المقاتلات الأمريكية تنطلق من البحر لضرب الحوثيين
المقاتلات الأمريكية تنطلق من البحر لضرب الحوثيينرويترز

هل تنقل واشنطن مواجهتها مع الحوثيين من البحر إلى البر؟

صلاح قعشة - إرم نيوز

تتزايد الدعوات وتتعالى الأصوات التي تطالب الولايات المتحدة، قائدة التحالف الدولي لمحاربة الحوثيين، بتنفيذ عملية عسكرية برية في اليمن؛ سعياً وراء القضاء على الميليشيا الموالية لإيران.

وتقتصر الجهود الأمريكية، التي تقود عمليات التحالف الدولي في اليمن لمحاربة الحوثيين، على تنفيذ الضربات الجوية المستمرة التي تستهدف مواقع ومنصات وقطعا عسكرية حوثية داخل اليمن.

يضاف إلى ذلك، إعلان القيادة المركزية الأمريكية كل حين إسقاط أعداد من الطائرات والزوارق المسيّرة، واعتراض الصواريخ الباليستية التي تطلقها الميليشيا صوب البحر الأحمر.

فكرة مستبعدة

واستبعد خبراء عسكريون خوض الولايات المتحدة الأمريكية معركة برية مع ميليشيا الحوثي في اليمن بهدف إضعاف قدراتها على تهديد الملاحة البحرية في البحر الأحمر وخليج عدن.

واستشهد الخبراء على ذلك بعدم تحقيق الولايات المتحدة وبريطانيا ذلك الهدف، رغم الضربات الجوية التي شنتها على عدد من بنوك الأهداف التابعة للحوثي منذ 12 يناير/ الماضي.

وأكدوا أن دعم القوات المسلحة التابعة للحكومة الشرعية في اليمن، المعترف بها دولياً، على الصعيد العسكري واللوجستي، هو البديل الأفضل للوصول إلى تلك الغاية.

استراتيجية مغايرة

وعبّر العقيد عبدالباسط البحر، نائب رئيس التوجيه المعنوي في قيادة محور تعز، عن اعتقاده أن "أمريكا لن تنازل الحوثيين برياً في اليمن؛ لأن استراتيجيتها تستهدف الحد من القدرات العسكرية للميليشيا، خاصة تلك التي تهدد الأمن البحري وخطوط الملاحة في البحر الأحمر وخليج عدن".

ورأى أن الاستراتيجية الأمريكية "لا تهدف إلى القضاء على قادة الميليشيا أو قدراتها العسكرية، أو استهداف أماكن استراتيجية بالنسبة لها في العمق اليمني".

وقال، في تصريح لـ "إرم نيوز"، إنه "رغم استمرار هجمات الحوثيين على السفن، إلا أن أمريكا وبريطانيا ستستمران فقط في شن الغارات الجوية، والتحشيد العسكري الدولي في البحر الأحمر وخليج عدن".

وأشار إلى أنه "حتى الآن أصبحت منطقة البحر الأحمر وخليج عدن ثكنة عسكرية دولية لم تشهد مثيلاً من قبل، وهذه إحدى نتائج عمليات الميليشيا الحوثية الكارثية في البحر الأحمر".

وشدد البحر على أنه "مع كل المتغيرات التي تشهدها المنطقة، فإنه من غير المستبعد أن تتدخل أمريكا برياً خصوصاً في المناطق الساحلية، أو التي يأتي منها التهديد للأمن البحري وسلامة الملاحة الدولية".

من جانبه، قال عدنان الجبرني، الصحفي والباحث المتخصص في الشأن الحوثي، "من الواضح أن الولايات المتحدة- حتى الآن- لا تزال تتعامل من منطلق احتواء التهديد الحوثي في البحر الأحمر والحد منه، ولا يزال النقاش العلني محصوراً في هذه المفردات ولم ينتقل إلى طور متقدم من قبيل عملية واسعة للحد من قدرات الحوثي النوعية".

وأضاف الجبرني، لـ "إرم نيوز: "لذلك تركز الاستهدافات الأمريكية، أو المشتركة مع بريطانيا، على ما تقول إنه يشكل تهديداً وشيكاً للسفن والملاحة، حتى عندما تضرب في صنعاء وصعدة".

وأكمل قائلاً: "بالنظر للسياقات الحالية، سواء في الملف اليمني أو المنطقة أو الإدارة الحالية ووضعها هذا العام تحديداً، فإن أعلى مستوى يمكن أن تصل إليه الولايات المتحدة هو عمليات جوية مكثفة نوعية تستهدف بنى تحتية أكثر أهمية للحوثيين وتستهدف قيادات. وهذا الافتراض نفسه ليس محتملاً بقوة، وإنما في حال تصاعدت الأحداث إلى مستويات أكبر".

الدعم المطلوب

وفيما يتعلق ببديل الحرب البرية الأمريكية ضد ميليشيا الحوثي، فيجب أن يكون دعم الولايات المتحدة النوعي للقوات التابعة للشرعية، وفق ما يراه العقيد البحر.

وأكد البحر أن ذلك "سيكون ذا فائدة عسكرية أوسع وأكثر جدوى، ولن تكون له تداعيات جانبية تلمع الحوثيين وتوفر لهم مبرر التحشيد للعناصر القتالية، إذا كان بدعم أمريكا النوعي للقوات المسلحة اليمنية الشرعية التي تمثل الدولة التي تحترم المسؤولية القانونية والأخلاقية تجاه الداخل والخارج للقيام بواجباتها الدستورية والوطنية واحترام المعاهدات والاتفاقيات الدولية".

وأشار إلى أن ما يعزز ذلك "وجود قوة بشرية حقيقية على الأرض تتبع الحكومة الشرعية ولديها إرادة قتال ورغبة حقيقية في الخلاص، ورصيد متراكم من الغليان والرفض الشعبي لميليشيا الحوثي المتمردة الإرهابية، ورغبة في عودة الدولة اليمنية واستعادة السيطرة على مياهها الإقليمية وسيادة وسلامة أراضيها وفق الأعراف الدولية".

وأضاف أن "دعم العالم، الذي يرغب بالحفاظ على مصالحه في البحر الأحمر، للدولة اليمنية وجيشها الرسمي المعترف به، بما فيه القوات البحرية وخفر السواحل، هي قضية منطقية وعادلة ومقبولة شعبياً ودولياً، وهذا الدعم يمثل الحل الأنسب للخروج من هذه الأزمة".

واستدرك قائلاً: "لكنّ التغاضي عن المليشيات لتدمير الداخل اليمني ورفض فقط تجاوزاتها الخارجية المحسوبة لن يثق به أحد من اليمنيين، أو لن يتعاون فيه أحد، وسيظل ينظر له اليمنيون جميعا على أنه مسرحية عبثية لا تلبي أهدافهم الوطنية".

عمليات مستمرة

من جهته، قال العقيد وضاح الدبيش، الناطق باسم القوات المشتركة في الساحل الغربي، إنه "إذا أرادت الولايات المتحدة إيقاف خطورة عمليات الحوثي فلا حل أمامها سوى دعم القوات الحكومية".

وأكد أنه "لا حل إلا باجتثاث هذه الميليشيات، ودعم قوات الشرعية الرسمية سياسياً وعسكرياً ولوجستياً؛ فالعمليات التي تقوم بها ميليشيات الحوثي لن تتوقف".

ورأى الدبيش أن الضربات الجوية الأمريكية لن تجدي نفعاً ما لم يتم دعم القوات الحكومية الشرعية برياً وبحرياً".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com