إذاعة الجيش: إسرائيل تواجه نقصاً في صواريخ الاعتراض
كشفت مصادر عسكرية وسياسية إسرائيلية عن تقديرات أمنية تشير إلى أن شهر رمضان هذا العام قد يكون "شديد الاشتعال" على حد وصف بعض القادة الأمنيين، إذا حل والحرب ما تزال مستمرة في غزة.
وأشارت تسريبات أمنية إسرائيلية إلى مخاوف من تفجر الوضع في الضفة والقدس الشرقية المحتلتين خلال شهر رمضان، نتيجة الحرب الإسرائيلية على غزة، وقيود تعتزم حكومة تل أبيب فرضها على المسجد الأقصى.
ويرجع ذلك إلى ما سببته الحرب الإسرائيلية على غزة من آثار نفسية واجتماعية مدمرة، وما تختزنه مشاعر الفلسطينيين في الضفة الغربية والقدس والداخل، من مشاعر مكبوتة تجاه الأوضاع الكارثية في غزة.
ورأت مصادر إسرائيلية أن الأحاديث عن فرض قيود أمنية من جانب الشرطة وما بدر عن وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير حيال منع المصلين المسلمين من دخول المسجد الأقصى، أججت مشاعر العدائية قبيل رمضان.
ويبدأ شهر رمضان، الذي يحظى بمكانة قدسية كبيرة لدى المسلمين، يوم 10 أو 11 مارس/ آذار الجاري حسب رؤية الهلال.
احتياطات أمنية إجبارية
كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، الثلاثاء، عن رسالة بعث بها وزير الدفاع يوآف غالانت إلى قادة الأجهزة الأمنية وأعضاء مجلس الحرب.
وحذّر غالانت من أن تدهوراً محتملاً للوضع الأمني في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، خلال رمضان من شأنه أن يؤثر على قدرة الجيش الإسرائيلي على تحقيق أهداف الحرب في غزة.
وأجرى نتنياهو، مساء الثلاثاء، تقييماً للوضع لبحث الترتيبات الأمنية لشهر رمضان، وسط تزايد تحذيرات قادة الأجهزة الأمنية من احتمال اشتعال الوضع الأمني، إذا وضعت إسرائيل عراقيل أمام وصول سكان الضفة الغربية المحتلة وفلسطينيي 48 (العرب داخل إسرائيل) إلى المسجد الأقصى.
وبحسب صحيفة "هآرتس"، شارك في التقييم وزراء ومسؤولون أمنيون، بينهم بن غفير ووزيرا الدفاع يوآف غالانت والخارجية يسرائيل كاتس والوزير بمجلس الحرب غادي آيزنكوت.
ضغوط في آخر اللحظات
وترى المصادر الإسرائيلية أن تقارير وصلت إلى الإدارة السياسية في البلاد ومنها إلى واشنطن، التي بدأت في حراك عاجل وحثيث من أجل الضغط على حركة حماس للتوصل لوقف "فوري" لإطلاق النار والإفراج عن الأسرى المحتجزين لديها.
ولأن الفعل أشد من تركه مبنياً للمجهول، غادر الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى تركيا التي قال رئيسها أردوغان: "إن إسرائيل ستواجه (عواقب وخيمة) إذا منعت المسلمين الفلسطينيين من دخول الأماكن المقدسة خلال شهر رمضان المقبل".
وبلغ الحد بالجانب الأمريكي، ومن خلفه مجلس الحرب الإسرائيلي، الذي قرأ مسبقاً الأوضاع المنتظرة في الضفة الغربية والقدس، الذهاب لتعديل مشروع قرار في الأمم المتحدة للمطالبة للمرة الأولى بوقف فوري لإطلاق النار مقابل الإفراج عن الأسرى.
وتزامناً مع محادثات وقف إطلاق النار في القاهرة، والتي توصف بأنها المحطة الأخيرة قبل التوصل إلى هدنة مدتها 40 يوماً قبل حلول شهر رمضان، لمس أنتوني بلينكن وزير خارجية أمريكا بعض المحرمات لدى إسرائيل.
وطالب بلينكن إسرائيل بفتح معابر حدودية جديدة، للسماح بدخول المزيد من المساعدات الإنسانية إلى غزة، وهو ما سبق أن تحدث به الرئس الأمريكي، رغم أن إسرائيل ترفض ذلك بشكل قاطع.
بدوره، قال جون كيربي المتحدث باسم الأمن القومي بالبيت الأبيض، إن "الولايات المتحدة ما يزال يحدوها الأمل في إبرام اتفاق لوقف إطلاق النار مقابل تحرير الرهائن قبل بداية شهر رمضان".
الهجوم المرتقب على رفح
ترى الأوساط الأمريكية أن التوصل إلى اتفاق لوقف القتال بحلول شهر رمضان، سيكون فعالاً في "وأد" فكرة الهجوم على رفح الذي تهدد إسرائيل بشنه خلال رمضان.
وتبقت رفح كآخر مدن قطاع غزة التي لم تبدأ إسرائيل اجتياحها برياً، والتي يلوذ بها الآن أكثر من نصف سكان القطاع ومعظمهم يعيشون في خيام بدائية.
ولأن الأمريكيين يعلمون ما سيقود إليه مثل هذا الوضع، فقد حذّر الرئيس الأمريكي من وضع "خطير للغاية" في إسرائيل والقدس، إذا لم يتوصل طرفا الحرب لوقف إطلاق نار في غزة بحلول شهر رمضان.
وقال بايدن في تصريح يمكن وصفه بحسب مراقبين، بأنه "شديد الحساسية"، إنه "لا بد من وقف لإطلاق النار بسبب رمضان، إذا بلغنا ظروفا يستمر فيها ما يجري خلال رمضان، فقد تكون إسرائيل والقدس خطيرة للغاية".
وركزت قناة "كان" العبرية على تصريح الرئيس الأمريكي الذي قال فيه: "لن أتوقف عن الضغط من أجل التوصل إلى اتفاق يضمن إطلاق سراح الرهائن"، لافتة إلى أن ذلك يعكس خطورة الوضع التي تحدث عنها بايدن سابقاً.
في المقابل، ولأن تداعيات الوضع ستكون أكبر من مجرد تهديدات عنترية، نقل موقع "واللا" العبري عن مسؤولين إسرائيليين وأمريكيين قولهم، إن "اجتياح رفح لن يتم قبل أسابيع عديدة، ولن يتم في شهر رمضان، بل يمكن أن يحدث منتصف شهر أبريل".
العبادة بحرية واحتياجات أمنية
ويحتل المسجد الأقصى مكانة خاصة لدى الفلسطينيين، وشهدت السنوات الأخيرة معارك حامية بين المصلين والمستوطنين الذين اقتحموا بقيادة المسؤولين والشرطة باحات المسجد أكثر من مرة، واعتدوا على النساء وكبار السن، وهو ما تسبب بهجوم "طوفان الأٌقصى" كما تقول حماس.
وأعلنت إسرائيل، الثلاثاء، أنها ستسمح خلال الأسبوع الأول من شهر رمضان المقبل بدخول المصلين لباحات الحرم القدسي بالعدد ذاته الذي كان عليه الوضع في السنوات الماضية، دون تحديد رقم واضح لأعداد المصلين.
وأكدت إسرائيل أنه سيتم إجراء تقييم أمني كل أسبوع للأمن والسلامة، وبناء عليه سيتم اتخاذ القرار المناسب بشأن الأعداد التي سيسمح لها بالدخول للمسجد الأقصى.
وقال نتنياهو من جهته إن حرية العبادة مكفولة للفلسطينيين في الأماكن المقدسة، لكن ذلك سيكون مرهوناً بالاحتياجات الأمنية لإسرائيل.