هل يعيد الإفراج عن مروان البرغوثي تشكيل المشهد السياسي الفلسطيني؟
ذكر تقرير نشرته صحيفة "الغارديان" البريطانية، أن القيادي الفلسطيني مروان البرغوثي، الذي يقضي أحكاماً بالسجن المؤبد في السجون الإسرائيلية بتهمة القتل، لا يزال شخصية مهمة وسط الاضطرابات.
وأضافت الصحيفة أن البرغوثي (64 عاما) يحظى باحترام القوميين العلمانيين والإسلاميين على حد سواء، وقد يؤدي إطلاق سراحه بعد سجنه لعقدين بتهم الإرهاب، إلى تقريب وقف إطلاق النار.
وأوضحت أنه رغم اعتقاله، يحتفظ البرغوثي بشعبية واسعة النطاق بين الفلسطينيين، ويبرز باستمرار على أنه المرشح الرئاسي المفضل لديهم في استطلاعات الرأي، حال إجراء انتخابات حرة ونزيهة.
وترى الصحيفة أن البرغوثي هو القيادي السياسي الأقدر على إحداث التغيير الحقيقي في الوضع الراهن، لاسيما أن جاذبيته تمتد عبر كافة الفصائل الفلسطينية، بما في ذلك حماس.
وينحدر البرغوثي من عائلة فقيرة تعمل بالزراعة في قرية كوبر بالضفة الغربية، وبدأ حياته كشخص بسيط وصولاً إلى قيادي سياسي بارز، ماراً بمحطات اتسمت بالنشاط السياسي ودخول السجن مرات عدة.
وانتظم البرغوثي في صفوف حركة فتح، وقاد الحركات الطلابية والدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني، غير أن مشاركته في الانتفاضة الثانية وعلاقاته المزعومة بكتائب الأقصى، أدَّت إلى سجنه وإدانته لاحقًا في عام 2004 لتورطه في خمس جرائم قتل.
من زنزانته يدعو لإقامة دولة فلسطينية
"رغم دعمه للمقاومة السلمية، لم ينبذ البرغوثي العنف كوسيلة لإنهاء الاحتلال، ودعا إلى إقامة دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل"، وفقًا للصحيفة.
ومن زنزانته، لعب دورًا محوريًّا في السياسة الفلسطينية، إذ تشير الرسائل التي كتبها من السجن، والتي تم تهريب بعضها إلى الخارج، إلى أنه تخلى عن فكرة أن المفاوضات المباشرة مع إسرائيل يمكنها أن تحقق السلام، كما اتهم إسرائيل باستخدام المفاوضات كغطاء لتعزيز مشروعها الاستعماري.
وأشارت الصحيفة إلى أن تطلعات البرغوثي السياسية تصطدم بسياسات رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس الذي يمنع إجراء الانتخابات، ويقوم بتوطيد سلطته داخل أجهزة السلطة الفلسطينية؛ ما يعقد طريق البرغوثي نحو القيادة.
وختمت الصحيفة قائلة: "رغم شعبيته ومقدرته على إحداث تغيير جذري في السياسة الفلسطينية، فإن إطلاق سراح البرغوثي يبدو غير مرجح، إذ لم تبد إسرائيل أي استعداد لإطلاق سراحه، حتى أنها رفضت إدراجه في عمليات تبادل أسرى سابقة".
