محمد بن سلمان يحمل "الصدمة" في زيارته لبريطانيا والولايات المتحدة
محمد بن سلمان يحمل "الصدمة" في زيارته لبريطانيا والولايات المتحدةمحمد بن سلمان يحمل "الصدمة" في زيارته لبريطانيا والولايات المتحدة

محمد بن سلمان يحمل "الصدمة" في زيارته لبريطانيا والولايات المتحدة

يسعى الأمير محمد بن سلمان في أول جولة خارجية يقوم بها منذ أن أصبح وليًّا للعهد في السعودية؛ لإقناع حلفائه في بريطانيا والولايات المتحدة أن أسلوب "الصدمة" الذي اتبعته المملكة في تطبيق الإصلاحات، قد جعل من بلاده مكانًا أفضل للاستثمار ومجتمعًا أكثر تسامحًا.

 لكن هذه المهمة قد لا تكون يسيرة، فقد حصل الأمير محمد، الذي يبدأ محادثاته في لندن، يوم الأربعاء، على إشادة من الغرب بسعيه؛ لتقليل اعتماد بلاده على النفط، ومعالجة فساد مزمن وتغيير صورة الإفراط في التزمت التي التصقت بالمملكة.

 ورغم أن لندن ونيويورك تتنافسان على استضافة الطرح الأولي العام الجزئي لأسهم شركة "أرامكو"، عملاق صناعة النفط في السعودية، فقد ضعفت الحماسة التي تبديها بعض قيادات الأعمال في الغرب.

وقالت جين كيننمونت، الخبيرة في شؤون الشرق الأوسط في "تشاتام هاوس": "المستثمرون مفتونون بمشروع الإصلاح الذي يتبناه الأمير محمد، وسيكون الاهتمام هائلًا بالاستماع لآرائه غير أن الغموض لا يزال قائمًا".

 وكان الأمير محمد دافع عن الحملة التي شنتها المملكة في نوفمبر، وأوقفت فيها عشرات من كبار رجال الأعمال والأمراء، ووصفها بأنها ضرورية لمكافحة "سرطان الفساد".

وقد أخلي سبيل معظم الموقوفين، وتقول السلطات إنها توصلت إلى ترتيبات تحصل الدولة بمقتضاها على أصول تتجاوز قيمتها 100 مليار دولار.

لقاء مع الملكة

من المؤكد أن الأمير الشاب الطموح البالغ من العمر 32 عامًا، سيكرر رسالته في محادثاته في بريطانيا مع رئيسة الوزراء تيريزا ماي، عندما يلتقي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال زيارته للولايات المتحدة في 19 مارس.

كما سيعقد الأمير محمد لقاء نادرًا مع الملكة إليزابيث، وسيحضر مأدبة عشاء مع الأمير تشارلز ولي العهد البريطاني بعد وصوله قادمًا من مصر.

وسيتابع المستثمرون عن كثب أي زيارة قد يقوم بها الأمير إلى بورصة لندن للأوراق المالية، وكذلك بورصة نيويورك للأوراق المالية فيما بعد، بسبب احتمال قيد أسهم "أرامكو" في أي منهما وهو الأمر المتوقع أن يتم في وقت لاحق من العام الجاري.

وقالت مصادر مطلعة على ترتيبات الرحلة إن محادثات مع قيادات دينية في بريطانيا، من بينها كبير أساقفة كانتربري رأس الكنيسة الإنجليزية، تتيح للأمير محمد فرصة لظهور المملكة في صورة أكثر تسامحًا.

وبموجب الإصلاحات التي ارتبطت ارتباطًا وثيقًا بولي العهد، شهدت المملكة تخفيف القيود الاجتماعية مثل حظر دور السينما وقيادة النساء للسيارات، وقد وعد الأمير بالعمل على نشر الاعتدال الإسلامي.

وقالت مصادر بريطانية وسعودية إن من الممكن إبرام صفقات مع مجموعة "بي.ايه.إي سيستمز" البريطانية للصناعات الدفاعية وشركة "إم.بي.دي.ايه" الأوروبية لصناعة السلاح ومن المحتمل إبرام اتفاقات أولية في مجالات التنقيب عن الغاز والبتروكيماويات والصناعة.

ولم تذكر المصادر أي تفاصيل عن الصفقات المحتملة.

وأشاد وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون بالروابط الأمنية مع "واحد من أقدم أصدقاء بريطانيا في المنطقة"، وذلك في مقال صحفي الأسبوع الماضي أشاد فيه بالإصلاحات التي ينفذها الأمير محمد.

جولة استثمارية أمريكية

يعقد الأمير محمد محادثات مع ترامب قبل التوجه إلى نيويورك وبوسطن وهيوستون وسان فرانسيسكو لحضور اجتماعات مع قيادات الصناعة، في إطار سعيه لدعم الاستثمارات والتأييد السياسي من أوثق حلفاء المملكة في الغرب.

وقال مصدر في واشنطن إن عشرات من كبار المديرين التنفيذيين في السعودية سينضمون إليه في استكشاف الفرص الاستثمارية في المملكة، لاسيما في مجالات التكنولوجيا والترفيه والسياحة.

وقال مصدر بصناعة الطاقة النووية إن المحادثات ستتناول عرضًا أمريكيًا لبناء محطتين نوويتين في السعودية، واتفاقًا للتعاون في مجال الاستخدامات المدنية للطاقة النووية يتعين إبرامه من أجل هذا الغرض.

وتريد الرياض تنويع مصادر الطاقة بما يمكنها من زيادة صادراتها من النفط الخام بدلًا من حرقه لتوليد الكهرباء.

غير أنها رفضت في السابق توقيع أي اتفاق من شأنه أن يحرمها من إمكانية تخصيب اليورانيوم مستقبلًا.

 ومن المرجح أيضًا أن يكرر ولي العهد في كل من واشنطن ولندن وجهة النظر السعودية أنه يجب عدم الوثوق بإيران، خصم المملكة على المستوى الإقليمي، فيما يتعلق ببرنامجها النووي.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com