من عمليات بناء سد النهضة الإثيوبي
من عمليات بناء سد النهضة الإثيوبيرويترز

بعد وقف مصر مفاوضاتها مع إثيوبيا.. ما مصير أزمة سد النهضة؟

بعد أن أعلنت مصر، الأحد، وقف مشاركتها في مفاوضات سد النهضة لتعنت الجانب الإثيوبي وعدم الوصول لحلول، يرى محللون أن السيناريو يتجه نحو التأزيم والتعقيد، وقد لا تشهد الخلافات أي حلحلة قبل الانتخابات الأمريكية المقبلة.

وسد النهضة الذي بدأت أديس أبابا عام 2011 ببنائه على النيل الأزرق، يشهد مفاوضات منذ ذلك الوقت، بين إثيوبيا التي تعد منبع نهر النيل، والسودان التي يعبرها النهر، ودولة المصب مصر.

وفشلت الدول الثلاث في التوصل إلى أي اتفاق على عملية الملء والتشغيل، وهو ما جعل القضية واحدة من أبرز الأزمات العالمية حول تقاسم موارد المياه.

نهر النيل الأزرق بالقرب من الحدود الإثيوبية السودانية
نهر النيل الأزرق بالقرب من الحدود الإثيوبية السودانيةرويترز

مشهد معقد

ويرى الخبير في الشؤون الإفريقية المقيم في باريس، د. محمد تورشين، أن إيقاف المفاوضات لن يحقق ما تصبو إليه مصر، وسيعقد المشهد بشكل أكبر لأن إثيوبيا لا تنوي التراجع عن خططها في استكمال "الحلم الكبير".

ويقول تورشين لـ"إرم نيوز":" بلا شك إيقاف المفاوضات بمثابة ورقة دبلوماسية تستخدمها القاهرة من أجل إثارة المجتمع الإقليمي وإثارة الأمم المتحدة ومجلس الأمن بعد أن أصبحت قضية سد النهضة مهملة نتيجة الانشغال بأزمات إقليمية أخرى".

ويذهب تورشين في تحليله إلى أن مصر اختارت هذا الأسلوب، حتى لا تستمر إثيوبيا في استكمال مسار السد، ليتسنى للقاهرة "هوامش من التفاوض"، يمكن أن تحقق منها القليل من مصالحها التي تمس أمنها القومي والمائي.

سيناريو التأزيم

من جهته، قال المحلل السياسي والخبير في الشؤون الإفريقية، د. رمضان القرني، إن الخيارات في هذا الملف لن تخرج عن 4 سيناريوهات، بداية من رغبة الدولتين في استئناف المفاوضات، وهو أمر مستبعد في ظل التجربة المصرية مع إثيوبيا على مدار 12 عاما، خصوصا بعد زيارة رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد للقاهرة، وعدم تحقيق أي انفراجة في الأزمة.

الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي يستقبل رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في يوليو 2023
الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي يستقبل رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في يوليو 2023الرئاسة المصرية

ويرى القرني في حديث لـ"إرم نيوز" أن الأوضاع في السودان وغياب حكومة فاعلة، تزيد من صعوبة استئناف المفاوضات.

أما السيناريو الثاني، بحسب المحلل السياسي، يتعلق بالتوجه للاتحاد الإفريقي، وهو أمر صعب أيضا في ظل الفشل السابق، وتغير رئاسة الاتحاد في كل عام، مشيرا إلى أن هذه القوى لا تملك الأدوات لإجبار إثيوبيا على الانصياع لقراراتها.

أما الثالث فيتعلق بالموقف الأمريكي وإمكانية اختراق المفاوضات بسبب دورها الدولي، لكن القرني، أشار إلى أن تجربة الرئيس السابق دونالد ترامب مع إثيوبيا لم تكن جيدة، بعد أن وضع القرن الأفريقي على سلم أولويات واشنطن، ولم يعط قضية السد الاهتمام الكافي.

أخبار ذات صلة
شكري: "التعنت الإثيوبي" دفع مصر لإيقاف مفاوضات سد النهضة

ويرتبط السيناريو الرابع، الذي قد يحرك المفاوضات، كما يعتقد الخبير في الشأن الأفريقي، بجهد دولي ومتغيرات ربما تتعلق بعودة إدارة ترامب التي كانت داعمة للموقف المصري، ويتعلق أيضا بالتوترات التي تعيشها إثيوبيا، بعد انتقال التوترات من إقليم تيغراي إلى أمهرة، فضلا عن الضغوط الاقتصادية على رئيس الوزراء آبي أحمد التي قد تسهم في التوصل إلى حلول.

وذكر القرني أن المشهد الأكثر ترجيحا هو "التأزيم" في ضوء إعلان الطرف الإثيوبي استكمال المرحلة الرابعة من ملء سد النهضة واستكماله حتى يصل للسعة المحددة وهي 74 مليار متر مكعب.

نفاد الصبر

وقال اللواء المصري المتقاعد، الخبير في الشؤون الإفريقية، محمد عبدالواحد، إن مصر "صبرت" على إفريقيا "بما فيه الكفاية"، بعد فشل المسارات التفاوضية والوساطة عبر الولايات المتحدة والبنك الدولي والاتحاد الإفريقي.

وأضاف عبدالواحد لـ"إرم نيوز" أن عملية التدويل مستمرة، وقد تصل إلى القضاء الدولي، مشيرا إلى أن القيادة السياسية لديها عدة خيارات للحفاظ على "الحقوق التاريخية" من حصتها في مياه نهر النيل.

ولا يستبعد اللواء المصري الوصول إلى اتفاق دولي يلزم أديس أبابا بإشراك القاهرة والخرطوم في إدارة سد النهضة، خاصة عمليات الملئ في مواسم الجفاف.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com