مزارعة تونسية تجلب المياه في قرية نائية
مزارعة تونسية تجلب المياه في قرية نائيةأ ف ب

محطات تحلية المياه.. ملاذ التونسيين في مواجهة "الجفاف"

لجأت تونس التي تواجه حالة من الإجهاد المائي؛ بسبب سنوات الجفاف المتتالية إلى محطات تحلية المياه؛ لتجاوز هذه الأزمة التي ألقت بتداعياتها الحادة على أمنها الغذائي وجعلتها رهينة للاستيراد من الخارج.

وتستعد تونس إلى دخول محطة تحلية المياه في مدينة الزارات من محافظة قابس جنوب البلاد حيز النفاذ، بحسب ما كشف وزير الفلاحة والصيد البحري عبد المنعم بلعاتي.

أخبار ذات صلة
البنك الدولي: آثار الجفاف تكبّلُ الانتعاش الاقتصادي في تونس 

وقال بلعاتي: "إن الوزارة تعمل على حث التونسيين على ترشيد استهلاك المياه وتركيز محطات أخرى لتحلية المياه في صفاقس وسوسة، لتضاف هذه المحطات إلى محطة جربة التي دخلت حيز الاستغلال في العام 2018"، بحسب ما نقلت عنه وكالة "تونس إفريقيا" للأنباء الحكومية.

وشهدت تونس لأول مرة أربعة مواسم متتالية من الجفاف؛ ما أثر على المحاصيل الزراعية وحتى الاستهلاك اليومي للمياه؛ وهو أمر أجبر السلطات على اعتماد القطع الجزئي للمياه على السكان؛ في مسعى لترشيد استهلاكه.

وقال وزير الفلاحة الأسبق عبد الله الرابحي عن هذا الأمر: "إن محطات تحلية المياه هي جزء من حل شامل، وهذا الحل الذي تبنته وزارة الفلاحة في إطار استراتيجية 2050 يشمل عدة عناصر أخرى مثل تعبئة الموارد المائية في السدود وغيرهما".

دراسة حكومية لحل مشاكل المياه

وأوضح الرابحي لـ "إرم نيوز" أن: "وزارة الفلاحة لديها دراسة لأزمة الماء، ومن الخارق للعادة استكمال تركيز محطات تحلية المياه لأنها ستحل مشاكل المياه في مناطق بعينها، فمحطة الزارات ستحل مشكلة محافظات قابس ومدنين وتطاوين جنوب البلاد، ومحطة صفاقس ستحل مشكلة المحافظة".

ومن جهته قال منسق المرصد التونسي للمياه وهو منظمة غير حكومية علاء المرزوقي: "إن خيار تحلية مياه البحر لتعويض النقص المسجل في المياه يمكن أن يكون حلا لكن هناك صعوبات تعترض هذا الخيار".

وفسر المرزوقي بالقول لـ "إرم نيوز": "إن من بين هذه الصعوبات غياب القدرة الطاقية والتقنية والمالية التي تمكن من المضي في هذا الخيار الذي قد يتسبب في إغراق البلاد في المديونية في غياب موارد مالية واضحة مرصودة إليه".

مخاطر تحلية المياه

لكن اللجوء إلى محطات تحلية المياه سيكون خيارا محفوفا بالمخاطر بالنسبة لتونس، حيث يقول مختصون وخبراء إن تكلفة هذه المحطات ستكون باهظة مالياً.

من جانبه، قال الخبير في الموارد المائية حسين الرحيلي: "إن هناك انعكاسين لمسألة تحلية مياه البحر لا يمكن التغافل عنهما، أولا ماليا، فهناك كلفة عالية لمسألة التحلية، فمن سيتحمل هذه الكلفة؟ دافعو الضرائب بكل تأكيد وسيكون لذلك تداعيات".

وتابع الرحيلي لـ "إرم نيوز": "هناك خطر أيضا أن يكون لهذه المحطات تداعيات على البحر الذي يعاني أصلا في ظل التلوث في مناطق مثل قابس حيث تواجه البحار هناك الفوسفوجيبس الذي يلوث خليج قابس لذلك يجب أن تكون هناك متابعة لهذه التجارب".

ولفت إلى "أن الأكيد أن محطات تحلية المياه ستخفف من الضغط على مصادر المياه التقليدية وستخلق آليات جديدة، لكن يجب العمل على تقليص تكلفة المتر المكعب الواحد وغير ذلك من الإجراءات".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com