الملك سلمان يصدم قطر وقناة "الجزيرة" بفتحه للمسجد الأقصى

شكل تدخل العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، لإعادة فتح بوابات المسجد الأقصى بعد أن أغلقته إسرائيل منذ الجمعة الماضية، صدمة لقطر وقناة الجزيرة التي كانت تروج قبيل الكشف عن الموقف السعودي من قضية إغلاق المسجد لعزم المملكة على إعادة تطبيع علاقاتها مع إسرائيل.

وشن الإعلام القطري الذي تموله الدوحة منذ الجمعة، حملة انتقادات لاذعة للسعودية وقادتها لعدم تدخلها في قضية إغلاق المسجد الأقصى ذي المكانة المقدسة عند المسلمين في كل أنحاء العالم، متهمة إياها بطريقة ساخرة بالانشغال في "محاصرة" قطر في إشارة إلى المقاطعة التي تواجهها الدوحة من جيرانها الخليجيين ومصر.

وحتى ما قبل الكشف عن وقوف الملك سلمان خلف قرار إسرائيل يوم الأحد الماضي بفتح بوابات المسجد، كانت قناة الجزيرة قد نشرت تقريرًا ناريًا ينتقد المملكة وقادتها بشدة تحت عنوان "محنة الأقصى تغيب بالسعودية وأصوات التطبيع ترتفع".

ووجد التقرير الذي يقول إن السعودية تسارع الخطى نحو التطبيع مع إسرائيل تداولًا لافتًا من قبل كتاب وإعلاميين ومثقفين قطريين وعرب مناصرين لموقف الدوحة من جيرانها الخليجيين، قبل أن تضطر القناة لحذفه من حسابها في موقع "تويتر" بعد حملة إشادة عالمية بالملك سلمان اجتاحت تويتر لإجباره إسرائيل على إعادة فتح المسجد.

انقلاب السحر على الساحر

وتعرضت القناة بعدها لحملة انتقادات لاذعة من قبل عدد كبير من المغردين السعوديين والعرب الذين اعتبروا التقرير تهجمًا لايستند لأي معلومات حقيقية على السعودية التي تدخلت بجانب الأردن لإعادة فتح المسجد الأقصى ونجحت بذلك.

وطالب كثير من المغردين القناة بحذف التقرير نهائيًا من موقعها الإلكتروني، والإشارة إلى تدخل العاهل السعودي في إعادة فتح بوابات المسجد الأقصى الذي تجاهلته في كل نشراتها الإخبارية بالرغم من ادعائها بأنها مستقلة في رأيها.

وقال الكاتب الاقتصادي السعودي عبدالرحمن النمري معلقًا على تقرير القناة القطرية "الملك سلمان أطال الله في عمره يفعل ولا يتكلم يا قناة الجزيرة "المهنية".

وعلق الناشط السعودي منذر آل الشيخ مبارك قائلًا : "تحركت الجزيرة وتحرك خلفها أقزامها وبأوامر ممن خلف الخبيثة.. هل آن للعقول أن تعمل؟".

وكتبت المغردة سارة العصفور في سياق مشابه : "نصرة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان للمسجد الأقصى تحظى بتداول في الصحف العالمية #الملك_سلمان_يفتح_ابواب_الأقصى خبر لن تنقله قناة #الجزيرة".

وكانت وسائل إعلام سعودية بارزة، ذكرت أمس الاثنين، أن الملك سلمان “تدخل شخصيًا لدى البيت الأبيض، لحل أزمة إغلاق الحرم القدسي الشريف في وجه المصلين والسياح ليومين”.

وأغلقت إسرائيل أبواب المسجد، الجمعة الماضي، في حدث نادر بعد عملية نفذها 3 شبان فلسطينيين ضد عناصر من الشرطة الإسرائيلية في البلدة القديمة، قبل أن يفروا إلى باحة المسجد الأقصى، حيث قتلتهم الشرطة.

وأثار إغلاق المسجد الأقصى غضبًا عارمًا في الأراضي الفلسطينية وغالبية الدول العربية والإسلامية، قبل أن تعلن سلطات الاحتلال الإسرائيلي إعادة فتح بوابتين للمسجد بعد تركيب حواجز وأجهزة كشف وكاميرات مراقبة.

ونقل موقع “إيلاف” الإخباري السعودي عن مصدر لم يسمه، قوله  "إن رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو، تعهد للسعودية عبر واشنطن بعدم المساس بالوضع الراهن في الحرم القدسي الشريف”.

ويعتبر إغلاق المسجد الأقصى، الجمعة الماضية، الثاني منذ احتلال إسرائيل لفلسطين في العام 1948، إذ أغلقت سلطات الاحتلال الصهيوني الحرم القدسي العام 1969 عقب حريق متعمد نفذه أحد المتطرفين الإسرائيليين.