قائد الجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر
قائد الجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفترأ ف ب

أكد "نفاد صبره".. ما خيارات الجيش الليبي بعد رسائل حفتر؟

وجّه قائد الجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر، رسائل عدة على هامش مناورات عسكرية إلى بقية أطراف الأزمة، محذرًا من أن الصبر بدأ بالنفاد، وذلك في تطور يثير تساؤلات عن الدور الذي قد يضطلع به الجيش في المرحلة المقبلة.

وقال حفتر خلال كلمة على هامش مناورات "درع الكرامة" التي نظمت بالذخيرة الحية جنوب مدينة سرت، إن: "المسار السياسي أعطي من الفرص أكثر مما ينبغي دون أن تظهر في الأفق أي ملامح تبشر بحلول توافقية تنتهي بتسوية سلمية عادلة وتدفع باتجاه تحقيق الاستقرار السياسي الذي يتطلع إليه الليبيون".

وأضاف: "بالنسبة للمعرقلين ومن تبع خطاهم من المفسدين لن يفلحوا، وأن مجال منح الفرص قد أصبح ضيقًا، وأن الصبر صار على حافة النفاد، وأن عليهم أن يعيدوا النظر في حساباتهم قبل أن تفاجئهم الأحداث بما لا يشتهون أو يتوقعون".

وعلق رئيس مجموعة العمل الوطني الليبية خالد الترجمان على رسائل حفتر، بالقول إن: "المشير تحدث قبل أشهر أمام الجموع في بنغازي عن منح من يتواجدون في المشهد السياسي فرصة أخيرة للذهاب إلى توافق، وإنهاء الجدل القائم بتهيئة البلاد لانتخابات برلمانية ورئاسية، ولفت النظر إلى تقاعس الأمم المتحدة والدول المتدخلة في الشأن الليبي".

وتابع الترجمان لـ "إرم نيوز" أن "هناك التفافًا شعبيًّا على قوات الجيش الوطني وسياساته، خاصة بعد نجاحه باختبار درنة بعد إعصار دانيال، الجيش نجح في تجهيز 3000 وحدة سكنية، وتم إعادة تهيئة المنطقة، ومنها جامعة درنة؛ ما يعكس حجم الإنجازات التي يقوم بها الجيش بإرادة شعبية".

أخبار ذات صلة
حفتر من درنة: سنحاسب من تسبب بالكارثة

ويعتقد الترجمان: "أنه بانطلاق مناورة درع الكرامة بعث الجيش رسالة شديدة الوضوح للجميع بأن القوات المسلحة لن تنسى الشهداء والجرحى الذين قدموا حياتهم فداء للوطن".

وأوضح أن: "المسألة الثانية هي تحذير لكل القوات الأجنبية والمرتزقة بضرورة الخروج، والمسألة الثالثة والأهم هي أن المناورة رسالة واضحة بأن القوات المسلحة قادرة على تلبية إرادة الشعب الليبي، والتحرك ضد الميليشيات والمتطرفين في طرابلس".

ولم يستبعد الترجمان تحرك الجيش الليبي، مجددًا، ميدانيًّا، لاستعادة السيطرة على العاصمة طرابلس، قائلًا إن "كلمة المشير حفتر ستكون فاصلة وحاسمة في هذه المرحلة، إذا لم يستطع هؤلاء الساسة المتواجدون شرقًا وغربًا من الوصول إلى تفاهمات للذهاب إلى الانتخابات في أقرب فرصة؛ فالقوات المسلحة ستحسم ذلك وهذه المرة سيكون حسمًا نهائيًّا".

أما المرشح الرئاسي سليمان البيوضي، فاستبعد فرضية تفجر الوضع ميدانيًّا بعد كلمة المشير حفتر التي تأتي بعد فشل مبادرة المبعوث الأممي عبد الله باتيلي، لعقد طاولة خماسية يكون الجيش أحد أطرافها.

أخبار ذات صلة
حفتر: سلامة ليبيا مرهونة بتحقيق انفراج في المسار السياسي

وقال البيوضي لـ "إرم نيوز" إن: "الانسداد السياسي القائم مرتبط بوجود تهدئة عسكرية واتفاق وقف إطلاق نار والمجتمع الدولي مهتم جدًّا باستمرار الاتفاق وعدم انهياره، ولا وجود لبوادر انفجار الوضع ميدانيًّا، وإن كانت تجربتنا مع مثل هذا الانسداد غالبًا ما لجأ المجتمع الدولي للسياسة الساخنة لتحريكه".

وأكد أن "كل الأطراف الليبية مرتبطة بشكل وثيق مع الخيارات الدولية ولا يملك أحد التحرك المنفرد لتمرير خياراته".

وأنهى البيوضي حديثه قائلًا: "أعتقد أن باتيلي لن يستمر في قيادته عمل البعثة، وستلعب نائبته ستيفاني خوري، الدور الأكبر في الملف الليبي في المدى القصير والقصير جدًّا، وهي من ستتولى مشروع تشكيل سلطة تنفيذية جديدة وموحدة في ليبيا".

وقال المحلل السياسي المتخصص في الشأن الليبي غازي معلى، من جهته، إن "المشير خليفة حفتر يتحدث بهذا الكلام نظرًا لبعض الشائعات والإشارات الصادرة من هنا وهناك عن توحيد السلطة السياسية، وطرح خيار توحيدها تحت غطاء عسكري وبالتالي المشير حفتر يعطي إشارة بأنه مستعد لهذا الخيار".

ولفت معلى لـ "إرم نيوز" إلى أن "من ناحية أخرى هناك محادثات سياسية في بعض الأحيان تبدو غير جدية وفي أحيان أخرى يبدو فيها بعض التباطؤ والتلكؤ وهذه المحادثات تريد توحيد السلطة التنفيذية للذهاب نحو انتخابات ومن هنا يشير حفتر إلى أن هذه المحادثات أخذت أكثر وقت وطال أمدها، ولا بدَّ من إيجاد حل لأنَّ هناك إشكالياتٍ اقتصادية وحتى المؤسسة العسكرية أصبحت تشكو من نقص في التمويل وبالتالي هذا الشلل السياسي أصبح يعيق تطور المؤسسة العسكرية".

واستنتج أن "هذا يعني أن المشير خليفة حفتر لا يرى مانعًا في توحيد المؤسسات وعلى رأسها الحكومة الليبية".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com