أثار مقطع فيديو حديث تم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي في السعودية، اليوم الخميس، جدلًا واسعًا بين مدوني المملكة، بعد تضارب الروايات بشأن حقيقة منع شيعة السعودية من إقامة وممارسة طقوس مناسبة عاشوراء الدينية.
وبدأ الجدل بعد تداول الفيديو الذي يظهر فيه القائمون على مضيف مؤقت تم نصبه في أحد شوارع القطيف في المنطقة الشرقية، وهم يزيلون جزءًا كبيرًا منه استعدادًا لإزالته بالكامل وفق أوامر رسمية بحسب المتحدث في الفيديو.
https://twitter.com/Muthieb/status/1040274797983346689
وتسبب الفيديو، والذي أعقبه تداول صور وفيديوهات أخرى توثق إزالة صور وشعارات ومضايف منصوبة في الشوارع، في سريان شائعات واسعة عن وجود قرار بمنع شيعة المملكة، لاسيما في المنطقة الشرقية التي يقطن غالبيتهم فيها، من إقامة الاحتفالات هذا العام.
https://twitter.com/malmosallam/status/1040233729569050629
https://twitter.com/malmosallam/status/1040234644770308098
ويقول مدونون سعوديون من أبناء المنطقة، إن الفيديوهات والصور التي تم تداولها في مواقع التواصل الاجتماعي، توثق إزالة الجهات الرسمية لمضايف مقامة في الشوارع من دون ترخيص.
ويوضح آخرون أن هذا الإجراء يتكرر كل عام، وأن إقامة فعاليات عاشوراء مع انطلاق العام الهجري من كل عام، تخضع لتعليمات أمنية تستهدف تنظيم الفعاليات وتأمين المشاركين فيها.
وقالت لمياء عبدالمحسن البراهيم، وهي طبيبة وكاتبة سعودية معروفة في المملكة، في تعليقها على شائعات منع شيعة المملكة من ممارسة طقوس عاشوراء إن ”الخبر غير صحيح وبمعنى أدق غير دقيق، تمت إزالة التعديات على المال العام الشوارع والجدران، والطاولات والمظلات التي توضع في الشوارع، والأماكن غير المرخصة للطبخ وبأوامر من البلدية لمخالفتها النظام، وإلا فلا يوجد منع لإقامة الشعائر الحسينية في محافظة #القطيف بالمنازل والحسينيات كالسابق“.
وأضافت أن كل من أقام مضايف في الشوارع ”تم تحذيرهم مسبقًا، وعن طريق الأهالي والقائمين على المآتم المعروفة لكن البعض يكابر ويعاند لأجل استغلال هذه المواقف للاستفزاز الطائفي، ينشرها التحريضيون ويصدقها السذج والموتورون، فحري بنا توضيح الحقيقة وتبيانها حتى لو خرج التحريضيون من جحورهم“.
وتابعت في سلسلة تغريدات وردود حول الجدل الدائر: ”بعض المضائف عليها انتقادات من أهالي محافظة #القطيف وقبل التدخل الحكومي الرسمي في إشغال الشوارع وتعطيل حركة السير، والتبذير والنظافة. وعادة المضائف في الشوارع بهذه الطريقة دخيلة على المجتمع القطيفي، واستوردت من العراق. كانت ومازال توزيع البركة في الماتم“.
الخبر غير صحيح وبمعنى أدق غير دقيق.
تمت إزالة التعديات على المال العام الشوارع والجدران،والطاولات والمظلات التي توضع في الشوارع، والأماكن الغيرمرخصة للطبخ وبأوامر من البلدية لمخالفتها النظام.
وإلا فلايوجد منع لإقامةالشعائر الحسينية في محافظة #القطيف بالمنازل والحسينيات كالسابق https://t.co/ZQPXrfBkif— د.لمياء عبدالمحسن البراهيم (@DrLalibrahim) September 13, 2018
واختارت فضيلة العوامي، وهي أيضًا طبيبة نفسية وكاتبة مقالات معروفة، نشر تعليمات رسمية تتعلق بإقامة طقوس عاشوراء، متضمنة تفاصيل أماكن إقامة الفعاليات والتجمعات والإجراءات الأمنية المرافقة لها.
2️⃣ لاتعاند الدولة مواطنيها والقوانين هدفها حفظ الصالح العام للمجتمع ككل
عني أنا كما الكثير غيري قدرت كثيراً لبلدي وحكومتي سعيها لحماية الناس في #القطيف وقُراها
كلمة شكراً قليلة في حق البلد الذي حمى ورعى جميع أبناء هذا الوطن بجميع أطيافه ومكوناته
شكراً لوطني
شكراً لرجال الأمن pic.twitter.com/saNXILtesZ— د. فضيلة العوامي (@dr_alawamii) September 13, 2018
وأكد كثير من السعوديين أن لا تغيير في ذكرى عاشوراء هذا العام عن غيرها، حيث تسمح المملكة لمواطنيها من أتباع المذهب الشيعي بإقامة طقوسهم الخاصة بالمناسبة.
ويقيم شيعة السعودية بالفعل كل عام، طقوس ذكرى مقتل الإمام الحسين بن علي (رضي الله عنه) طوال 10 أيام تبدأ في اليوم الأول من شهر محرم، أول الأشهر الهجرية، متضمنة فعالية متنوعة كإقامة المضايف التي يطبخ فيها الأكل للمشاركين، والمحاضرات والدروس الدينية التي تحكي عن مقتل الحسين، وغيرها من الفعاليات التي تشهد جديدًا كل عام، وسط إجراءات أمنية مشددة تشارك فيها لجان متطوعة ورجال الأمن في تأمين التجمعات.