جندي في قاعدة للجيش الأمريكي جنوب الموصل
جندي في قاعدة للجيش الأمريكي جنوب الموصلرويترز - أرشيفية

العراق.. إخفاق السوداني في إخراج القوات الأمريكية ينذر بعودة الميليشيات للواجهة

رجحت أطراف عراقية مختلفة عودة العمليات العسكرية للفصائل المسلحة الموالية لإيران ضد الأهداف والمصالح الأمريكية في العراق، وذلك بعد "إخفاق" رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني في حسم ملف إخراج القوات الأمريكية من العراق، خلال زيارته الأخيرة لواشنطن.

السوداني مع الرئيس الأمريكي
السوداني مع الرئيس الأمريكيرويترز

ووصل السوداني إلى واشنطن في 14 أبريل الحالي، برفقة وفد من 135 شخصاً من مسؤولين ومستثمرين.

وأعلن خلال لقائه الرئيس الأمريكي جو بايدن في البيت الأبيض، الانتقال من العلاقة العسكرية إلى الشراكة الكاملة مع واشنطن.

موقف الفصائل

وقال مصدر مسؤول في "هيئة تنسيقية المقاومة" التي تجمع عددا من الفصائل العراقية المسلحة، إن "الفصائل المسلحة غير مقتنعة بالحوارات التي جرت بين رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، وفريقه مع الجانب الأمريكي في واشنطن، بشأن الانسحاب العسكري الأمريكي من العراق".

وأضاف لـ"إرم نيوز" أن "الحوار لم يتضمن شيئا مباشرا بهذا الصدد، أو أي موعد محدد لهذا الانسحاب".

وبين المصدر الذي طلب عدم كشف اسمه، أن الفصائل المسلحة ستعقد "اجتماعا مهماً" لبحث آخر التطورات، وعلى ضوء ذلك "قد تستأنف بعض الفصائل عملياتها ضد الأمريكيين، فهذا الأمر وارد ومطروح إذا ما أخفق الجهد الدبلوماسي بإخراج الأمريكان".

من جهته قال النائب في البرلمان العراقي علي اللامي، لـ"إرم نيوز"، إن "إيقاف الفصائل المسلحة عملياتها العسكرية ضد الأمريكيين خلال الفترة الماضية كان لإعطاء فرصة للسوداني وحكومته لحسم ملف إخراج القوات الأمريكية عبر الحوار والتفاوض".

وأضاف: "كان هناك أمل كبير لدى الفصائل بوضع جدول زمني معلن لهذا الانسحاب، خلال زيارة السوداني إلى البيت الأبيض".

وبين  اللامي أن "زيارة السوداني إلى واشنطن لم تتضمن أي شيء واضح بشأن إخراج القوات الأمريكية أو إنهاء مهام التحالف الدولي، بل كانت الحوارات تؤكد وفق البيانات الرسمية على تعزيز التعاون العسكري والأمني".

وأشار إلى أن "هذا يؤكد بقاء الأمريكان فترة طويلة في العراق، وأن لا نية للانسحاب، وهذا قد يعيد عمليات الفصائل ضد الأهداف الأمريكية خلال الأيام المقبلة".

وذكر اللامي أن "عودة عمليات الفصائل ضد الأمريكيين قد تعيد إرباك الوضع الأمني، فهذه العمليات سيكون عليها رد أمريكي عسكري كما حصل سابقاً، ولهذا فالعراق قد يكون مقبلا على توتر أمني جديد ما بين الأمريكان والفصائل، وهذا قد يدفع نحو توسع دائرة الحرب والصراع في المنطقة".

العراق قد يكون مقبلا على توتر أمني جديد ما بين الأمريكان والفصائل
علي اللامي، نائب عراقي

الباحث في الشأن الأمني والسياسي أحمد الشريفي قال لـ"إرم نيوز" إن "عدم بحث ملف إخراج القوات الأمريكية من قبل السوداني خلال زيارته واشنطن كان متوقعا جداً".

ورأى أنه "ليس هناك إرادة أمريكية حقيقية لهذا الانسحاب، بل هناك نية أمريكية لتعزيز هذا التواجد وتغيير عنوان التواجد فقط، وهذا ما أكدته زيارة السوداني إلى البيت الأبيض".

أخبار ذات صلة
مصدر لـ "إرم نيوز": واشنطن أبلغت بغداد أن لا انسحاب لقواتها من العراق

وبين الشريفي أن "الفصائل المسلحة قد تعيد عملياتها العسكرية ضد الأمريكان بعد إخفاق السوداني في ملف الانسحاب، وهذه العمليات قد تكون من باب الضغط على السوداني للاستمرار بحسم هذا الملف بشكل أسرع".

واستدرك بالقول: "إن عودة تلك العمليات سوف تضع السوداني في حرج كبير داخليا وخارجيا، فهي سوف تؤكد استمرار القناعة بعدم السيطرة على السلاح خارج الدولة".

وأضاف أن "الفصائل المسلحة أوقفت عملياتها طيلة الفترة الماضية من أجل عدم إفشال زيارة السوداني لواشنطن، وبعد عودته، هناك إمكانية كبيرة لعودة تلك العمليات".

وأكد أن "هذا الأمر سيكون له تداعيات خطيرة على الوضع الأمني في العراق، فالرد الأمريكي سيكون حاضرا لردع تلك الفصائل كما فعلت ذلك خلال الفترة الماضية، وهناك خشية من تحول الصراع إلى المواجهة المباشرة".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com