الانتقام أو التهدئة.. إسرائيل على مفترق طرق بعد الهجوم الإيراني
ترى صحيفة "لوموند" الفرنسية أن إسرائيل تقف على مفترق طرق بعد الهجوم الانتقامي الإيراني، وتتصارع مع خيارين معقدين هما الانتقام أو وقف التصعيد.
وقالت الصحيفة إن "الهجوم الذي يسلط الضوء على العدوانية الإيرانية المتزايدة، ترك الحكومة الإسرائيلية، بقيادة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، أمام خيارين صعبين، وسط مخاوف يبديها حلفاء إسرائيل من نشوب صراع واسع".
وتبنى رئيس الوزراء نتنياهو نهجا حذرا؛ إذ أجرى محادثة هاتفية في وقت متأخر من الليل مع الرئيس الأمريكي جو بايدن، وامتنع عن اتخاذ إجراءات انتقامية فورية.
وقال بيان مقتضب أصدره نتنياهو أشاد بالقدرات الدفاعية لإسرائيل: "لقد اعترضنا.. معًا سننتصر".
وفي الوقت نفسه، استأنفت المدارس في إسرائيل عملياتها الطبيعية يوم الاثنين؛ ما يشير إلى احتمال تخفيف التوترات.
وأكدت الصحيفة أن الانقسامات الداخلية داخل الحكومة الإسرائيلية تزيد الوضع تعقيدا، فبينما يدعو بعض الوزراء إلى رد قوي على العدوان الإيراني، يحذّر آخرون من التصرفات المتسرعة التي قد تؤدي إلى صراع شامل.
بدورهم، أعرب مسؤولون أمنيون رفيعو المستوى عن قلقهم بشأن موقف الحكومة المتشدد، مشددين على الحاجة إلى رؤية سياسية واضحة لتوجيه جهود الحرب الإسرائيلية المتعددة الجبهات.
ولا تزال الولايات المتحدة حذرة من نوايا نتنياهو؛ خشية أن يميل إلى توسيع الصراع إلى ما هو أبعد من إيران ليشمل غزة؛ ما قد يؤدي إلى إشعال حرب إقليمية.
كما يدعو الحلفاء داخل حكومة نتنياهو، بمن في ذلك وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، إلى اتخاذ موقف أكثر عدوانية، الذي يحث إسرائيل على "الجنون" لإنشاء قوة ردع في الشرق الأوسط، بحسب الصحيفة.
وردد رئيس الوزراء السابق نفتالي بينيت هذا الشعور، قائلاً إن اعتراض صواريخ العدو ليس كافيا لكسب الحروب أو ردع الخصوم.
وأشارت الصحيفة إلى أنه رغم التوترات المتصاعدة، هناك ضغط داخل الحكومة الإسرائيلية لتعزيز العلاقات مع الدول العربية، وتعزيز الدعم الغربي.
وشدد وزير الدفاع يوآف غالانت، ورئيس الأركان السابق بيني غانتس، على ضرورة تنشيط التحالفات الاستراتيجية والتعاون الإقليمي لمواجهة التهديد الإيراني.
وختمت الصحيفة بالقول إنه من المرجح أن يشكل رد إسرائيل على الهجوم الإيراني المشهد الجيوسياسي في الشرق الأوسط لسنوات قادمة.
