تزامنا مع "حارس الازدهار".. ما دلالات زيارة عيدروس الزبيدي إلى باب المندب؟
جدد عضو مجلس القيادة الرئاسي في اليمن، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، اللواء، عيدروس الزبيدي، الاثنين، تأكيده على استعداد القوات المسلحة الجنوبية، في "أي جهد أو تحالف دولي لتأمين خطوط الملاحة الدولية" في مضيق باب المندب، جنوبي البحر الأحمر.
جاء ذلك خلال زيارة تفقدية أجراها الزبيدي، برفقة وزير الدفاع الحالي، الفريق محسن الداعري، ووزير الدفاع الأسبق، اللواء الركن، محمود الصبيحي، إلى جزيرة ميّون، المطلّة على مضيق باب المندب، جنوب غرب اليمن.
وثمّن الزبيدي، خلال لقائه بقيادات من قوات التحالف العربي المرابطة في الجزيرة، الدور الكبير لقوات التحالف في تأمين الجزيرة، ودعم إجراءات تطبيع الحياة فيها، طبقًا لما نقله الموقع الرسمي للمجلس الانتقالي الجنوبي.
وتأتي الزيارة اللافتة، في ظل استمرار عمليات ميليشيا الحوثي، ضد السفن التجارية المارّة بمياه البحر الأحمر، "المتجهة نحو إسرائيل"، وفق بيانات المتحدث العسكري باسم الحوثيين.
استعداد للشراكة
وقال المتحدث الرسمي باسم القوات المسلحة الجنوبية، المقدم محمد النقيب، إن "منطقة باب المندب وجزيرة ميّون جزء لا يتجزأ من الأراضي الجنوبية والسيادة الوطنية لأراضيه، بالتالي فإن الدفاع عنها هو دفاع وطني".
وأضاف في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن "القوات المسلحة الجنوبية تستشعر منذ نشأتها، بأنها جزء من هذا العالم، ويجب أن تشاركه مواجهة كل المهددات وعلى رأسها الإرهاب، وقد أسهمنا إسهامًا كبيرًا وأثبتنا من خلال قواتنا المسلحة الجنوبية والمجلس الانتقالي الجنوبي والتضحيات الكبيرة، بأننا جزء من منظومة الأمن القومي العربي، عبر مكافحة الإرهاب والقرصنة ومخاطرها، وكذلك مواجهة المدّ الإيراني ومليشياته الحوثية".
وأشار إلى أن "العالم لديه تجارب كثيرة في مواجهة المهددات ذات البعد الدولي العالمي، ولا تكون هذه المواجهة إلا عبر التكامل، وتعزيز إمكانيات الشركاء لمواجهة هذا الخطر، كما هو حاصل في ممرات الملاحة البحرية في مضيق باب المندب والبحر الأحمر، وصولًا إلى مياه خليج عدن، من قرصنة إرهابية من قبل مليشيات الحوثيين الإرهابية التي تتغطى بشعارات زائفة لا تمت بصلة لما تطرحه هذه المليشيات من شعارات، والتي انعكست كأزمة كارثية على مستوى الجنوب وكذلك اليمن والمنطقة والعالم".
وأفاد النقيب بأن "القوات المسلحة الجنوبية، وانطلاقًا من المخاطر التي تهدد مصالح شعبنا وشعوب المنطقة، في استعداد كامل وتام، للإسهام في تأمين الملاحة البحرية، بالشراكة مع المجتمع الدولي والإقليمي، وفي سياق تعزيز قدراتها لتصبح شريكًا فاعلًا في أمن الملاحة البحرية، مثلما نجحت في تعزيز قدراتها في مكافحة الإرهاب وحققت إنجازات كبيرة تتعدى البعد الوطني، إلى ما هو إقليمي".
حضور جنوبي
برى الباحث والمحلل العسكري، العميد، ثابت حسين، أن "زيارة الزبيدي وإن كانت تفقدية، إلا أنها تاريخية بالنسبة للقوات المتمركز في هذا الموقع الاستراتيجي الهام، إلى جانب كونها تأكيد على الحضور الجنوبي في حماية وتأمين مرور التجارة العالمية عبر مضيق باب المندب، ماضيًا وحاضرًا ومستقبلًا".
وقال حسين لـ"إرم نيوز"، إن "هناك عدة رسائل تحملها هذه الزيارة، موجهة للداخل والخارج، في وقت يحاول الحوثيون إيهام العالم بأنهم من يتحكم بهذا المضيق الاستراتيجي، بينما أقصى ما يمكنهم القيام به، هو بثّ الرعب وزرع الكراهية وزعزعة أمن واستقرار المنطقة، بهدف إلحاق أكبر قدر ممكن من الضرر بكل من مصر والجنوب واقتصادهما".
وأشار حسين إلى أن "مشاركة وزير الدفاع الأسبق، اللواء الركن، محمود الصبيحي الذي ظلّ في الأسر لدى الحوثيين أكثر من 8 سنوات، إضافة إلى وزير الدفاع الحالي، في الزيارة، وكلاهما جنوبيان، رسالة قوية على وحدة وتماسك الأداء الجنوبي بقيادة المجلس الانتقالي الجنوبي".
منطلق جيوسياسي
من جهته، تحدث مدير مكتب مركز "south24" للأخبار والدراسات في عدن، يعقوب السفياني، عن "أهمية الزيارة التي قال إنها تأتي قبيل الإعلان المرتقب عن تحالف دولي بقيادة الولايات المتحدة، لمنع هجمات مليشيات الحوثيين المدعومة من إيران، في البحر الأحمر ومضيق باب المندب".
وأوضح السفياني لـ"إرم نيوز"، أن "الزيارة تعدّ رسالة على التنسيق بين مجلس القيادة الرئاسي والحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا مع الولايات المتحدة والمجتمع الدولي، بشأن الخطوات القادمة لحماية الملاحة الدولية"، لافتا إلى أن "جزيرة ميّون ربما تكون منطلقًا جيوسياسيًا مهمًا لأي عمليات تأمين للممر المائي في مياه البحر الأحمر، بحكم تحكّمها في مضيق باب المندب، وموقعها في نهاية مياه البحر الأحمر".
