عاجل

اشتباكات بين فصائل فلسطينية وقوات إسرائيلية في محيط مدينة جنين بالضفة الغربية

logo
العالم العربي

اقتحام "الشفاء".. هل يتعمد نتنياهو تخريب مفاوضات التهدئة؟

اقتحام "الشفاء".. هل يتعمد نتنياهو تخريب مفاوضات التهدئة؟
18 مارس 2024، 5:44 م

أثار اقتحام الجيش الإسرائيلي المفاجئ لمجمع الشفاء الطبي غرب مدينة غزة، فجر الإثنين، الشكوك حول تعمد رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو تخريب مفاوضات التهدئة مع حركة حماس بوساطة دولية وإقليمية.

وأعلن الجيش الإسرائيلي، بدء عملية عسكرية مباغتة في مجمع الشفاء ومحيطها، وذلك بحثاً عن قادة كبار في حركة حماس، مطالبا النازحين بالمجمع والسكان بمحيطه بالإخلاء فورا، والخروج لمنطقة المواصي جنوبا.

يأتي ذلك، بالتزامن مع تقارير إعلامية تشير لتقدم في المفاوضات غير المباشرة بين حماس وإسرائيل، فيما تشير التقديرات إلى أن العملية بمجمع الشفاء نُفذت بأوامر مباشرة من نتنياهو، على اعتبار أن لديه رغبة في تخريب المفاوضات.

هدف أساسي

ويرى المختص في الشأن الإسرائيلي، أسعد غانم، أن "الهدف الأساسي للعملية العسكرية المفاجأة في مجمع الشفاء الطبي، تخريب المفاوضات التي تقودها الأطراف الإقليمية والدولية مع حماس"، مؤكداً أن نتنياهو لا يرغب بوقف الحرب.

وأوضح غانم، لـ"إرم نيوز"، أن "نتنياهو يدرك جيداً خطورة وضعه السياسي حال توقفت الحرب في غزة، وأنه سيتعرض للمساءلة السياسية والأمنية فميا يتعلق بأحداث السابع من أكتوبر؛ ما يدفعه للتهرب من ذلك".

وبين أن "نتنياهو أفشل جهود التهدئة في السابق بإصداره أمراً ببدء الهجوم البري على غزة، وهو الآن يعيد الكرة من أجل ضمان عدم التوصل لهدنة، ودفع حماس للانسحاب من المفاوضات، ما يعفيه من المسؤولية عن استمرار الحرب".

أخبار ذات صلة

مفاوضات التهدئة وعملية رفح.. ما السيناريو الأكثر ترجيحًا لحرب غزة؟

           

وأضاف أن "الأهداف السياسية لنتنياهو من حربه على غزة لم تتحقق حتى اللحظة، وأي وقف ولو مؤقت لها ستكون نتائجه سلبية على رئيس الوزراء الإسرائيلي، وستكون في صالح خصومه بالدرجة الأولى"، مؤكداً أن نتنياهو شخصيًّا مسؤول عن عملية مجمع الشفاء.

وتابع: "نتنياهو لا يضمن حتى اللحظة مستقبله السياسي، كما أنه لم يحقق الإنجازات العسكرية والسياسية المرجوة التي تعفيه من المساءلة، علاوة على أن الضغوط الدولية الممارسة عليه غير كافية لإجباره على اتخاذ قرار بوقف الحرب".

ووفق المحلل السياسي، فإن "الخلافات التي شهدتها إسرائيل مؤخراً داخل مجلس الحرب الإسرائيلي أثارت القلق لدى نتنياهو، والذي يتخوف من صعود زعيم معسكر الدولة بيني غانتس على حسابه، وهو ما يدفعه للمضي قدماً بالحرب".

تراجع كبير

من ناحيته، يرى المحلل السياسي، مصطفى قبها، أن "الهجوم الذي نفذه الجيش الإسرائيلي ضد مجمع الشفاء سيؤدي إلى تراجع كبير في التقدم الذي شهدته مفاوضات التهدئة خلال الفترة الماضية، وقد يشعل القتال في غزة".

وأوضح قبها، في حديث لـ"إرم نيوز"، أن "عدم التوصل لاتفاق تهدئة يعتبر هدفاً استراتيجيًّا لنتنياهو الذي يتعمد مراوغة الأطراف الدولية والإقليمية والتهرب من الضغوط التي تمارس عليه لوقف الحرب، والتوصل لاتفاق تهدئة".

وأضاف: "بتقديري يدرك نتنياهو جيداً أن العملية في مجمع الشفاء ستدفع حماس نحو التراجع عن التنازلات التي قدمتها في مفاوضات التهدئة، وبالتالي إبداء موقف أكثر تصلباً"، مرجحًا أن تعلن الحركة انسحابها من المفاوضات.

وتابع: "نتنياهو وضع حماس في موقف صعب للغاية، وهو الأسلوب الذي التزم به منذ بداية الحرب، حيث إنه ومع اقتراب التوصل لتهدئة في غزة يقدم على اتخاذ قرار عسكري يعيد المفاوضات لمربعها الأول، ويُفشل الجهود الدولية".

وأكد المحلل السياسي أنه "بدون تحقيق نتنياهو لجميع أهدافه وضمان مستقبله السياسي، فإنه لن يقبل بأي مقترح لوقف الحرب، خاصة وأنه يحظى بدعم الشارع الإسرائيلي بهذا الشأن"، قائلاً: "قد نشهد توسعا عسكريًّا إسرائيليًّا في غزة خلال الأيام المقبلة".

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC