عاجل

البيت الأبيض: إسرائيل عثرت على 6 جثث لرهائن لدى حماس بينهم مواطن أمريكي

logo
العالم العربي

هل تُعيد "مبادرات لمّ الشمل" الألق لليسار المغربي؟

هل تُعيد "مبادرات لمّ الشمل" الألق لليسار المغربي؟
30 يناير 2024، 11:26 ص

بعد أفول نجمها، تسعى أحزاب اليسار في المغرب إلى "استرجاع أمجادها وشعبيتها" عبر طرح أفكار جديدة ومبادرات للمّ الشمل ترمي لتعزيز التنسيق فيما بينها، في أفق تشكيل قطب يساري قوي قادر على تصدر المشهد السياسي في البلاد.

ويلفت التنسيق الجديد بين حزبي "الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية" بقيادة إدريس لشكر، و"التقدم والاشتراكية" بقيادة نبيل بنعبدالله، نظر واهتمام المتابعين للشأن السياسي في البلاد.

وبالنظر إلى الزخم الذي أحدثه في البيت اليساري، ومحاولة الزعيمين، اللذين سبق لهما أن شاركا في حكومات سابقة، تقديم عرض سياسي جديد، فإن ذلك من شأنه أن يعيد الاعتبار للفعل اليساري.

ومنذ ستينيات القرن الماضي، شكل اليسار قوة سياسية بارزة في المغرب، قادت المعارضة لعقود وصولاً إلى حكومة التناوب سنة 1998.

ولاحقًا، شارك اليسار في الحكومات المتلاحقة، وأحيانًا تخندق في صفوف المعارضة، مثلما يحصل في الوقت الراهن.

والتراجع الواضح في شعبية اليسار كرّسه تجرّع الأحزاب اليسارية هزائم تلو الأخرى في الانتخابات التشريعية والبلدية.

أخبار ذات صلة

المغرب يرفض تقريرا لـ"هيومن رايتس ووتش"

           

وكان بنعبد الله تحدث، في لقاء حزبي سابق، عن أسباب تراجع اليسار في محطات مختلفة، ومنها "أخطاء ذاتية، وعدم قدرته على توحيد الصفوف"، إلى جانب "بروز قوى أخرى، وأوساط ضغط أخرى أثرت على المسار العام للبلاد"، مؤكدًا أن إعادة عنصر الثقة تُشكل بداية الطريق لإرجاع اليسار إلى توهجه.

ويرى مراقبون أن اليسار في المغرب غير قادر على العودة من جديد، نظرًا إلى عوامل عديدة، أبرزها عدم تجديد الخطاب السياسي، وعدم ضخ دماء جديدة في صفوف القيادات.

قيادات "قديمة"

واعتبر المحلل السياسي محمد شقير أن التنسيق الحالي بين حزبي "الاتحاد الاشتراكي" و"التقدم والاشتراكية" لا يمكن أن يشكل مبادرة للمّ شمل اليسار المغربي، نظرًا لأن زعيمي كلٍّ من الحزبين يفتقدان "الشرعية السياسية" التي يمكن أن تؤهلهما لتزعم اليسار.

وأوضح، لـ"إرم نيوز"، أن "كلًّا من الزعيمين تجاوز عدد الولايات المحددة، وسبق لهما أن اقتسما مقاعد وزارية في حكومات سابقة مع أطياف تتعارض مع المرجعية اليسارية، كحزب العدالة والتنمية".

أخبار ذات صلة

المغرب: موريتانيا جزء أساسي من "المبادرة الأطلسية"

           

وأكد شقير أن "هناك طيفًا من اليسار الذي يقاسمهما هذه المرجعية، والأمر يتعلق بفدرالية اليسار، التي تعتبر نفسها الأحق بتزعمه، وترفض الانضواء تحت عباءة التنسيق اليساري الذي يجمع بين الاتحاد الاشتراكي والتقدم والاشتراكية".

وأكد أن تلك النقاط وغيرها "تكشف الصعوبات التي تعترض أي تكتل لليسار، نظرًا للإرث الثقيل من الصراع والمشاحنات التي ما زالت تنشأ بين زعماء اليسار".

عدم تجديد القيادات، التي ما زالت تهيمن على تسيير أحزاب اليسار، يشكل عرقلة فكرية وتنظيمية وشخصية.
محمد شقير

ورأى شقير أن "عدم تجديد القيادات، التي ما زالت تهيمن على تسيير أحزاب اليسار، يشكل عرقلة فكرية وتنظيمية وشخصية أمام بلورة أي تكتل لليسار في المغرب بمختلف أطيافه، إضافة إلى عدم تغيير الخطاب السياسي لهذه الأحزاب، وعدم ابتكار أساليب تواصل حديثة لإقناع الأجيال الجديدة من الشباب التي تميل إلى متابعة خطابات مدوني وسائل التواصل الاجتماعي".

وتحدث عن "ضعف تأطير نقابات هذه الأحزاب بظهور تنسيقيات أضحت أكثر تأثيرًا وأقوى تأطيرًا للشغيلة، الشيء الذي بدا واضحًا في تعبئة وتزعم الاحتجاجات التي تعرفها قطاعات اجتماعية واسعة تهم قطاع التعليم والصحة وغيرها".

بقايا اليسار

وقال الخبير في القضايا الجيوسياسية وتحليل البروباغندا، الدكتور أمين علوي، إن الفكر اليساري بشكل عام سواء في المغرب أو الخارج "انتهى، ولم يعد بإمكانه التأثير في المشهد السياسي"، مشيرًا إلى أن "صورة اليسار لدى الرأي العام تغيّرت بشكل جذري".

وأضاف، لـ"إرم نيوز"، أن "القطبية التي كانت بين اليمين واليسار انتهت، بسبب ظهور قطبية جديدة متمثلة في اليمين المتطرف ونيوليبرالية"، مبينًا أنه "منذ سقوط جدار برلين انهارت الأيديولوجية التي كانت تؤسس لهذا التيار اليساري، كما إن نجم اليسار في العالم أفل منذ نهاية فترة الحرب الباردة، ونهاية تأثير الاتحاد السوفيتي في تلك الفترة".

وأوضح علوي أن "إطلاق مبادرات لتشكيل قوة موحدة لليسار في المغرب غير قابلة لاكتساب ثقة الجماهير؛ لأن ما هو موجود في الساحة السياسية عبارة عن بقايا اليسار"، مشيرًا إلى أن "الأحزاب اليسارية غير قادرة على حشد الجماهير وتحريكهم، كما إن خطابها السياسي متجاوز".

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC