ما دلالات دعوة السلطة الجزائرية إلى حوار مع الأحزاب السياسية؟
أثارت دعوة السلطة في الجزائر الأحزاب السياسية للحوار، جدلًا وتكهنات بشأن ما تحمله هذه الخطوة من دلالات، لا سيما أنها تأتي قبل أشهر من انتخابات رئاسية مرتقبة.
وضمن هذا المسعى التقى الرئيس عبد المجيد تبون كلاً من رئيس حزب جبهة المستقبل عبد العزيز بلعيد، وزعيمة حزب العمال لويزة حنون، والأمين العام لجبهة القوى الاشتراكية يوسف أوشيش، وغيرهم من الحزبيين.
يزرع الثقة
القيادي في حزب جبهة المستقبل الحاج بلغوثي، قال لـ"إرم نيوز" إن "الحوار مع الأحزاب السياسية أصبح أمراً ملموساً وإيجابياً يحسب لرئيس الجمهورية، والاتصالات المتواصلة مع الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني هي حقيقة مكرسة منذ مجيء تبون".
وأضاف أن "الحوار فعل ممارس من طرف رئيس الجمهورية وبالتالي أعتقد أنها عملية موجودة وحقيقة لا يمكن طرح أسئلة بخصوصها"، مبينًا أن "هذا الحوار من شأنه أن يزرع الثقة بين مكونات الطبقة السياسية ويوفر جوًا لائقًا لعمل مختلف المؤسسات سواء الحزبية أو المنظماتية وعلاقتها بالسلطات الرسمية".
لقاءات فردية
القيادي في حزب جبهة القوى الاشتراكية المعارض، فرلي حسان، قال إن "الرئيس لم يطلق بعد الحوار مع الأحزاب، فكل ما يجري هو في بعض الأحيان لقاءات فردية ليست في إطار مبادرة سياسية أو حوار سياسي شامل".
وأضاف لـ"إرم نيوز" أن "جبهة القوى الاشتراكية من جهتها أطلقت سلسلة من اللقاءات التشاورية مع الأحزاب السياسية الفاعلة من أجل بلورة مبادرة سياسية ستقدم للسلطات العليا للبلاد الممثلة في رئيس الجمهورية".
وأوضح حسان أن "المشاورات يجب أن تكون في أي حوار حول الإشكاليات والقضايا البالغة الأهمية التي تعني مستقبل البلاد على جميع الأصعدة مع تقديم اقتراحات سيما لتكريس دولة القانون، وتعزيز دور الهيئات المنتخب".
إضافة إلى "تقديم اقتراحات كحلول لإصلاح المنظومة الاقتصادية، وهي مفتوحة أمام كل القوى السياسية التي تحترم دستور وقوانين الجمهورية لتقديم اقتراحات بخصوص القضايا التي تهم البلاد"، وفقًا لفرلي حسان.
تحريك الساحة
من جهته رجح المحلل السياسي حكيم بوغرارة أن "تدخل تلك اللقاءات في سياق محاولة بعث الأحزاب السياسية لتحريك الساحة وخلق نقاش سياسي في الفضاء العام للتعبير عن الرؤى وخاصة إزاء المواقف الإقليمية والدولية".
وأضاف لـ"إرم نيوز" أن "دور الأحزاب مهم جدًا، وقد كانت الأحزاب السياسية بعد الحراك الشعبي محل استياء وتم اتهامها بالتواطؤ في مراحل سابقة كونها كانت شريكة في السلطة".
وأشار بوغرارة إلى أن "الشعب كان رافضًا لدور الأحزاب لذلك تعاملت معها السلطة بكثير من الحذر وكان هناك نوع من الجمود السياسي من جهة الأحزاب لتخوفها من ردة فعل الشارع وتأثرها بحملة الحراك الشعبي الذي وجه إليها اتهامات خطيرة".
وحسب بوغرارة فقد "رأت السلطة أن من الأفضل تغيير الطبقة السياسية أو منح نفس جديد للساحة السياسية من خلال المجتمع المدني".