أسرى فلسطينيون في حافلة الصليب الأحمر بعد أن شملتهم صفقة التبادل بين إسرائيل وحماس
أسرى فلسطينيون في حافلة الصليب الأحمر بعد أن شملتهم صفقة التبادل بين إسرائيل وحماسرويترز

هل تستجيب إسرائيل لشروط حماس قبل صفقة تبادل أسرى شاملة؟

تباينت الآراء السياسية بشأن إمكانية استجابة الحكومة الإسرائيلية لشروط حركة حماس، في ما يتعلق بوقف إطلاق النار بقطاع غزة، قبل صفقة تبادل أسرى شاملة، وذلك مع استئناف القتال وتعثر جهود الوسطاء للعودة للهدنة.

وتشترط حركة حماس وقف إطلاق النار في قطاع غزة، قبل البدء في مفاوضات الصفقة الشاملة مع إسرائيل، وهي الصفقة التي يأمل جميع الأطراف التوصل إليها من أجل إنهاء الحرب بغزة، المستمرة منذ 58 يوماً.

واستأنف الجيش الإسرائيلي القتال، أمس الأول الجمعة، وذلك عقب فشل الأطراف الدولية والإقليمية في التوصل لاتفاق يمدد الهدنة الإنسانية التي استمرت سبعة أيام، فيما حمّلت إسرائيل وحماس بعضهما البعض المسؤولية عن ذلك.

قرار مستحيل

ويرى المحلل السياسي، أنطوان شلحت، أن "تنازل إسرائيل لحماس وإعلانها الاستجابة لشروطها بشأن مفاوضات صفقة شاملة أمر يبدو مستحيلاً للغاية، خاصة أن ذلك سيصور على أنه انتصار للحركة وخسارة كبيرة للإسرائيليين".

وأوضح شلحت، في حديث لـ"إرم نيوز"، أن "مثل هذا الخيار سيؤدي بالتأكيد لانهيار الحكومة الإسرائيلية، وبمثابة نهاية لمسار رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو السياسي، وسيعزز من فرص محاسبته داخلياً وتحميله المسؤولية الكاملة عن أحداث السابع من أكتوبر".

أخبار ذات صلة
حماس: قتلنا وأصبنا جنودا إسرائيليين في شمال غزة

وأضاف شلحت: "مثل هذا الأمر لا يمكن أن يحدث، ولو بضغط أمريكي، فحتى الولايات المتحدة لا ترغب بوقف الحرب وفق شروط حماس، كما أن واشنطن وتل أبيب ترغبان في إيقاع أكبر خسارة ممكنة بحماس وجناحها المسلح".

وأشار إلى أن "شروط حركة حماس تعني أنها نجحت بتحقيق جميع أهدافها من هجومها على غلاف غزة في السابع من أكتوبر، وسيمنحها ذلك المبرر لمثل هذه الهجمات في المستقبل، ويعزز قوتها لدى شركائها الإقليميين".

وبيّن أن "ّالتنازل الإسرائيلي سيؤدي أيضاً لتخفيف الضرر الشعبي على حماس، ويرفع عنها كلفة الدمار الكبير الذي حل بقطاع غزة جراء الحرب"، مؤكداً أن شروط حماس من وجهة النظر الإسرائيلية والأمريكية غير قابلة للتطبيق.

أخبار ذات صلة
وصول سفينة طبية إيطالية إلى مصر لمعالجة جرحى غزة

وتابع: "لو كان لدى إسرائيل رغبة في التنازل لحماس والقبول بشروطها لواصلت جهود الهدنة المؤقتة وقبلت بالعروض التي تقدمها الحركة عبر الوسطاء الإقليميين، لكن تل أبيب ترغب في إخضاع حماس وإلحاق أكبر ضرر بها".

وشدد المحلل السياسي على أن "ذلك سيضمن لإسرائيل أطول فترة هدوء مع جبهة غزة، وهو الهدف الاستراتيجي للقادة العسكريين والأمنيين الإسرائيليين، ولكنه ليس الهدف الأساسي للقادة السياسيين"، وفق تقديره.

قبول جزئي

وفي المقابل، يرى المحلل السياسي، إمطانس شحادة، أن "إسرائيل قد تقبل جزئياً بشروط حماس للوصول للصفقة الشاملة في قطاع غزة"، مرجعاً ذلك إلى أن الإسرائيليين بحاجة لإنهاء القتال في غزة بسبب المدة الطويلة له والضغوط الدولية.

وأوضح شحادة، في حديث لـ"إرم نيوز"، أن "القادة الإسرائيليين ليس لديهم أي مانع من التوصل لاتفاق يقضي بهدنة شاملة مع حماس، ولكن ما يبحثون عنه هو شروط مرضية للناخب الإسرائيلي، واتفاق يحقق الهدوء".

وأضاف: "إسرائيل تريد انتصاراً يمحو ما حدث في السابع من أكتوبر ويخفف من الثمن الذي سيدفعه القادة بسبب هذه الأحداث، وهذا ما حققوه بشكل كبير خلال الحرب على غزة. ويمكن اعتبار الصفقة الشاملة الهدف الاستراتيجي الأخير".

أخبار ذات صلة
بالتزامن مع حرب غزة.. إسرائيل تستهدف قواعد حماس في مخيمات الضفة الغربية  

وتابع شحادة: "استمرار القتال لن يحقق للجيش الإسرائيلي وحكومة بنيامين نتنياهو أي أهداف جديدة، وبالتالي بالنسبة لهم فإن الإفراج عن جميع الأسرى والمحتجزين هو الهدف الوحيد الذي يمكن تحقيقه في الوقت الحالي".

واستطرد: "هذا الهدف هو أساس الحرب الإسرائيلية على غزة، وبتقديري تل أبيب تعمل على تحقيقه من أجل الترويج لصورة الانتصار، وبالتالي وقف الحرب التي تؤثر على صورتها في المنطقة والعالم، ويمكن أن يؤدي استمرارها لنتائج عكسية".

وختم بالقول: "أتوقع أن يستمر القتال لعدة أيام قبل أن يُعلَن عن هدنة إنسانية جديدة تمهد لهدنة شاملة تحقق لكلا الطرفين أهدافهما"، مبيناً أن هذه الصفقة سيكون أساسها صفقة تبادل وهدوء لفترة طويلة من الزمن بين حماس وإسرائيل".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com