هل يؤثر الهجوم الإيراني على إتمام صفقة الأسرى بين إسرائيل و"حماس"؟
ألقى الهجوم الإيراني على إسرائيل بظلاله على المفاوضات الجارية بين تل أبيب وحركة "حماس" لإطلاق الأسرى، التي قد تتأجل لعدة أيام بحسب خبير إسرائيلي.
وقدَّرت صحيفة "معاريف" العبرية الأحد، أن يستغرق الأمر بضعة أيام قبل عودة إسرائيل وحركة "حماس" إلى مفاوضات الأسرى، وذلك على خلفية الهجوم الإيراني، الليلة الماضية.
وأشارت الصحيفة إلى أن رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" في غزة، يحيى السنوار، عوَّل على الهجوم الإيراني "لتحقيق مكاسب على صعيد مفاوضات الأسرى، ومن ثم أعلن رفضه للرؤية المطروحة حاليًّا على الرغم من المرونة التي أبدتها إسرائيل".
الدور الأمريكي
ونقلت الصحيفة عن المنسق السابق لملف الأسرى والمفقودين، يارون بلوم، أن "على إسرائيل الكفّ عن طرح نظرية النجاح الإسرائيلي في صدّ الهجوم الإيراني؛ لأن هذا النجاح لم يكن ليتحقق لولا الدور الذي قامت به الولايات المتحدة".
وذكر أنه " دون الدور الأمريكي لكان الهجوم الإيراني قد حقّق نتائج أخرى تمامًا"، رابطًا بين الدور الأمريكي في التصدي للصواريخ والمسيّرات الإيرانية وبين ضرورة الإذعان إليها فيما يتعلّق بمفاوضات الأسرى.
وتابع أن "كل ما يتعيّن على الحكومة الإسرائيلية فعله في الوقت الراهن "هو الإذعان للأمريكيين، فقد انتظر السنوار الهجوم الإيراني، ومن ثمّ ردّ بالسلب على المقترحات الخاصة بصفقة الأسرى رغم المرونة التي أبدتها إسرائيل" وفق تعبيره.
وقدَّر بلوم أن السنوار رفض المقترحات لعلمه أن إيران بصدد تنفيذ هجومها، انتقامًا لمقتل محمد رضا زاهدي في دمشق مطلع الشهر الجاري.
وتوقّع أن يستغرق الأمر بضعة أيام قبل أن يعود الطرفان إلى طاولة المفاوضات، وأن الظروف الراهنة تُبعد الصفقة نسبيًّا على المدى الفوري، ولكن ليس من المستبعد أن يعود السنوار إلى طاولة التفاوض بعد ذلك.
استغلال التوتر
وأردف بلوم أن زعيم حركة "حماس" في غزة "يفكر الآن بكيف يمكنه النجاة واستمرار الحرب، داعيًا رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو للإنصات للموقف الأمريكي والتنسيق مع واشنطن".
وتابع يارون بلوم وفق صحيفة "معاريف" أن هناك حاجة ملحّة لبذل جهود من أجل إعادة الأسرى الإسرائيليين، وأن ما حدث بالأمس من تدخل أمريكي لاعتراض الهجمات على إسرائيل "يؤشر إلى حتمية التنسيق مع الأمريكيين فيما هو قادم".
وأصدر مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بيانًا باسم جهاز "الموساد" الذي يتبعه مباشرة، ورد به أن حركة حماس "رفضت الصفقة المطروحة"، وقال إن الحركة "رفضت الرؤية التي عرضها عليها الوسطاء".
وورد في البيان أن رفض حركة حماس "يثبت أن السنوار لا يريد صفقة إنسانية ولا يريد إعادة المخطوفين"، على حد قوله.
وجاء في البيان أن زعيم حركة "حماس" يواصل محاولات استغلال التوتر الإسرائيلي مع إيران، ويسعى لتوحيد الجبهات وزيادة التصعيد الشامل بالمنطقة.
