ما مدى جدية أنقرة في الانضمام للتحالف الإسلامي؟
ما مدى جدية أنقرة في الانضمام للتحالف الإسلامي؟ما مدى جدية أنقرة في الانضمام للتحالف الإسلامي؟

ما مدى جدية أنقرة في الانضمام للتحالف الإسلامي؟

أثار انضمام تركيا، التي تمتلك ثاني أكبر أسطول لطائرات "إف16" في العالم، وثاني أكبر جيوش "الناتو" في 15 كانون الأول/ديسمبر الماضي، إلى التحالف الإسلامي الوليد، الذي تقوده المملكة العربية السعودية لمكافحة الإرهاب، الكثير من التساؤلات حول جدية الحكومة التركية في الانضمام إليه.

ويشوب الدور التركي في التحالف الإسلامي، الكثير من الغموض والجدل على المستوى الشعبي في تركيا، حول أهدافه، وطبيعة مواجهته للإرهاب، وما عزز ذلك الغموض انضواء دول لا تتمتع بعلاقات طيبة تحته؛ وعلى رأسها مصر.

وجاء انخراط تركيا في التحالف، بالتزامن مع إلحاح وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر، الذي حث أنقرة على تقديم المزيد من الدعم للمساعدة في القضاء على "داعش" في مستهل جولته في المنطقة، الهادفة إلى حشد الدعم الإقليمي للحملات العسكرية ضد التنظيم المتشدد.

وكانت تركيا، أعلنت الحرب على تنظيم داعش عقب تفجير سروج الدامي جنوب البلاد، يوم 20 تموز/يوليو الماضي، الذي راح ضحيته 32 ناشطاً كردياً يسارياً، وحمل بصمات التنظيم المتشدد، لتباشر قصف مواقعه في سوريا، إلا أن دخول تركيا الحرب على "داعش" شابه الكثير من الشكوك حول جدية أنقرة في الضربات التي وجهتها إليه، بالإضافة إلى استمرار الاتهامات من قبل المعادين للسياسات التركية الخارجية "بالتغاضي عن نشاطات التنظيم، وتسهيل دخول عناصره إلى سوريا عبر أراضيها".

ونقلت صحيفة محلية، اليوم الخميس، عن وزارة الخارجية التركية، أن التحالف الإسلامي "ليس عسكرياً، بل يدخل في مجال التنسيق الاستخباراتي والإيديولوجي".

ويرى محللون، أن انضمام تركيا للتحالف يعزز موقفها السياسي، لتشكل مع العربية السعودية، التي تحسنت علاقاتها معها في الشهور الأخيرة "جبهة تمثل التيار الإسلامي المعتدل، الذي يتولى محاربة التطرف".

استعادة الدور المفقود

ويبدو أن الساسة الأتراك، يحاولون من خلال المشاركة في التحالف الإسلامي، توجيه رسالة تفيد بجدية أنقرة في الحرب على الإرهاب، وضرب معاقله في سوريا، واستعادة دورها المتراجع في الملف السوري، على خلفية أزمتها مع موسكو عقب إسقاطها مقاتلة روسية؛ قالت إنها اخترقت أجواءها يوم 24 تشرين الثاني/نوفمبر الماضي.

وتسببت الأزمة مع موسكو، بالحد من النفوذ التركي العسكري في سوريا، إذ أوقفت تركيا قصفها لمواقع "داعش"، وفي المقابل كثفت روسيا من ضرباتها الجوية على تنظيمات معادية لدمشق، وتدين بالولاء لأنقرة؛ وبشكل خاص تنظيم "أحرار الشام"، الذي يشكل التركمان السوريون جزءاً مهماً من عناصره.

وساهم المد العسكري الروسي في سوريا، بالتأثير على الإمدادات اللوجستية التركية للمتمردين الموالين لها في بعض مناطق حلب، شمال سوريا، ما ساهم في تشجيع فصائل كردية للتصدي للمتمردين التركمان في محيط بلدة عفرين، التابعة لحلب، رغم التفاهم الذي كان سائداً بين الطرفين، لتشكيل جبهة لمحاربة "داعش".

ويرى محللون، أن التحالف الإسلامي الجديد، في حال تبلوره كقوة فاعلة على أرض الواقع، من الممكن أن يساهم في إعادة تفعيل الدور التركي، ليقف حائلاً دون احتكار روسيا فيما يخص ملف الأزمة السورية، ويبقى التساؤل حول جدية أنقرة في الانضمام إليه مفتوحاً على الكثير من الاحتمالات إلى أن تتضح أهدافه، ومدى فاعليته ميدانياً، خلال الأيام القادمة.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com