محتجون إسرائيليون غاضبون في القدس
محتجون إسرائيليون غاضبون في القدسرويترز

مع اشتعال الاحتجاجات.. هل تسعف جبهات الحرب الخارجية نتنياهو داخلياً؟

أشعل رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو، خلال الأيام الأخيرة، العديد من جبهات الحرب الخارجية، على الحدود وفي عمق الآخر، ودون أن توقف آلة حربه عملها في قطاع غزة.

وأطلق سلاح الجو الإسرائيلي، بإيعاز من مجلس الحرب الذي يقوده نتنياهو، مقاتلاته في أجواء سوريا ولبنان وغزة، مستهدفاً مقرات وقيادات الحرس الثوري وحزب الله وحماس.

ويقول مراقبون إن حالة الحرب الجنونية التي أقحم نتنياهو نفسه وجيشه فيها، على مختلف الجبهات الخارجية، تأتي لمحاولة إبعاد الأنظار عن فشله في الخروج بأي نتيجة من غزة.

ويرى كبار قادة المنظومة العسكرية في إسرائيل أن نتنياهو بدأ يشعر بالفعل بفشل استراتيجيته التدميرية التي أعادت قطاع غزة للعصر الحجري، دون تحقيق أي نجاح يذكر، لكنه يكابر حتى لا يسقط عن هرم السلطة.

الجيش الإسرائيلي في غزة
الجيش الإسرائيلي في غزة رويترز

ويزيد إعلان حماس، عن مقتل رهائن إسرائيليين، كل حين، بسبب غارات وعمليات الجيش الإسرائيلي في القطاع، الغضب والضغط، على نتنياهو، وهو ما يزيد اشتعال الجبهة الداخلية.

وتؤكد مصادر إسرائيلية أن نتنياهو دخل نفقاً مظلماً في غزة وفشل في الخروج منه، فاضطر إلى تحويل الأنظار إلى جبهات حرب جديدة باغتيال هنا أو هناك، من باب تحقيق مكاسب نوعية.

نار الغضب تشتعل

وصعّدت الجبهة الداخلية الإسرائيلية من احتجاجاتها العارمة وبدأت الأعداد تتزايد باطّراد في الشارع، حيث تشهد مدينة القدس تظاهرات غاضبة شارك فيها عشرات الآلاف خلال الأيام الماضية.

ويطالب المحتجون نتنياهو بالتنحي عن رئاسة الحكومة وإجراء انتخابات جديدة، بعد فشله سياسياً وعسكرياً في التعامل مع غزة، وهو ما أدى لانحسار الدعم الأمريكي والدولي عن إسرائيل.

مظاهرات بالقدس مطالبة باستقالة نتتياهو
مظاهرات بالقدس مطالبة باستقالة نتتياهوAP

وشهدت المظاهرات الأخيرة مشاركة طائفتين، الأولى المتظاهرين السياسيين والثانية المتظاهرين المتدينين المتشددين "الحريديم" وكلا القسمين ناقم على نتنياهو ويريد تنحيته لأسبابه الخاصة.

وزادت الاحتجاجات مع اقتراب الحرب في غزة من نهاية شهرها السادس وتزايد الغضب من تعامل الحكومة مع 134 رهينة إسرائيلياً ما يزالون محتجزين لدى حركة حماس في القطاع.

ودأب نتنياهو على استبعاد إجراء انتخابات مبكرة تشير استطلاعات رأي إلى أنه سيخسرها، قائلاً إن الذهاب إلى صناديق الاقتراع في خضم الحرب لن يؤدي إلا إلى مكافأة حماس.

ورغم تعهده بسحق حماس، إلا أن نتنياهو يواجه معارضة تتزايد علانية وتشير استطلاعات رأي إلى أن معظم الإسرائيليين يحملونه مسؤولية الإخفاقات الأمنية التي سمحت بوقوع هجوم 7 أكتوبر.

أخبار ذات صلة
آلاف الإسرائيليين يتظاهرون في القدس ضد نتنياهو للمطالبة بانتخابات جديدة‎

ومما يزيد تعقيد الأمور، أن نتنياهو يواجه أيضاً احتجاجات من "الحريديم" الذين أغضبهم إلغاء الإعفاءات التي كانت تمنع تجنيد الطلاب من المعاهد الدينية في الخدمة العسكرية الإجبارية.

مغامرة غير محسوبة

وكشف يتسحاق بريك قائد سلاح المدرعات السابق بالجيش الإسرائيلي أنه "نصح نتنياهو قبل اجتياح غزة برياً بعدم الدخول قبل تنظيم القوات وتدريبها، فاستجاب له وأجّل دخول غزة لأسبوعين".

وقال في لقاء متلفز: "غالانت نصح نتنياهو بقصف غزة وحزب الله في نفس الوقت، ونحن غير مستعدين في الجبهة الداخلية ولا نملك الجيش الذي يستطيع أن يتواجد بعدة جبهات، فكيف ولماذا يغامر بالدولة؟".

وتابع: "أقول بعد الكارثة التي ألمّت بنا، وغالانت متهم بهذه الكارثة مع هرتسي هليفي ونتنياهو، هؤلاء يريدوا أن يظهروا لنا أنهم سينتصرون، وهم يكذبون، ويتحدثون عن القضاء على حماس".

وأكمل قائلاً: "غالانت ونتنياهو سيقوداننا إلى كارثة أكبر لأنهم لا يهتمون بالمشاكل الحقيقية ويبحثون عن مكان يصلون إليه بسلام، وسنجد أنفسنا في وضع أكثر خطورة مما نحن عليه وسنجد أنفسنا في حرب إقليمية".

تراجع الدعم الأمريكي

الجنرال جادي شمني قائد كتيبة غزة السابق، قال في لقاء مع التلفزيون الإسرائيلي إن "قيادات حماس في قطر تدرك أن هناك اصطداماً مباشراً بين إسرائيل وأمريكا، وأن إسرائيل تضعف كل يوم، دعم إسرائيل يقل والدفاع عنا يضعف".

أخبار ذات صلة
بعد الهجوم على القنصلية الإيرانية.. عبداللهيان: نتنياهو "فقد عقله"

وأضاف: "حماس ترى أن إسرائيل في وضع معقد وشائك، ولدينا رئيس حكومة يضر بمصلحة إسرائيل، نتنياهو يضعف إسرائيل ويضعف الردع لدولة إسرائيل ويبعدنا عن الداعم الوحيد لنا في العالم، لا يوجد لنا أي دولة أخرى نعتمد عليها".

القناة 13 الإسرائيلية نقلت عن رونين تسور مستشار نتنياهو السابق قوله إن الجهاز السياسي في إسرائيل لا يستطيع استيعاب وتقبل هذه المشاهد لأنها تناقض صورة الانتصار".

وأضاف أن ما يستطيع إنقاذ دولة إسرائيل من التفكك الداخلي هو هذ العمل الجريء، يجب على القيادة أن تقف أمام الشعب وتعترف نحن فشلنا وعلينا دفع الثمن".  

عائلات المحتجزين الإسرائيلين
عائلات المحتجزين الإسرائيلين أ ف ب

بدوره، تساءل دفير كريف المسؤول السابق في جهاز الأمن الداخلي "الشاباك": "كيف ستكون نظرة الإسرائيليين وقد مرت سنة ونصف ولم تتم دعوة رئيس الحكومة إلى واشنطن؟".

وأشار إلى أن "أمريكا تقوم بدعوة غالانت وغانتس ولم تقم بدعوة رئيس الحكومة، فماذا سيعتقد مواطنو إسرائيل بعد عام ونصف عن علاقتنا بالصديقة الوحيدة لنا في العالم"، حسب قوله.

ويتوقع أن تشهد الاحتجاجات الأخيرة تصاعداً خلال الأيام المقبلة مع تزايد حدة النقمة على سياسات نتنياهو وتصدع الائتلاف الحكومي وتصاعد الخلافات في مجلس الحرب التي طفت على الملأ وباتت حدثاً عاماً.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com