آثار الدمار الهائل في منطقة جباليا شمال شرق غزة  جراء الحرب
آثار الدمار الهائل في منطقة جباليا شمال شرق غزة جراء الحربأ ف ب

غزة.. مأساة عريس فقد زوجته في أول أسبوع من زفافه

"ما زلت أعاني من كابوس لا نهاية له، أغمض عيني كل يوم على أمل أن أستيقظ لأجد أن ما يحدث كان حلمًا، ولكن في كل صباح أصطدم بواقع أليم، أبدأ بالبكاء من جديد كطفل صغير"، هكذا بدأ العريس الشاب محمد الشرافي برواية مأساته خلال حرب غزة.

وأضاف الشرافي، لـ"إرم نيوز": "تزوجت قبل بدء حرب غزة بيومين، بعد أن أقمت حفل زفاف يليق بزوجتي وبعلاقة الود التي ربطتنا 3 أعوام، خططنا معًا لهذا اليوم وبناء شقتنا شيئًا فشيئًا حتى تناسبت مع أحلامنا فأسميناها شقة الأحلام".

وتابع: "لم نتمكن من العيش فيها وبدء حياتنا، حتى دخلت الحرب الإسرائيلية حيّز التنفيذ وبدأ القصف الإسرائيلي يطال المباني والمواطنين في الشوارع والطرقات، فنزحت من شقتي غرب مدينة غزة وأوصلت زوجتي إلى بيت عائلتها وسط المدينة، وغادرت أنا إلى منزل عائلتي".

أصبحت أبكي بصوت عالٍ، وبنحيب الأطفال، أحاول أن أوقظها علّها تستيقظ.
محمد الشرافي

وأكمل: "لم يمض على ذلك سوى 3 أيام حتى حلت الفاجعة؛ وصلني خبر قصف مربع سكني كامل وسط غزة، ومن ضمنه منزل أهل زوجتي، فانطلقت كالمجنون نحو مكان الاستهداف لأصاب بالذهول والصدمة من حجم ما رأيت، فلم أستطع حتى معرفة ملامح المنطقة بعد الدمار الهائل".

وزاد: "وقفت فوق أنقاض المنزل المهدم أحاول إزالة الركام بحثًا عن زوجتي، ليخبرني بعض الجيران أنهم أجلوا عددًا كبيرًا من القتلى والجرحى إلى مجمع الشفاء الطبي، فانطلقت نحو المجمع جريًا".

وعندما وصل هناك أضاف الشاب الغزي: "بدأت أسأل عن وصول شهداء وجرحى من عائلة زوجتي فأخبروني أن بعضهم في غرف العمليات والبعض الآخر في ثلاجة الموتى".

وتابعت: "في تلك اللحظة تثاقلت خطواتي وبدأ قلبي يدق كأنه سيخرج من مكانه، وبخطى بطيئة توجهت نحو ثلاجة الموتى، داعيًا الله أن تكون زوجتي ليست من بينهم، وعندما وصلت هناك، وجدتها ممددة وقد جرى تغطيتها بقطعة قماش وكانت فارقت الحياة في اللحظات الأولى للقصف".

أخبار ذات صلة
حرب غزة تضع الآباء في مواقف مأساوية أمام أطفالهم

واستطرد: "أصبحت أبكي بصوت عالٍ، وبنحيب الأطفال، أحاول أن أوقظها علّها تفيق، وأضع أذني على قلبها لربما كانت على قيد الحياة، ولكن دون جدوى".

وأوضح الشاب محمد الشرافي: "لم أعد أحتمل الوقوف أمام جثمانها، زوجتي التي كانت تنبض بالحياة، ونتشارك سويًا تفاصيل مستقبل عائلتنا الصغيرة التي قتلها الجيش الإسرائيلي في المهد".

وأشار أنه "بعد يوم واحد فقط تلقيت نبأ قصف البناية التي توجد بها شقتي وتسويتها بالأرض، ليطلق الجيش الإسرائيلي نحوي رصاصة الموت، ويقضي على حياتي تمامًا، ويدمر كل ما حلمت به وحققته في لمح البصر، لأعود إلى الصفر مثقلًا بالألم والوجع والفقدان".

وختم حديثه:" دخلت في حالة اكتئاب حادٍ، ولم أعد أطيق العيش في هذه المدينة أو البقاء فيها لحظة واحدة، أريد الهروب بعيدًا، إلى أبعد مكان عن غزة، لم أعد احتمال العيش هنا على الإطلاق، وبدأت بإنجاز معاملات السفر إلى الخارج".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com