عاجل

اشتباكات بين فصائل فلسطينية وقوات إسرائيلية في محيط مدينة جنين بالضفة الغربية

logo
العالم العربي

مسجد الخالدي.. القذائف تحطم قلب غزة النابض بالروحانيات

مسجد الخالدي.. القذائف تحطم قلب غزة النابض بالروحانيات
08 فبراير 2024، 6:51 ص

لم تنج دور العبادة التي يحتضنها قطاع غزة من آلة الحرب الإسرائيلية التي طالت العشرات منها منذ 7 أكتوبر 2023، فأحالتها إلى أكوام من الركام والرماد.

بعض دور العبادة كـ"مسجد الخالدي"، الذي يقع شمال غرب مدينة غزة، شكّل أحد أبرز وأحدث معالم المدينة "الدينية"، كما كان مزارا للمصلين في الأوقات كافة، خاصة مع حلول شهر رمضان، بحسب الأناضول.

تصميمه العمراني المستوحى من العمارة العثمانية، وإطلالته على البحر الأبيض المتوسط، شكلا عاملا جذب للمصلين، خاصة في أوقات الصيف، وارتفاع درجات الحرارة، وذلك قبل اندلاع الحرب.

ورغم أن الجيش الإسرائيلي استهدف هذا المسجد في ثاني أسابيع الحرب بشكل جزئي، إلا أنه أعاد استهدافه في وقت لاحق ليدمره بشكل كامل.

وكشف الانسحاب الإسرائيلي من بعض المناطق في الضواحي الشمالية الغربية لمحافظتي غزة وشمال القطاع، في 1 فبراير، للمرة الأولى منذ بدء عمليته البرية، عن حجم الدمار الذي طال المناطق السكنية والمعالم الدينية والبنى التحتية.

وفي 27 أكتوبر الماضي، بدأ الجيش الإسرائيلي عملية برية شملت توغله في عدة مناطق وأحياء بمحافظتي غزة والشمال.

ومنذ منتصف ديسمبر الماضي، بدأ الجيش بالانسحاب التدريجي من مناطق بمحافظة شمال القطاع، ليتبعها في بداية يناير الماضي انسحابات جزئية من أحياء ومناطق بمحافظة غزة.

بينما أعاد توغله في بعض المناطق بمحافظتي غزة والشمال، منتصف يناير الماضي، لتنفيذ عمليات سريعة، حيث يغير أماكن التوغل بين الفينة والأخرى، فيما يتراجع بعد انتهاء عملياته إلى أماكن تموضعه قرب الأطراف الشرقية والشمالية من محافظة الشمال، والشرقية و"الجنوبية الغربية" بغزة.

من معلم ديني إلى ركام

لم يتبق من هذا المسجد، الذي كان يعتبر معلما دينيا مهما في غزة، إلا أكوام من الركام.

وبعد أن أطفأت آلة الحرب الإسرائيلية أضواء هذا المسجد وأسكتت أصوات المصلين، ودمرت المعالم المحيطة به كافة، لم يبق منه كشاهد إلا مئذنة واحدة "يتيمة" تشير إلى مكانه.

ويقول أحمد رضوان، أحد رواده السابقين للأناضول، إن هذا المسجد لم يعد إلا "ذكرى" في أذهان المصلين؛ كما حدث مع بقية مساجد المدينة.

ويقع "مسجد الخالدي"، الذي تم بناؤه عام 2010، على شارع الرشيد الساحلي في منطقة الواحة شمال غرب مدينة غزة.

هذا المسجد، الذي قال مهندسون عنه، إن تصميمه مستوحى من العهد العثماني، يضم "ساحة واسعة تستوعب ما يقرب من 500 مصلٍ، بالإضافة إلى ساحة خارجية تستوعب 500 آخرين".

وقبل تدميره، كان يبرز من المسجد مئذنتان متألقتان بارتفاعهما، وقبة ضخمة تضفي جمالا على المكان.

أما نوافذه فقد تم توزيعها بشكل مناسب للسماح بدخول هواء البحر المنعش للمصلين، فيما تم تغطية أرضيته بالسجاد الأحمر، قبل إحالته لركام.

دمرت إسرائيل خلال حربها على غزة 183 مسجدا بشكل كلي، و264 مسجدا بشكل جزئي، إضافة إلى استهداف 3 كنائس
مدير عام المكتب الحكومي بغزة، إسماعيل الثوابتة

أجواء روحانية

مئات المصلين كانوا يتوجهون من أماكن بعيدة وصولا إلى هذا الجامع، كونه يعكس "أجواء روحانية"، كانوا يصفونها بـ"المميزة".

فيما كانت أعداد المرتادين ترتفع خاصة مع حلول شهر رمضان، حيث كانت ساحته الداخلية تمتلئ بالأطفال والرجال سواء في ساعات النهار أو المساء.

ففي النهار، كانت فئات الأطفال والمهتمين بتلاوة القرآن يتوجهون للمسجد لقراءة القرآن والمشاركة في الدروس التعليمية والدينية.

فيما كانت ساعات المساء تتميز بأجواء خاصة حيث يتجمع المعتكفون، خاصة في العشرة الأواخر من هذا الشهر، لقراءة القرآن وأداء صلاة قيام الليل.

ويقول الشاب الفلسطيني يوسف الحلبي، للأناضول: "كان مسجد الخالدي المكان الذي كنت أتوجه إليه لأداء الصلوات دائما، خاصة في شهر رمضان، حيث كان يجمعني بأصدقائي من مدينة رفح جنوب القطاع لنعتكف فيه".

وأضاف: "كانت الأجواء داخل المسجد روحانية، وكان صوت الأذان عندما يُنادى إلى الصلاة جميلًا".

ولفت إلى أن "الاحتلال دمر كل شيء جميل في غزة حتى المساجد لم تسلم من بطشه".

"التدمير الأعنف"

مسجد الخالدي ليس دار العبادة الوحيد التي طالتها التدمير الإسرائيلي، بل لحقت الأضرار بعشرات المساجد في قطاع غزة، من بينها المسجد العمري الكبير الواقع شرق مدينة غزة، والذي يعتبر أكبر وأقدم جوامع القطاع.

وبحسب إحصائية للمكتب الإعلامي الحكومي في القطاع، نشرها السبت، فإن إسرائيل دمرت منذ 7 أكتوبر الماضي 447 مسجدا، و3 كنائس.

وقال مدير عام المكتب الحكومي بغزة، إسماعيل الثوابتة: "دمر جيش الاحتلال خلال الحرب على غزة 183 مسجدا بشكل كلي، و264 مسجدا بشكل جزئي، إضافة إلى استهداف 3 كنائس".

وأضاف للأناضول: "لقد كان تدمير هذه المساجد من خلال إلقاء صواريخ وقنابل عليها يزن بعضها ألفي رطل من المتفجرات؛ ما أدى إلى تدميرها بشكل مباشر وعنيف؛ ما يدل على حقد وإجرام الاحتلال".

وتابع: "هذه ليست المرة الأولى التي يستهدف فيها الاحتلال الإسرائيلي المساجد بالقصف والتدمير، لكنها الأعنف".

ولفت إلى أن "جريمة الاحتلال باستهداف وهدم المساجد وكذلك الكنائس أخفى صوت الأذان من عشرات الأحياء المنتشرة في الأوقاف، وأوقف طرق أجراس الكنائس أيضاً".

ومنذ 125 يوما يشن الجيش الإسرائيلي حربا مدمرة على قطاع غزة، والتي خلفت حتى أحدث حصيلة منشورة الأربعاء 27 ألفا و708 قتيلا و67 ألفا و147 مصابا، معظمهم أطفال ونساء.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC