشن الحوثيون هجمات على سفن، ويطلقون طائرات مسيَّرة وصواريخ على إسرائيل منذ اندلاع الحرب في غزة قبل أكثر من شهرين.
تحالف بحري
قال تيم ليندركينج المبعوث الأمريكي الخاص إلى اليمن لـ"رويترز"، اليوم الخميس، إن واشنطن تريد تشكيل "أوسع تحالف بحري ممكن" لحماية السفن في البحر الأحمر، وإرسال إشارة للحوثيين بأنه لن يتم التسامح مع المزيد من الهجمات.
وحذَّر وزير الدفاع الإيراني محمد رضا أشتياني من أن القوة البحرية المتعددة الجنسيات المقترح تشكيلها ستواجه "مشكلات استثنائية"، وقال: "لا يمكن لأحد أن يتحرك في منطقة نهيمن عليها".
وقالت "ميرسك" إن سفينتها كانت متجهة من صلالة في سلطنة عُمان إلى جدة في السعودية عندما تعرضت لإطلاق نار بالقرب من مضيق باب المندب الذي يربط خليج عدن بالبحر الأحمر.
وأضافت: "ندعو إلى اتخاذ إجراءات سياسية لضمان التهدئة السريعة" لأحدث الهجمات في المنطقة، محذرة من أن "الوضع الحالي يعرض حياة البحارة للخطر، وهو ما يؤثر على التجارة العالمية".
وقالت مصادر بحرية، أمس الأربعاء، إن ناقلة في البحر الأحمر تعرضت لإطلاق نار من قبل مسلحين في زورق سريع واستهدفوها بصواريخ، فيما اقترب زورق سريع أيضًا من سفينة تجارية ثانية لكنها لم تتعرض للهجوم.
بدائل للبحر الأحمر
في سياق متصل، قالت مصادر ملاحية، اليوم الخميس، إن شحنات النفط المنقولة على الناقلات التابعة لشركة "ميرسك تانكرز" الدنماركية، لديها خيار تغيير مسارها عبر رأس الرجاء الصالح بسبب تدهور الوضع الأمني في البحر الأحمر.
وأكدت المصادر، أن "ميرسك" هي التي أصدرت تقريرًا استشاريًا للسوق كان قد تم تداوله.
وقال مصدر ملاحي: "هذا في المقام الأول خيار سلامة لمستأجري الشحنات في ضوء الوضع اليومي".
واستهدفت ميليشيات الحوثيين في اليمن السفن، خلال الأسابيع الأخيرة، احتجاجًا على الغزو الإسرائيلي لغزة، مما يسلط الضوء على مخاطر الصراع الذي يزلزل الشرق الأوسط.
وتؤدي الهجمات المتعددة بالفعل إلى رفع تكاليف الشحن والتأمين عبر منطقة البحر الأحمر الحيوية.
ويعد مضيق باب المندب الذي يربط بين البحر الأحمر وخليج عدن، أحد الطرق الرئيسة في العالم للسلع المنقولة بحرًا على مستوى المعمورة.
وجاء في التحذير الذي جرى تداوله أنه بسبب "الوضع الآخذ في التصاعد سريعًا في مضيق باب المندب/اليمن"، يجب أن يكون لدى جميع السفن وعمليات العبور عبر المضيق خيار المضي قُدمًا عبر رأس الرجاء الصالح لمخاوف تتعلق بالسلامة.
واختارت بعض شركات الشحن بالفعل تغيير مسار سفنها عبر رأس الرجاء الصالح بعيدًا عن البحر الأحمر، مما يزيد من مدة الرحلات وتكاليفها.
